الجماعة تتخلص من صندوقها الأسود عبد المجيد محمود صباحي والخرباوي والبرادعي ونوارة والنفيس والإبراشى وعيسى وحمودة وأبو الفتوح والبدوى وساويرس على رأس المطلوبين قبل أن تقرأ إذا كنت من ذلك الصنف الذي يؤمن بوجود مؤامرة كونية أمريكية صهيونية عالمية لإقصاء جماعة الإخوان المسلمين وإبعادها عن حكم مصر؛ فأنصحك ألا تقرأ شيئا من المكتوب أدناه، أما إذا كنت من ذلك الصنف الذي يؤمن بأهمية استخدام العقل, فواصل القراءة.. البداية سربت دوائر قريبة من جماعة الإخوان المسلمين مؤخراً ما أسمته بقائمة اغتيالات واعتقالات تحضر لها الجماعة لإقصاء معارضيها والرافضين لتدخلات الجماعة وتضييقها على الحريات العامة. وهو الحديث الذي أكده اثنان مشهود لهما بالحيدة, هما الفقيه الدستوري البارز الدكتور إبراهيم درويش الذي أعلن صراحة عن وجود هذه القائمة الإخوانية والدكتور ناجح إبراهيم القيادي البارز بالجماعة الإسلامية الذي أكد أن لديه معلومات في هذا الشأن. التسريبات تشير إلى أن الهدف من هذه الاعتقالات والاغتيالات التي ستتم في الزحام لتضيع حقيقتها هو إحداث حالة من الفوضى تمكن الرئيس مرسي من إصدار قرارات رادعة سيكون من بينها إعادة قانون الطوارئ للحياة، وربما إعلان الأحكام العرفية. القائمة المزعومة تضم 500 شخصية عامة تعمل في مجالات السياسة والإعلام والمال وتخوض حرباً شرسة ضد رغبة الإخوان في السيطرة على كافة مؤسسات الدولة وإعداد دستور يدافع عن مصالح الإخوان وحدهم ووفقا لقناعاتهم. التسريبات تشير إلى ضلوع أحد قيادات الإخوان في إعداد هذه القائمة مع بداية شهر نوفمبر الحالي، ويعلم بأمرها عدد محدود للغاية من قيادات الجماعة يعدون على أصابع اليد الواحدة. وأشارت التسريبات التي بدأت الجماعة تحقيقاً موسعاً لمعرفة مصدرها إلى ان الخمسمائة شخص بدأوا الإساءة للإخوان بطرق مختلفة وعديدة وأنهم يمارسون حرباً موسعة ضد الجماعة وأفكارها, وأنه بات من الواجب وضع حد لهؤلاء حتى لا تخسر "الإخوان" ما تبقى لها من أرضية في الشارع. القائمة الإخوانية تضم العديد من الإعلاميين وشباب الثورة ورجال الأعمال البارزين, ويأتي على رأسها الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد بعدما انقلب مؤخراً على الجماعة رغم أنه كان حليفاً لها قبل انتخابات الرئاسة التي جاءت بالدكتور مرسي رئيساً. وهناك أيضا المستشار عبد المجيد محمود النائب العام المعزول وفقاً للإعلان الدستوري الأخير, ذلك بعدما ألمح إلى ذلك في كلمته أمام الجمعية العمومية للقضاة، حينما أكد أنه يحمل دمه لرئيس الجمهورية في إشارة واضحة منه إلى كونه مستهدفاً من قبل الجماعة. والقريبون من عبد المجيد يدركون أن الرجل لديه العديد من الأسرار التي لو كشفها فسيكون موقف الرئيس وجماعته في غاية الحرج، فمثلما كان الجنرال عمر سليمان, نائب الرئيس السابق ورئيس جهاز المخابرات العامة سابقاً قبل رحيله الغامض, صندوقاً أسود يحمل بداخله أسراراً كثيرة عن الإخوان، فإن عبد المجيد محمود هو الآخر يمتلك صندوقاً أسود مكتظاً بالأسرار والمفاجآت. ويبرز كذلك اسم رجل الأعمال نجيب ساويرس خاصة وأن الجماعة تعتبره العدو الأول لها وهو ما دعاها لتسريب خبر يوم الجمعة الماضى حول صدور قرار من النائب العام الجديد بمنعه من السفر وهو الخبر الذي تناقلته صفحات إخوانية على شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مثل صفحة "رابطة الإخوان حول العالم" ومواقع أخرى تشرف عليها الجماعة مثل "شبكة أنا المسلم" وغيرها من المواقع الأخرى التي زعمت أن الخبر منقول عن وكالة أنباء الشرق الأوسط وهو ما دعا الوكالة لإصدار بيان تنفي فيه أن تكون قد بثت هذا الخبر أو أشارت له من قريب أو بعيد. يذكر أن ساويرس كان ينوي العودة من الخارج إلى مصر لمتابعة نشاطه السياسي وانشغاله بالأحوال العامة للبلاد إلا أن هناك ظروفاً طارئة بالخارج حالت بينه وبين ذلك. والقائمة تضم كذلك العديد من رجال الأعمال البارزين على رأسهم الناشر المعروف إبراهيم المعلم وصلاح دياب. وتشمل القائمة المسربة أسماء يعد وجودها مفاجأة من العيار الثقيل نظراً لكون أصحابها كانوا أعضاء وقادة بارزين في صفوف جماعة الإخوان المسلمين حتى وقت قريب، مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق, والدكتور كمال الهلباوي والمحامي ثروت الخرباوي صاحب كتابي "سر المعبد" و"قلب الإخوان" اللذين فضحا الممارسات الداخلية في الجماعة، وهيثم أبو خليل وعبد الجليل الشرنوبي، والملاحظ في هذه الأسماء أن لأصحابها رؤى وتوجهات تخالف رؤية الجماعة وأهدافها التي تسعى لتحقيقها. وضمت القائمة كذلك مجموعة كبيرة من الإعلاميين يبرز منهم الزملاء وائل الإبراشي رئيس تحرير جريدة «الصباح», وعادل حمودة رئيس تحرير الفجر, وإبراهيم عيسى رئيس تحرير «التحرير» ومقدمو البرامج يسري فودة وعمرو أديب ولميس الحديدي وباسم يوسف ومحمود سعد. وهناك أيضا عصام كامل رئيس تحرير "فيتو" الذي تنظر له الجماعة باعتباره عدوها الأول وتتهمه بازدرائها والإساءة لها ولتاريخها عبر ما ينشره في الصحيفة التي يرأس تحريرها. ويبرز أيضا اسم الكاتب الصحفي سعيد شعيب ضمن قائمة الاغتيال الإخوانية، فالجماعة باتت تنظر له كمصدر قلق لها بعدما كتب الرجل أكثر من مقال يعارض فيه السياسة الإخوانية ويهاجم الجماعة بصورة شرسة. وهناك أيضا الكاتب الكبير وحيد حامد مؤلف مسلسل الجماعة الذي ينظر له الإخوان بكره شديد ويرون أنه سبب واضح في خسارة الجماعة لجزء كبير من أرضيتها في الشارع. وتبرز كذلك أسماء المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية, حمدين صباحي ومحمد البرادعي اللذين تريد الجماعة التخلص منهما بأية طريقة لإدراكها أنهما يهددان سيطرة الجماعة على حكم مصر. ويبرز كذلك اسم الدكتور أحمد راسم النفيس المفكر البارز الذي ترى الجماعة أنه يسبب مصدر قلق لها عبر كتاباته وتصريحاته، وترى كذلك أنه يشكك العالم الخارجي في مصداقية الإخوان نظراً لما يمتلكه الرجل من علاقات خارجية. ومع النفيس يبرز اسم محمود جابر الأمين العام لحزب التحرير"حركة تحرير مصر" وهو الحزب الذي تتهمه الجماعة بتلقي أموال من الخارج لزعزعة الاستقرار والإساءة للإخوان. وهناك أيضا عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق والذي ورد اسمه في القائمة المنسوبة للشاطر، وإلى جانب موسى هناك الفريق أحمد شفيق وخالد علي، والمستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة, والدكتور حسام عيسى أستاذ القانون والقيادي في حزب الدستور، وعيسى كان أول ضحايا هذه القائمة، حيث تم توجيه تهم له بقلب نظام الحكم وإهانة رئيس الجمهورية, وأبو العز الحريري والمهندس حمدي الفخراني اللذين قام شباب الإخوان بالتعدي عليهما وإصابتهما بجروح متفرقة مؤخراً. وتضم القائمة كذلك الدكتور ممدوح حمزة المهندس الاستشاري المعروف وطارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 إبريل والناشط أحمد دومة ومحمد أبو حامد والكاتب علاء الأسواني, والناشطة السياسية والصحفية نوارة نجم, والدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب مصر الديمقراطى, وعبد الغفار شكر وكيل "التحالف الشعبى, ورفعت السعيد وصلاح عدلي, سكرتير عام الحزب الشيوعى. أما المفاجأة الكبرى في القائمة المسربة فهي وجود اسم محمد جابر صلاح الشهير ب"جيكا" وهو شاب يبلغ 18 عاماً عضو حركة شباب 6 إبريل –مجموعة عابدين- طالب بمدرسة الخديوية الثانوية –بنين- الذي تنتظر أسرته أن تعرف طبيعة حالته إذا كان قد استشهد أم هو مجرد موت إكلينيكي كما يدعي البعض، وإذا ما كان "جيكا" قد استشهد فسيكون أول شهداء أحداث موقعة «عيون الحرية» التي اندلعت بسبب اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي في الذكرى السنوية الأولى لأحداث محمد محمود. وكان "جيكا" قد خرج على رأس المسيرة التي نظمتها «6 أبريل» من منطقة السيدة زينب واتجهت إلى ميدان التحرير ضمن فعاليات إحياء الذكرى الأولى، لكنه أصر على استكمال هتافه ضد وزارة الداخلية في موقعة بشارع «يوسف الجندي». وأصيب برصاص الخرطوش في جبهته وصدره، داخل شارع «يوسف الجندي» بينما أكد آخرون أن الخرطوش وصل إلى المخ وأنه في حالة غيبوبة تامة.. ويعد «جابر» مؤسس صفحة «معا ضد الإخوان» وقيل أنه مات متأثرًا بسبع طلقات حية، ما يؤكد أنه كان مستهدفًا في التظاهرات التي عمت محيط وزارة الداخلية، إحياءً لذكرى أحداث محمد محمود.