كادت الصدمة ان تذهب بعقل تاجر الأقمشة الصعيدى، عندما اخبره ابنه الشاب بأن شقيقته نسمة فرطت فى شرفها ووضعت رأس العائلة فى التراب، مؤكدا انه عقد العزم على قتلها والتخلص من عارها.. قاطعه الأب منفعلا: «هى ابنتى أنا والعار عارى فى المقام الأول، وانا الأحق بقتلها».. انطلق الاب بابنته وشقيقها الى محافظة الدقهلية وهناك ذبحها، وعاد بدليل انتقامه لشرفه.. ترى كيف سقطت «نسمة» فى المحظور ومن اكتشف سرها وكيف تم قتلها وما هو دليل الانتقام للشرف؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها محقق «فيتو» فى السطور التالية: كانت البداية خبرا تلقاها المحقق من مصادره الخاصة فى محافظة الدقهلية عن العثور على جثة فتاة مذبوحة ملقاة فى ترعة بمركز تمى الامديد.. ومن خلال البحث والتحرى توصل المحقق الى ان الجثة لفتاة تدعى «نسمة» -18 سنة-، وواضح أن سبب قتلها هو الانتقام للشرف، لأن الجثة كانت مقيدة اليدين ويوجد لاصق على الفم.. كثف المحقق من بحثه وتحرياته حول الحادث، فاكتشف أن القتيلة تقيم مع والدها تاجر الأقمشة ذو الأصول الصعيدية فى منطقة العمرانية، وكانت تعمل فى مصنع ملابس.. تعرفت على زميل لها فى ذات المصنع، واستطاع أن يسلبها شرفها بعد أن أوهمها بحبه ورغبته فى الزواج منها.. ظلت نسمة محتفظة بسرها الدفين إلى أن فوجئت بوالدها يخبرها بأنه قرر تزويجها لابن عمها فى سوهاج.. رفضت بشدة وراحت تتهرب من هذه الزيجة.. ارتابت زوجة عمها فى الأمر وتأكدت من أن الفتاة فقدت عذريتها.. لم تضيع وقتا وأخبرت شقيق نسمة بالكارثة وبدوره أخبر والده. عقد الأب عادل.م -47 سنة- العزم على الانتقام لشرفه خصوصا وانه صعيدى، وانتشرت فضيحته على كل لسان فى بلدته بسوهاج..يوم الحادث اصطحب نسمة وشقيقها، وتوجهوا الى محافظة الدقهلية بحجة زيارة شقيقه، وهناك اقتادوها الى منطقة نائية باحدى قرى مركز تمى الأمديد وقاموا بتكتيفها، ووضع عمها لاصقا على فمها لمنعها من الصراخ، بينما قام الأب بذبحها، وبعد ان تأكدوا من موتها قطع الأب إحدى أذنيها وألقوا الجثة فى الترعة وفروا هاربين، غير ان الأجهزة الأمنية كشفت غموض الحادث وألقت القبض على الجناة. انتهت القضية عند هذا الحد بالنسبة لأجهزة الشرطة، ولكن بقيت بعض التساؤلات فى ذهن المحقق.. انطلق الى قسم شرطة العمرانية، حيث التقى والأب القاتل وسأله عن سبب قطع أذن القتيلة.. أجاب الرجل بثقة وكبرياء: « نسمة كانت ابنتى القريبة من قلبى.. كنت اتمنى أن أراها تزف لابن عمها فى سوهاج، ولكنها خانت الثقة التى منحتها إياها وفرطت فى شرفها فاستحقت القتل.. اما بالنسبة لقطع أذنها فهذا تقليد صعيدى.. حيث نأخذ أذن الفتاة التى تجلب العار لأسرتها بعد قتلها، ونعرضها على الناس فى البلدة كدليل على غسل العار وهذا ما فعلته فى بلدتنا بسوهاج.. وانا الآن سعيد جدا ومستعد لمواجهة مصيرى برأس مرفوعة».