لا يكاد يمر يوم دون الكشف عن حالة أو أكثر من التحرش داخل المدارس، والغريب أن عددا كبيرا من تلك الوقائع يكون أبطالها هم المعلمون أنفسهم، حتى أصبح التحرش داخل المدارس ظاهرة مقلقة لم يسلم منها تلاميذ رياض الأطفال وتلاميذ المرحلة الابتدائية، بينما تكثر الظاهرة وتتزايد بشكل ملفت للنظر في المدارس الإعدادية والثانوية. أما في مدارس الدبلومات الفنية للفتيات فالتحرش فيها حدث ولا حرج، فلا توجد مدرسة من تلك المدارس تخلو من حوادث التحرش اليومي سواء أكان تحرشا لفظيا أم عن طريق اللمس. وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم أن الوزارة تلقت أكثر من 120 شكوى، حصلت "فيتو" على نماذج منها "منذ بدء الدراسة هذا العام، حول بلاغات من أولياء الأمور يتهمون فيها معلمين ومدراء مدارس بالتحرش بفتياتهم، وكانت مدرسة سعد زغلول الثانوية بنات التابعة لإدارة المستقبل التعليمية بالقاهرة صاحبة نصيب الأسد في شكاوى التحرش، فقد قدم عدد كبير من أولياء الأمور عدة شكاوى ضد مدير المدرسة". ومن ذلك ما تقدم به أحمد السيد الغزالي، ولي أمر إحدى طالبات مدرسة سعد زغلول الثانوية بنات، والذي اشتكى من محاولات التحرش المستمرة بطالبات المدرسة على مرأى ومسمع من مدير المدرسة الذي وصفته الشكوى ب"غير الأمين على الطالبات". وروى مقدم الشكوى واقعة قيام بعض العمال الذين كانوا يعملون في المدرسة بفتح أبواب حمامات البنات على طالبتين في المدرسة، دون أن يتخذ مدير المدرسة أي رد فعل تجاههم. كما تقدمت سهير عنتر بديع "ولي أمر إحدى طالبات المدرسة"، بشكوى أكدت فيها أن المدرسة تحولت إلى مسرح لخدش حياء الطالبات والمعاكسات المستمرة متهمة مدير المدرسة بالتورط في أفعال مشابهة. ولعل الواقعة الشهيرة التي كان بطلها أحد المعلمين المقيمين بمنطقة حلوان، حيث مارس مدرس مادة لغة فرنسية بإحدى المدارس الحكومية لمرحلة الثانوية العامة الجنس باستقطاب عدد كبير من طلابه المترددين عليه بدعوة أخذ الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى عدد من طلاب الجامعات وأصدقاء له وتصوير الوقائع بواسطة كاميرات. وكذلك، شهدت منطقة العمرانية واقعتى اعتداء جنسى على الأطفال الأولى كانت من صاحب حضانة تعدى على أطفال في عمر الزهور داخل المكان الذي يملكه وفى غيبة المتواجدين بالمكان، والثانية كانت بنفس المنطقة ولكنها من مدرس بإحدى المدارس. وفي العمرانية أيضا، تقدم أولياء أمور بعض التلاميذ بمدرسة صفية زغلول للتعليم الأساسى، بشكوى ضد معلم أول بالمدرسة.. يتضررون فيها من قيام المذكور بالتحرش بأبنائهم، والقيام بأعمال منافية للآداب مع البنات والبنين. واستبعدت إدارة المدرسة (القسم الابتدائى) المدرس المذكور من التدريس، وأسنتدت عمله لمدرس آخر، وتم إحالة الموضوع للشئون القانونية مع استبعاد المدرس المذكور إلى قطاع الخلفاء التعليمى لحين انتهاء التحقيقات. وكان طلاب ومعلمى مدرسة معاذ بن جبل الثانوية بنات بدمنهور دخلوا في اعتصام احتجاجًا على الاتهامات التي وجهها عدد من الطالبات في فيديو مسجل بالصوت والصورة ضد أحد مدرسى المدرسة تتهمه بمحاولة التحرش بالطالبات وعدم اتخاذ أي إجراءات ضده من قبل إدارة المدرسة.
