تفتخر الكنيسة المصرية بعدد بناتها الوافر اللاتي سرن علي خطي السيدة مريم البتول، فوصلن إلي كمال السيرة والقداسة. وعلي خطي مريم البتول سارت الأم «ماجي جبران»، تمد يد العون والمساعدة لجميع الفقراء، في محبة خالصة، من خلال جمعية خيرية أسستها لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية والرعاية الاجتماعية والمساهمات المادية للمشاريع الصغيرة، فأحبها المسلمون والمسيحيون، وقاموا بترشيحها لجائزة «نوبل» للسلام العالمي 2102 لأعمالها الخيرية في حي منشية ناصر بقلب القاهرة. «فيتو» تجولت بين أهالي الحي الذين تفيض ملامحهم وكلماتهم بأخلص وأصدق معاني الوحدة الوطنية الحقيقية، فلا أحد يسأل الآخر ما دينك، لكنهم يتعاملون جميعاً بروح المحبة، الأهلة تعانق الصلبان، صوت المؤذن يتناغم مع صليل الأجراس.. شوارع دافئة تحتض البشر في ليالي الشتاء القارص البرودة، الكرم لا يحتاج لدليل، الحب يولد من رحم المعاناة، منشأة ناصر تظلل بالحب جميع سكانها وضيوفها، تحت أشجار الحب الوارفة يستظل المسكين والفقير والمحتاج، طفل شارع، والأم «ماري» تحتض الجميع بحنو بالغ، جسر يعبر منه المسلمون والمسيحيون إلي آفاق المحبة، بجوار الكنيسة يصلي مصطفي، وبجوار المسجد يترنم اسحاق، سيمفونية الحب يعرفها الشيخ والقس في تناغم وتماهي، كونشيرتو كنيسة القديس سمعان الخراز ومسجد العارف بالله، رائعة قدسية النغمات، تهفو القلوب لسماعها. وسط شوارع منشأة ناصر اقتربنا من عزت نعيم -مدير جمعية روح الشباب- التقينا به فقال: رشحت الجمعية ماما «ماجي جبران» لجائزة نوبل للسلام لعام 2102، هي الأم «تريزا» القاهرة، نجحت في إقامة مؤسسات خيرية كثيرة لخدمة الجميع، مسلمين وأقباط، آلاف الأسر استفادت من خدماتها في العام الماضي، يعرفها الجميع في منطقة «الزرايب» و«أرض اللواء» و«مدينة الوحدة»، تفني عمرها في خدمة الجميع، خدماتها الطبية والاجتماعية والتعليمية يشهد بها الجميع، أنشات مراكز تدريب مهني للارتقاء بمستوي الشباب وفتح أبواب العمل أمامهم، وقد قمت بمخاطبة عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي لترشيح «ماما ماجي جبران» لجائزة نوبل للسلام، فخدماتها لا تعد ولا تحصي. فهيم بشري يحدثنا عن نشأة ماما «ماجي» بقوله: ولدت لأسرة مسيحي متوسطة وعملت مديرة تسويق، ثم استاذة لعلوم الحاسب الآلي والبرمجيات بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ثم كرست حياتها لخدمة أهالي الأحياء الفقيرة، ولها مقولة شهيرة في هذا الصدد «أنت لا تختار أن تولد، ولكنك تختار أن تعيش الخطية أو القداسة.. أن تكون لا أحد أو أن تكون بطلاً.. إذا أردت أن تكون بطلاً فافعل ما يطلب منك الله أن تفعله.. المحبة الحقيقية هي أن تعطي وأن تغفر وأن تعطي حتي التألم».