النساء أنواع.. منهن من تلهث وراء المال وتسعى لتحقيق الثراء السريع، فتبيع جسدها لمن يدفع.. ومنهن من تقدس الطهارة والعفة، وتكون على استعداد للموت دون أن يدنس أحد شرفها ومروة واحدة من هؤلاء.. رفضت الاستجابة لنزوات شقيق زوجها عندما راودها عن نفسها،ونهرته أكثر من مرة وهددته بفضح أمره إذا تحرش بها مجددا.. لم يرتدع وواصل مطاردته لها.. وفى المرة الأخيرة حاول اغتصابها.. قاومته بكل قوة وعندما فشل في مهمته الشيطانية قتلها واغتال فرحتها بجنينها.. محقق «فيتو» انتقل إلى أطفيح وفى المنطقة التى شهدت الحادث أجرى تحرياته واكتشف تفاصيل غاية فى الإثارة يرويها فى السطور التالية: بدأ المحقق بحثه من داخل مركز شرطة أطفيح، حيث التقى بالمقدم محمد فيصل رئيس المباحث وسأله عن تفاصيل الحادث.. وأوضح الضابط أنه تلقى بلاغا بمقتل زوجة شابة تدعى «مروة شعبان»- 18 سنة- داخل منزلها.. انتقل على رأس قوة من الشرطة إلى مكان الجريمة، وتبين أن القتيلة أصيبت بطلق خرطوش فى الصدر أودى بحياتها فى الحال.. سأله المحقق عن كيفية التوصل للمتهم فقال: أثبتت التحريات أن القتيلة تقيم مع زوجها فى منزل عائلة، وأن شقيق زوجها ويدعى أحمد كان دائم التحرش بها وافتعال المشاجرات معها.. ويوم الحادث حاول اغتصابها، وعندما قاومته وهددته بفضح أمره، أطلق عليها الرصاص من فرد خرطوش كان بحوزته».. قال المحقق: «وماذا عن أدلة الجريمة؟».. أجاب الضابط: «عثرنا على السلاح المستخدم فى الحادث وعليه بصمات المتهم».. عاد المحقق يسأل: «وهل اعترف المتهم؟».. أجاب الضابط: « فى البداية أنكر الواقعة تماما، ولكن بمواجهته بالأدلة وأقوال الشهود اعترف، وأوضح أنه حاول أكثر من مرة إيقاع زوجة شقيقه في المحظور ولكنها كانت تنهره، فقرر اغتصابها وأيضا قاومته فخاف من الفضيحة وقتلها».. ترك المحقق مركز الشرطة وانتقل إلى المنطقة التى شهدت الحادث فى بندر اطفيح لاكتشاف المزيد من التفاصيل. ما إن وصل المحقق، حتى لاحظ علامات الحزن على كل الوجوه.. سأل سيدة من جيران المجنى عليها تدعى «حسنية محمود»، عن الحادث فقالت: «مروة كانت مثالا للفتاة المحترمة الخلوقة.. منه لله اغتال فرحتها وحرمها من الحياة بسبب نزوة شيطانية»، ثم اصطحبت المحقق إلى جارة أخرى شهدت الحادث.. سألها عما رأت فأجابت: «فى حوالى السادسة من مساء يوم الحادث.. سمعت صرخات المجنى عليها ثم سمعت صوت عيار نارى، وعندما خرجت لاستطلاع الأمر شاهدت القاتل يخرج من المنزل مسرعا، ويعطى المفاتيح لجارة أخرى قبل أن يهرب من المكان، وبعدها سمعت صراخ زوج القتيلة عندما عثر على جثتها. التقط «فرغلى حسين» –شاهد عيان- طرف الحديث وأضاف: « عندما شاهد الزوج زوجته جثة هامدة أصيب بحالة بكاء هستيرى، وراح يحتضنها وهو يقول «الكلاب قتلوا زوجتي وحرموني من أعز الناس» ولم يكن يعلم أن شقيقه هو القاتل». طلب المحقق من الأهالي أن يرشدوه عن بيت المجنى عليها، فاصطحبوه إلى منزل متواضع وهناك التقى بوالد القتيلة ويدعى «شعبان».. وبعد أن قدم واجب العزاء سأله عما حدث.. أجاب الرجل في تأثر واضح: «مروة ابنتى الكبيرة.. أحبت ابن عمها خالد، ومنذ 4 أشهر فقط تزوجته، وكانت تتمنى إنجاب طفل يملأ عليها الدنيا، وحقق الله لها أمنيتها وحملت بعد شهرين من الزواج.. ولكن القاتل استكثر عليها الفرحة وقتلها مع جنينها».. صمت الأب قليلا واستطرد: «رغم حزنى الشديد على فراقها وموتها بهذا الطريقة البشعة، إلا اننى فخور بها.. فقد دافعت عن شرفها حتى الموت، ولم تستجب لنزوات وتهديدات قاتلها المجرم». أما والدة القتيلة «أم محمد» فقالت للمحقق: «حسبى الله ونعم الوكيل فى القاتل الذى حرمنى من ابنتى واغتال شبابها وفرحتها.. منذ أن تزوجت شقيقه وهو دائم التحرش بها وافتعال المشاكل معها.. اشتكت لى أكثر من مرة وكانت ترفض التحدث مع زوجها حتى لا تحدث فتنة بينه وبين أخيه، ولم يخطر ببالنا قط أن يتجرأ المجرم إلى هذه الدرجة ويرتكب جريمته الشنعاء».