أجرى قسم البحوث والمتابعة بجمعية تنمية جنوب مصر بقنا أول دراسة بحثية عن ظاهرة التحرش الجنسي بالسيدات بالمحافظة وقاد فريق البحث سماح حسن مدير القسم بالجمعية تحت إشراف عادل غزالي مدير عام الجمعية والمتخصص بشئون المرأة. وقد حاولت الدراسة التعرف على هذه الظاهرة بمحافظة قنا ونقدم تفسيرًا متكاملًا لها من جوانب مختلفة ومن ثم الوقوف على أهم الأسباب والدوافع التي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة في المجتمع والوقوف على أهم المؤشرات والنتائج التي تسهم في إيجاد حلول مناسبة لها. وأسفرت الدراسة عن تلك النتائج وهي نسبة ضئيلة من عينة البحث تدرك إشكال التحرش حيث إن نسبة 12.6% فقط تعتبر كل الأشكال المذكورة تعد من مظاهر التحرش، وتوجد علاقة طردية بين التحرش ومستوى التعليم فكلما ارتفع مستوى التعليم يزيد الإدراك لمفهوم ومظاهر التحرش وللغالبية العظمى للمبحوثات بنسبة 77% قد أكدوا على تزايد ظاهرة التحرش في الآونة الأخيرة وقد أكدت 63.5% منهن على تعرضهم للتحرش وأن من أكثر مظاهر التحرش حدوثًا هي باللفظ والكلام وذلك بنسبة 27.3% يليهم التعرض للإشارة أو النظر بنسبة 22.1% وكذلك المعاكسات التليفونية بنفس النسبة ثم الاحتكاك والملامسة بنسبة 20.9%. كما وجودنا ردود فعل سلبية تجاه ظاهرة التحرش مما يعد من أكثر المعوقات صعوبة أمام جهود الحد من ممارسة التحرش الجنسي فقد وجدنا أن 20% قررن التجاهل خوفًا من الفضيحة،13% لجئن للهروب،12% ارتبكن كما أنه وبرغم افتراضنا بأإن السيدة العاملة قد تكون أكثر إيجابية في التعامل مع ظاهرة التحرش إلا أننا وجدنا أن الطرق التي يتم بها مواجهة التحرش لا تختلف كثيرا باختلاف الحالة العملية للسيدة للتحرش الجنسي تداعياته النفسية السلبية والخطيرة على ضحية المتحرش والتي تمثلت بالترتيب في الشعور بالخوف بنسبة 34% يليها السخط على الرجال بنسبة 29.9% ثم الخجل والارتباك بنسبة 28.1%. ترى المبحوثات أن الفتاة المحجبة والمحتشمة هي الفتاة التي تسلم من أي ضرر في حين أن الفتاة المتحررة "المتبرجة" هي الأكثر عرضة لمثل هذه السلوكيات وهذا يعكس عدم وعي المبحوثات بثقافة حقوق المرأة والتي هي جزء من حقوق الإنسان. أسباب تزايد هذه الظاهرة فقد جاء في المقدمة ضعف الوازع الدينى بنسبة 84 % يليه ارتداء الملابس الفاضحة بنسبة 74% ثم التنشئة الأسرية بنسبة 70%. جاءت وسائل المواصلات في المركز الأول للأماكن التي يحدث بها التحرش بنسبة 84% يليها الأسواق بنسبة 82% ثم الشارع بنسبة 78% برغم أن قانون التحرش قانون صارم إلا أن نسبة ضئيلة 22% تعتبر هذا القانون كافيا لمكافحة هذه الظاهرة كما أشارت الغالبية العظمى من جمهور البحث إلى ضرورة الاهتمام بالتربية السليمة حيث بلغت نسبة الموافقين على هذا الاقتراح 95%.