كلمات مسمومة أطلقتها الحكومة السعودية عام 8891 «تبرعنا بمليون طن قمح لإنقاذ الشعب المصرى من المجاعة لعدم توافر سيولة مالية لدى القاهرة لاستيراد القمح»، سمعها مبارك وحاشيته ولم تذبحهم لكنها حفرت أخاديد عميقة وجروحاً غائرة فى المصريين الشرفاء. كيف نحقق الاكتفاء الذاتى من القمح؟ هذا هو محور حوارنا مع «أبو القمح»، د، عبد السلام جمعة، مدير برنامج القمح بمركز البحوث الزراعية.. لنبدأ بالأساس.. تراجع الزراعة المصرية، ما أسبابها؟ - كان نصف سكان مصر يعملون بالزراعة، ومر هذا الزمن، ونعيش الآن فجوة غذائية ضخمة لعدم تناسب المساحة الزراعية مع عدد السكان، وقيام الفلاحين بالزراعة بطرق تقليدية بعيدة عن التكنولوجيا، بالإضافة للاسراف الشديد فى مياه الرى وسوء توزيعها، فأصبحت الزراعة فى حالة يرثى لها خاصة مع ادخال مبيدات فاسدة وقمح مشع ومسرطن، لا يرضى الحمار أن يأكله. وأين دور الرقابة وهيئة السلع التموينية؟ - المستثمرون فتحوا خطا مباشراً مع أصحاب الذمم الواسعة وتاجروا جميعاً بصحة المصريين، وهناك سياسات خاطئة منها عدم وصول الدعم لمستحقيه ويجب وقف البناء على الأراضى الزراعية ورفع كفاءة الأرض الزراعية واستخدام الرى السطحى لاستصلاح 3 ملايين فدان، فمصر تستورد من 6 إلى 9 ملايين طن قمح سنوياً، واستهلاك الفرد 041 كيلو جرام سنوياً، ويمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتى بزراعة 5 ملايين فدان قمح من الأراضى القديمة، لنحقق أمننا الغذائى الذى يعد عنصراً مهماً من أمنناً القومي. وما حقيقة القمح المستورد الفاسد؟ - هذه حقيقة، قمح مستورد دخل مصر بكميات ضخمة للغاية، قمح مسوس وبه حشرات حية وقمح مشع وقمح مسرطن، أحد عشر حوتاً كانوا يستوردون نفايات الدول من القمح واستوردوا مبيدات فاسدة، دول العالم تصدر 021 مليون طن قمح، تستورد مصر منها 7 ملايين طن تعتبر نفايات قمح العالم، ومصر زبون «سقع» المستثمرون يشترون نقداً وليس بالتقسيط، وأطالب بحماية الناس والحيوانات من هذا القمح. كم يصل حجم الفاقد فى القمح؟ - تفقد مصر 21٪ من القمح فى عمليات النقل والتشوين والتخزين، ونسبة الفاقد فى زيادة مستمرة وخصوصاً فى القمح المستورد الذى ترتفع فيه نسبة الرطوبة، لاختلاف درجة الحرارة فى البلد المصدرة عن درجة الحرارة فى مصر، والكارثة أن أغنام مطروح تأكل 066 ألف طن قمح سنوياً. وماذا عن زراعة القمح فى السودان.. أليس حلاً؟ - السودان بها 03 مليون فدان صالح للزراعة، وزراعة مليون فدان قمح هناك تعطى انتاجية أعلى من جميع التوقعات.