أهل مصر قاموا بثورة بيضاء فى الخامس والعشرين من يناير 2011 أبهرت العالم. أجمعوا بسلميّتها ووحدة أبنائها ورقى شعبها وبذلك حقّقت جزءًا مما قامت من أجله وهو سقوط النظام. ومرت الأيام والأسابيع بل سنتتان وشهر تقريبا والوضع قد تغير جزريا ولكن ليس كما أرادت الثورة. فإذا قيمنا ما نحن فيه الآن نجد انقسامات وكوارث وأزمات وغياب الأمن وانتشار البلطجة ومبدأ القوة وفرقة الصف وأصبح الكل يلعب لمصلحته وتناسى الجميع مصلحة الوطن. إن ما يحدث الآن من أخطاء رئاسية وحكومية وحزبية أصبح لا يطاق ويأخذ البلد إلى المجهول الكل طامع فى مصر الأحزاب طامعة فى الحكم والرئاسة ترغب فى الاستمرار والعاملون طامعون فى زيادة الرواتب من له حق إذا بتحليل مبسط الكل خطأ لابد للرئاسة أن تتواصل مع الأحزاب وتعرض ما لديها من مشكلات وتستمع منهم للحلول ولا بد للحكومة أن تكون أكثر مصداقية ووضوحا ولا بد للعاملين من بذل الجهد وزيادة الإنتاج وتحسينه والانتظار قليلا للخروج من كبوتنا. إن ما أراه على الساحة يؤلم كل مصرى محب ومخلص لوطنه لابد من توحيد الصفوف وتجميع القوى للخروج بمصرنا من هذا المستنقع الذى وقعت فيه بأيدى أبنائها دون قصد ظانين أنهم بأعمالهم يجلبون الخير لأنفسهم ولغيرهم فلن تنهض مصر إلا بالعدل والوحدة. يا أهل مصر بلدكم تحتاج لوحدتكم وعقولكم وأيديكم لتنهضوا بها وتحققوا لأنفسكم ما أردتم واحترمكم العالم من أجله ( العيش – الحرية – الكرامة الإنسانية ) ولن يتحقق ذلك إلا بالعدل . العدل فى أعمالكم العدل فى تعاملاتكم العدل فى اختلافاتكم العدل فى حواراتكم . يا أهل مصر ضعوا مصر نصب أعينكم فهى الوطن لكل المصريين والملجأ لكل مستجير والرحب لكل الزائرين. إننى أثق فى إخلاصكم وعلمكم بقدرها وحضارتها ولستم فى حاجة لمن يذكركم فقد ظهر دعاة غير مصريين يذكرونكم بمكانة مصر وأحزننى انبهاركم بما يقولون وكأنكم لا تعلمون ما يتفوهون به عن مصر لا والله إنكم أعلم بمصر وتاريخها ومكانتها منهم ولكنكم تناسيتم. عودوا لرشدكم لمصركم لتاريخكم وحضارتكم ووحدتكم.