بيعة الأمير مستمرة حتى موته.. والشورى غير ملزمة الديمقراطية الغربية إثم.. ولا ولاية للمرأة والأقباط الجهاد فرض عين على كل ذكر بلغ 15 عاما يحل للأمير أن يستخدم المال الحرام لخدمة المسلمين والجهاد الدعوة والاستعطاف والتمكين.. ثلاث مراحل قبل إعلان الإمارة «المهاجرون إلى الله» هو الاسم الذي يحب جهاديو سيناء ان ينادوا به بعضهم البعض، فالتنظيمات الجهادية هناك بدأت في تنظيم نفسها لتشكيل تحالف يقوده الشيخ محمد جمال الكاشف المكنى ب «أبو حمد»، و«أحمد عشوش»، «أبو ابراهيم المصرى» و«ابو حذيفة» و«خالد مصطفى» و«أحمد صديق»، والمثير في الأمر أن «أبو أحمد» وجماعته-وفقا لمصادر التقت بهم- بدأوا في تأسيس دولة فعلية على أرض سيناء, تحديدا فى منطقة الجبال من داخل بعض الكهوف السرية في جبل الحلال الشهير , فهو مخبأ للمجرمين والهاربين وبعض المحكوم عليهم فى قضايا السلاح والمخدرات. مبادئ أبو أحمد لهذه المجموعة مبادئ واضحة يتخذون منها دستورا لهم، ويرون انهم اذا نجحوا في مبتغاهم، واعلنوا سيناء امارة اسلامية العام المقبل، فان مبادئ دستورهم ستعتمد على نقاط واسس محددة وواضحة لا جدال فيها. «دستور المهاجرون الى الله»اعتمد في اسسه على افكار الشيخ سيد امام عبد العزيز المكني بالدكتور«فضل»،وهو القيادي الجهادي المعروف صاحب المراجعات الفكرية الاخيرة. «أبو أحمد»وجماعته تناسوا أن «فضل»تراجع عن افكاره الجهادية واصدر مراجعات فقهية وفكرية نقضت اطروحاته السابقة،واستقوا مبادئهم من كتابه البارز«العمدة في اعداد العدة»، ليلقوا بمصر من جديد الى دوامة الارهاب باسم الجهاد. وتمحورت المبادئ الخاصة بالمهاجرين الى الله حول أفكار الامارة والشورى والجهاد واهل الذمة, فدستور «أبو أحمد» يذهب الى ضرورة ان يكون المجتمع المسلم على استعداد دائم للجهاد في سبيل الله، ومن هنا تاتي أهمية التدريب العسكري المستمر للمسلمين التي يعتمدون فيها على حديث للرسول صلى الله عليه وسلم نصه : «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» . ويرى «أبو أحمد»في دستوره أن المسلمين اليوم،أحبوا الدنيا وكرهوا الموت وتركوا الجهاد، فسَلَّط الله عليهم الأمم الكافرة، تسيمهم الذل والهوان، وهذه عقوبة قدرية واقعة لا محالة بتاركي الجهاد. والإعداد للجهاد عندهم نوعان: إعداد إيماني بالعلم الشرعي، والتزكية «يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ» ، وإعداد مادي بإعداد القوة والتدرب عليها وبالنفقة في سبيل الله .. أما التربية والتزكية فهي داخلة في الإعداد الإيماني للجهاد، وهو واجب أيضا وسنذكر دليل ذلك فيما بعد، ومعسكرات التدريب وساحات الجهاد لو أُحْسِنَ رعايتها تكون خير مكان لتربية الرجال والكشف عن معادنهم وسلوكهم، بما توفره من طول المعاشرة والتعرض للمشاقّ والأسفار. التدريب العسكري يرى دستورهم أن أهمية التدريب العسكري تأتي من كونه أحد صور الإعداد للجهاد، والجهاد هو طريق الخلاص للمسلمين من غضب الرب سبحانه وتعالى، ومن حياة الذل والمهانة التي يحيونها في هذا الزمان، ويرون أن التدريب العسكري للمسلمين واجب على كل مسلم مكلف من غير أصحاب الأعذار الشرعية، إذ إنه مقدمة من مقدمات الجهاد، الذى هو فرض عين على جميع المسلمين، ويذهب دستور «أبو أحمد» إلى أن الجهاد فرض على من توافرت فيه تسعة شروط أورد منها ابن قدامة الحنبلي سبعة في قوله: ويشترط لوجوب الجهاد سبعة شروط: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والذكورية، والسلامة من الضرر، ووجود النفقة ويضاف إلى هذا شرطان آخران: إذن الوالدين وإذن الدائن للمدين، فيكون مجموع الشروط تسعة، وحدد دستور المهاجرين شرط السن بسن الخامسة عشرة ، فهو لديهم قرينة على البلوغ والاحتلام , كما أنه سن التكليف الشرعي، تجب عنده فروض العين، ومنها جهاد العين إن تعين، وبالتالي فهو السن التى يجب عندها التدريب العسكري على المسلمين. التمويل بالحرام ووفقا لافكار المهاجرين فإنهم أحلوا التبرع للجهاد باموال حرام مستشهدين بما قاله ابن تيمية في هذا الشأن، قال: «حتى لو كان الرجل قد حمل بيده مالا حراما وقد تعذر رده إلى أصحابه لجهله بهم ونحو ذلك، أو كان بيده ودائع أو رهونا أو عوار قد تعذر معرفة أصحابها فلينفقها في سبيل الله، فإن ذلك مصرفها،ومن كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد، فإن الله عز وجل يغفر ذنوبه، كما أخبر الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى: «يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ»، ومن أراد التخلص من الحرام والتوبة ولا يمكن رده إلى أصحابه فلينفقه في سبيل الله عن أصحابه، فإن ذلك طريق حسنة إلى خلاصه، مع ما يحصل له من أجر الجهاد» . الإمارة واجبة وينتقل المهاجرون بعد ذلك لمبدأ الإمارة التي يرون انها واجبة لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ» ، ويستدلون كذلك بقول ابن تيمية: «يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ولابد لهم عند الاجتماع من رأس، ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة. وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم. وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة إلى قوله فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات، وإنما يفسد فيها حال أكثر الناس لابتغاء الرياسة أو المال بها، وقد روى كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» ، فأخبر أن حرص المرء على المال والرياسة يفسد دينه مثل أو أكثر من فساد الذئبين الجائعين لزريبة الغنم». الأمراء بالترتيب ويرون أن لولي الأمر أن يؤمر عدة أمراء على الترتيب لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة «بعث الأمراء» حيث رتب ثلاثة أمراء على التوالي ، إن أصيب الأول خلفه الثاني وهكذا،ويضعون شروطا لنقل سلطة التأمير إلى الرعية في بعض الأحوال يتعين على جماعة المسلمين أن يختاروا الأمير بأنفسهم، ومن أمثال هذا:إذا فقد الأمير المُعَيَّن من جهة الإمام «بقَتْل أو أَسْر أو عَجْز» ولم يتمكن المسلمون من مراجعة الإمام، ولم يكن لهم عدة أمراء على الترتيب أو انتهوا،إذا شرع المسلمون أو طائفة منهم في عمل من الاعمال الجماعية «خاصة التدريب و الجهاد» ولم يكن للمسلمين إمام.. فعلى المسلمين أن يختاروا أحدهم للإمارة، ولا يصح أن يعملوا بدون إمارة، وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم سلطة التأمير هذه بقوله «فليؤمِّروا» من حديث «إِذَا خَرَجَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ» فأسند صلى الله عليه وسلم سلطة التأمير إلى هذا الجمع الذي اجتمع على أمر مشترك بينهم وهو السفر، ويستدلون أيضا بفعل الصحابة رضوان الله عليهم في غزوة مؤتة بعد مقتل الأمراء الثلاثة الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم، فاتفقوا على تأمير خالد بن الوليد، وقد رَضِيَ النبي صلى الله عليه وسلم صنيعهم هذا، ويرى الدستور الجهادي انه لا يحل لثلاثة فما فوق من المسلمين أن يجتمعوا على أمر ما، إلا كان لهم أمير فالإمارة واجبة للجماعة، صغيرة كانت أو كبيرة، عارضة كانت أو دائمة، وذلك مهم لتنسيق العمل داخل المجموعة فيأتي بالتمرة المطلوبة ولمنع التعارض في الأعمال ولمنع الشقاق بين الاخوة، وفي الحديث الصحيح «إنما الإمام جنة» أي وقاية. شروط الدستور ابو احمد وضع في دستوره شروط الإمارة،والتي يبرز من خلالها ان إمارة معسكر التدريب هي فرع من إمارة الجهاد، لها نفس المهام وإن كانت في مجال أضيق، وبالتالي لها نفس الشروط.. فتكون مجموع الشروط المطلوبة في هذه الإمارة:الإسلام وذلك لأنه لا ولاية لكافر على مسلم، ولا يجوز أن يُمَكَّن من هذا شرعا، وهنا تبرز لنا مسألة الاستعانة بالمشرك في الجهاد. هل يجوز؟ وما حدود هذه الاستعانة؟ هذه المسألة ورد فيها ما يدل على المنع وهو حديث عائشة مرفوعا «ارجع فلن استعين بمشرك» وذلك يوم بدر. اضافة الى الحرية والبلوغ والعقل،والذكورية ومن المحظور والمحذور تدخل النساء في الشئون العامة للمسلمين،ويستشهدون في هذا الشأن بقول عمر بن الخطاب «كنا في الجاهلية لا نَعُدَّ النساء شيئا، فلما جاء الإسلام وَذَكَرَهُنَّ اللهُ رأينا لهن بذلك علينا حقا، من غير أن ندخلهن في شيء من أمورنا».ويضاف الى شروط الولاية ايضا سلامة الحواس والأعضاء»وهو شرط لوجوب الجهاد»،و العدالة،و الخبرة والتجربة في مجال عمله. ويشترط في هذه الإمارة أن يكون الأميرعالما فقيها. مهام الأمير أما عن واجبات الأمير المعسكر فاوضحها الدستور الجهادي بالمسئولية العامة عن أتباعه،وأن يختار لنفسه مجلس شورى،والمحافظة على وحدة الجماعة،وتقييم كفاءات أتباعه،والإعداد الإيماني للجهاد. الشورى حرام المثير في الامر كذلك ان دستور»أبو أحمد»يرفض الشورى ويرى انها غير ملزمة، وان الذين ينادون بإلزام الشورى للإمام، ويتحايلون على الأدلة الشرعية لإثبات ذلك يعللون مذهبهم بالرغبة في الحد من استبداد الحكام،وكأنهم يستدركون على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ»، والحاكم الطاغية المستبد لن يوقفه إلزام الشورى ولا غيره، بل نحن نرى الطواغيت الذين يحكمون المسلمين بالشرائع الكفرية، يدعون أنهم يستندون في شرعية حكمهم على رأي الشورى، وأنهم يحترمون الديمقراطية، وهم يصنعون البرلمانات والأغلبية بالتزوير، والخداع وإذا أعياهم هذا لجأوا إلى البطش والتنكيل والأحكام العرفية. فما فائدة الشورى مع هؤلاء؟ ويرى «أبو أحمد» في دستوره أن الشكل المقترح لمجلس الشورى الإسلامي أن يتكون من شِقَّين، شِق الخبراء، وشِق العرفاء وأحدهما لا يغني عن الآخر، فلابد للحاكم من معرفة أحوال الناس وما ينفعهم وهذا موكول إلى العرفاء، ولابد له من تقييم الأعمال المختلفة بميزان الشريعة والعلوم الدنيوية وهذا موكول إلى الخبراء،وهذان الفريقان «الخبراء والعرفاء» في مجموعهما يشكلان أهل الحل والعقد في الأمة وأكابر علمائها، ويذهب هذا الدستور الى ان الأغلبية هي أغلبية أهل العلم الذين هم أهل الشورى، لا أغلبية العامة.. لأن الله تعالى أمر برد المشكلات إلى أهل العلم، فقال تعالى: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ» ، مع قوله تعالى في شأن عموم الناس «وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ»،ولذلك فالاستفتاء الشعبي ليس له موضع في دار الإسلام، وفي النظم الجاهلية يعتبر هذا الاستفتاء أقوى دستوريا من قرارات النواب بالبرلمان، إذ إن الاستفتاء هو نموذج للديمقراطية المباشرة، أما البرلمان فنموذج للديمقراطية غير المباشرة، والأولى أقوى من الثانية عندهم، ويؤكد هذا الدستور ايضا ان بيعة الإمام دائمة لا تنقطع إلا إذا مات الإمام أو طرأ عليه سبب يوجب العزل من نقص في الدين أو نقص في البدن. شقة مفروشة المثير في الدستور الجهادي أن واضعيه اعتمدوا كذلك على أفكار شكري مصطفى صاحب جماعة التكفير والهجرة، وباتوا يرون أنهم حتى ينجحوا في تشكيل إمارتهم المرجوة عليهم إتباع عدة خطوات أولاها الدعوة وتتمثل في نشر دعوتهم بشكل سلمي وبطريقة هادئة داخل قطاعات محددة بغرض توسيع قاعدة الجماعة والانتشار الأفقي لضم من يرونه صالحاً للانضواء تحت رايتهم بعد أن يجتاز عدداً من الاختبارات الدقيقة الصعبة التي تحتم على العنصر أن يثبت ولاءه الأعمى لأمير الجماعة ولا يناقشه فيما يكلفه من أعمال.. وأدركوا انهم تخطوا هذه المرحلة ،ليبدأوا بعدها مرحلة الاستضعاف التي يعتزلون فيها المجتمع الكافر، وينسحبون منه تماماً سواء بالإقامة في الصحراء أو داخل المدينة في الشقق المفروشة مع اعتزال كل الناس من الأهل والأقارب والأصدقاء، والانعزال عن المجتمع وعدم الاهتمام بقضاياه، ويرفضون التعامل مع مؤسساته ويعيشون حياة بدائية. وخطورة هذه المرحلة أنها بمثابة عملية غسيل مخ جماعي لأعضاء التنظيم. وتبدأ مرحلة التمكين وهى الأخيرة التي ستكون فيها المعركة الحاسمة, ويبشر فيها أمراء ومنظرو جماعات التكفير أتباعهم بأنهم سيعودون فيها من هجرتهم للمجتمع الكافر فاتحين بعد أن أصبحوا أقوى وأكثر عدداً وعدة وعتاداً، وفي هذه المرحلة يحدث تحوّل كبير في سلوك أعضاء الجماعة، حيث يبيحون أرواح وأموال وأعراض كل من يخالفهم.