رؤى سياسية ومحطات وذكريات وعلاقات انسانية مرت بها الدكتورة نادية زخارى وزيرة البحث العلمى خصت بها «فيتو» وتعكس الى أي مدى مصر بالفعل دولة عتيقة وهاهى التفاصيل. «تأثرت كثيرا فى حياتى بالعادات الجميلة للمسلمين والتى تمثل قاسما مشتركا مع اخوانهم المسيحيين» هكذا بدأت الدكتورة نادية زخارى حديثها ل«فيتو» حول مصر التسامح والمحبة واعلاء المصريين مسلمين وأقباط لقيمة الوحدة الوطنية على مر العصور موضحة أن تلك العادات توارثها الطرفان من مصر الفرعونية ونقلها المسيحيون للمسلمين بعد دخول الإسلام لمصر بالفتح الإسلامى. العادات المشتركة بحسب تأكيدات الدكتورة نادية زخارى طبعت المصريين مسلمين ومسيحيين بطابع قومى واحد لدرجة أنه لايمكن لأى أحد أن يفرق بينهم وهى حالة فريدة من الوطنية والانصهار الوطنى فى بوتقة واحدة تميز مصر وشعبها عن الدول والشعوب الأخرى. زخارى ترى أنه لا يوجد أي داع للبحث عن اصل عادات وتقاليد المصريين لانها سلوكيات اجتماعية تقلبت عبر الزمن حتى اخذت شكل الطقوس وتوارثها المصريون مسلمون ومسيحيون وخطوطها العريضة واحدة وان اختلفت فى بعض منها اختلافات طفيفة. تأكيدا منها على مصداقية كلامها ضربت الوزيرة امثلة منها بزيارة الاضرحة واولياء الله الصالحين والقديسين موضحة انها عادة فرعونية قديمة استمدت فى الاساس من تودد الناس للصالحين واستمرت بعد دخول المسيحية لمصر بتودد الناس للقديسين وانتقلت الى المسلمين بتودد الناس إلى آل بيت رسول الله وإلى الاولياء الصالحين وطبعها المسلمون بطابع إسلامى زاد من اهميتها وهو طابع الموالد والاحتفالات الدينية لدرجة ان الموالد اصبحت تغطى معظم محافظات مصر. عن الانبا كيرلس نقلت زخارى ان العادات التى ورثها المسلمون والمسيحيون عن الفراعنة والمعروفة بالطقوس الجنائزية تعكس مدى عظمة الشعب المصرى فالفراعنة كانوا يضعون المتوفى امام المعبد الجنائزى لمدة اربعين يوما قبل دفنه ويصلون عليه الصلوات الخاصة بالمتوفى فى الايام الثلاثة الاولى ويكررون الصلاة عليه بعد كل اسبوع خلال فترة الاربعين يوما ويصلون الصلاة الاخيرة فى يوم دفنه وهى صلاة الاربعين «كنت فى أوقات كثيرة أذهب مع زميلاتى المسلمات لحضور مولد السيدة زينب وحضرت عقد قرانهن فى المساجد وكلهن كن يشاركوننى فى مناسباتنا الدينية وكن يتوددن لأضرحة القديسين ويتبركن بهم» هكذا قالت الدكتورة نادية زخارى فى سياق تأكيدها على صلابة رابط المحبة الجامع بين المسجد والكنيسة فى مصر العريقة والعتيقة. فى ذات السياق أكدت الوزيرة ان كل مديرى مكتبها فى الوزارة مسلمون وتحرص على دعوتهم لمكتبها فى غير اوقات الصلاة مشيرة الى ان معظم الموظفين يصلون على مصلية امام مكتبها وانها تحترم ذلك جدا ولاتخرج من مكتبها الا بعد انتهائهم من صلاتهم احتراما لقدسية الصلاة فى الاسلام ولدى المسلمين، زخارى قالت ايضا: أنا أدين للكثير من اساتذتى المسلمين منذ نعومة اظافرى وحتى المرحلة الجامعية لانهم جميعا علمونى قيمة المحبة والتسامح والوطنية مؤكدة انها تعلمت اللغة العربية والقرآن الكريم وانها حافظة لآيات قرانية كثيرة ومدركة تمام الادراك لسماحة الاسلام وانه دين لا يعرف التشدد. «علاقتى بالمسلمين علاقة سوية ووطيدة وطبيعية واتمنى ان تكون هذه الروح هى روح الرئيس القادم حتى نصبح جميعا يدا واحدة» هكذا قالت زخارى مؤكدة انها لم تسأل اى احد يوما عن دينه مسلم ام مسيحى ايمانا منها بانه لا فرق بين الاثنين فى مصر كوطن واحد لشعب واحد.