انقطاع أخباره عنى جعلنى أظن مثل كثيرين أنه لا يقوى على الحركة - وتخيلته فى كثير من الأحيان محاطا بالأجهزة والخراطيم الطبية من كل الاتجاهات، والفتحات التى من الله علينا بها فى الجسم البشرى.. وكنت قد تعودت فى الفترة الأخيرة أن تهاتفنى سوزان هانم، وتبلغنى سلام أبوعلاء، إلا أنه هذه المرة هاتفنى بنفسه.. إنه الرئيس السابق مبارك الذى بادرنى باللوم لعدم سؤالى عنه فأجبته بأنه محجوب عنى كما يحجب القمر عن الأرض ويجعلها ظلاماً. أعجب مبارك بدبلوماسيتى فى الرد عليه، فدعانى للقائه بالمركز الطبى العالمى.. وهناك وجدت الجميع فى استقبالى حتى أوصلونى لجناح مبارك الطبى.. سلمت عليه، وقبلت جبينه المتعرج بخطوط الزمن، وفعل المرض. قلت له: واحشنى ياسيد الناس !!.. قال : إنت أكثر ياسطوطة.. إيه أخبار زملائك فى درب الفشارين»؟!!.. قلت: جميعهم يقرؤنك السلام ياسيد الناس!!.. قال: أنت تعلمين أننا قد دخلنا معترك الانتخابات الرئاسية ونحن بدورنا أعددنا غرفة عمليات لإدارتها بكل دقة ونحتاج لمجموعة الفشارين معنا لدعم مرشحنا الرئاسى فما قولك ياسطوطة يابنتى؟!!.. قلت: طول عمرك بطل يا أبو علاء فقد أدرت غرفة عمليات حرب أكتوبر وحطمت قلاع إسرائيل بطلعتك الجوية وطائرتك الخارقة فبالتأكيد سوف تنتصر بمرشحك فى انتخابات الرئاسة لكن من هو ذلك المرشح ياسيد الناس؟!! قال: سأجيبك على هذا السؤال فيما بعد ياسطوطة المهم أن تأتينى بزملائك هنا غداً فى الخامسة مساءً!!.. قلت: وهل هناك مرشح يستحق دعمكم لهذا الحد فنحن لا نرى لمصر رئيساً غير مبارك!!.. قال: لا تنافقينى ياسطوطة فالشعب كله لفظنى وأنت منهم لكننى أناشد فيكى العيش والملح وهذا المرشح الذى سندعمه هو من سيخرج الأولاد من سجن طرة ويعفو عنى ولن يعرض سوزان هانم للمحاكمة وسيقلص الأحكام التى طالت رجالاتنا مثل أحمد عز وصفوت الشريف وزكريا عزمى وبالتأكيد سوف تستفيدى ياسطوطة أنت وزملائك!!.. قلت: وهل أعددتم العدة لذلك فالشعب كله لا يريد رموز النظام السابق؟!!.. قال: نعم هو من رجالنا الأوفياء لكنه يلعننا فى كل مؤتمراته ولقاءاته التليفزيونية وهذا أمر متفق عليه ياسطوطة.. هو ليس مرشحا واحداً بل أربعة مرشحين ضمن الثلاثة عشر مرشحاً ندعم الأربعة كى يأتى واحد منهم وهذا هو دور غرفة العمليات والمفاجأة ياسطوطة أن أحدهما محسوب على التيار الإسلامى والآخر محسوب على الثوار أما الثالث والرابع فأحدهم محسوب علينا والآخر بين بين ولقد فعلنا ذلك طوال الفترة الماضية حتى يتوه الشعب ولا يدرك من هو المرشح الذى يأمن عليه نفسه فيميل تجاه المرشح الأكثر زخما ومرشحينا كلهم زخم ولله الحمد!!.. قلت: أنت داهية سياسية والعياذ بالله..!! قال: هذا هو دورى الوطنى تجاه أبنائى ورجالى المحبوسين ياسطوطة والذين يعولون على رئيسهم كى ينقذهم من الورطة التى وضعهم فيها الزمن دون سابقة إنذار!!.. قلت: لكن الدستور الجديد سوف يقلص صلاحيات الرئيس القادم؟!!.. قال: ومن قال لك إنه سيكون هناك دستور قبل الانتخابات؟!! لقد عطلنا هذه الفكرة تماما وسيعمل الجميع كما يزير.بالإضافة إلى أن رجالنا مازالوا فى أماكنهم منهم الوزراء ورجال الأعمال بالإضافة للعمد والمشايخ وأعضاء المحليات فى كل المحافظات.. لا تقلقى ياسطوطة ففى الغرفة المجاورة لى ستجدى ما يشرح قلبك!! .. وهنا أخذنى فضولى لمعرفة ما يدور ففتحت باب الغرفة الداخلية لجناح مبارك لأجد شخصيات معروفة، منها من نظن أنه ثورى بالفعل فأغلقت الباب بسرعة وقبلت رأسى مبارك واستأذنته فى الرحيل مع وعد بأن أناقش زملائى فى درب الفشارين فيما عرض المخلوع علينا من خدمات!!