[email protected] لا أعرف من الذي يمكن أن يقترح على الرئيس محمد مرسي العياط مثل تلك القرارات التي اتخذها.. تلك القرارات التي فاقت كل التوقعات المرئية وغير المرئية.. وهي قرارات تتسم بكونها: قرارات سريعة: يحاول بها كسب أرضية جديدة أمام الشارع المصري البسيط، وهي قرارات لامتصاص الغضب المجتمعي الذي بدأت تيارات وحركات عديدة في الإفصاح العلني عنه خلال الفترة الماضية، بعد أن زادت المشكلات وأصبحت أكثر تعقيداً، وبعد أن طالت الأزمات الاقتصادية فئات عديدة من المصريين، لم يكن من الممكن أن تطولهم في الطبيعي. قرارات انفعالية: تؤكد على أن هناك حالة من (التخبط) في محاولة لتجميل صورة النظام الحالي الذي باتت سلبياته أكثر من ايجابياته على مر الأيام، رغم الصور الوردية التي تم تصديرها للشعب المصري قبل ذلك،وهي الصورة التي تظهر على حقيقتها الآن. قرارات غير مدروسة: تؤكد على أن الأمر كله مجرد نوع من استعراض العضلات، وإثبات الوجود.. لأننا لو تخيلنا أن هذه القرارات مدروسة؛ فإنها ستكون مأساة حقيقية لأن يكون بجوار الرئيس من يساعده على تجاوز القانون واختراقه في سابقة لن يهملها التاريخ له ولجماعته التي ينتمي إليها. قرارات فيها تحدٍ: فصاحبها لم يهتم أو يحسب أثرها على الهيئات القضائية الرصينة.. تلك الهيئات التي كان من المفترض أن يكون هو أول الحريصين على استقلالها ونزاهتها، خاصة بعد أن وقفت مع شرعيته الانتخابية بعد نتيجة الانتخابات. قرارات فيها نبرة استعلاء: وهو ما ظهر في ردود الأفعال بعد ذلك.. والتي وضح منها عدم الاهتمام بالرأي العام أو برأي القوى الوطنية والسياسية. قرارات فيها استقواء: وهو ما ظهر في كلمته التي ألقاها في (صوان) أمام مقر رئاسة الجمهورية لكسب تأييد الشارع.. الذي كثيراً ما ينقاد بالعاطفة وراء مثل تلك الخطب الرنانة سمعياً والأقل تأثيراً فكرياً. قرارات سابقة التجهيز: هبطت على الرئيس محمد مرسي من شخص أو جماعة تريد توريطه في مشكلة ليس له فيها أي مساندة من أي طرف مصري حقيقي بغض النظر عن انتمائه السياسي. لقد استطاع الرئيس محمد مرسي العياط خلال اقل من ستة شهور من عمر توليه رئاسة الجمهورية أن يتجاوز كل سلبيات جمهورية يوليو 52 بعهودها المتوالية من محمد نجيب وجمال عبد الناصر، مروراً بأنور السادات، وصولاً إلى حسني مبارك. يظل السؤال: ماذا يحدث في مصر الآن؟ وبمعنى أدق: ما الذي يحدث في مصر خلال الأيام القادمة؟!