كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما تقوم وزارة الزراعة بصرف الأسمدة بأسماء أموات ؟! قال: ساعتها يابنيتى يجب أن نعى أنهم نفس الأموات الذين يدلون بأصواتهم في الانتخابات ! قلت: وماذا يافيلسوف عندما يقترح البعض مصادرة الأرض الزراعية عند البناء عليها ؟! قال: ساعتها يافتاتى يجب على الدولة أن تصادر الوادى كله! قلت: وماذا يافيلسوف عندما يتقرر تأسيس مجلس التعاون التركي- القطرى ؟! قال: ساعتها ياصغيرتى سينطبق غليهم المثل الشعبى «اتلم المتعوس على خايب الرجا»!! ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف، ماذا لو............؟ وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدًا لنا في الأمور أمور.