كان المشهد مؤثرا داخل مستشفى الزهور ببورسعيد.. إحدى عاملات المشرحة تدفع نقالة متحركة تحمل جثة فتاة مقتولة وهى تقول» رحمها الله.. ماتت وتركت لأمها حزنا لن ينتهى».. تبادلت الممرضات المتواجدات بالقرب منها نظرة حائرة ثم نظرن إليها جميعا فى إشفاق.. انقبض قلب العاملة وسألتهن « لماذا تنظرن هكذا؟.. ترقرقت فى عينى إحداهن دمعة وهى تنظر إلى الجثة.. ازداد قلب العاملة انقباضا وأسرعت برفع غطاء الجثة.. صرخت صرخة مدوية ثم سقطت على الأرض فاقدة الوعى، فقد اكتشفت أن القتيلة هى ابنتها الشابة.. محقق «قيتو» يكشف فى السطور التالية تفاصيل تلك الواقعة المثيرة.. البداية كانت اتصالا هاتفيا تلقاه المحقق من مصدره الخاص أكد فيه وقوع جريمة قتل راحت ضحيتها فتاة فى العشرين من عمرها.. حمل المحقق أدواته وانطلق الى المنطقة التى شهدت الحادث فى حى الزهور، وهناك علم أن القتيلة تدعى هدى وأن شقيقها الأكبر هو الذى قتلها بعد أن ضبطها فى وضع مخل مع اثنين من أصدقائه.. واصل المحقق بحثه الى ان توصل الى شاهد عيان.. سأله عن ملابسات الحادث فقال: المجنى عليها ارتبطت بعلاقة عاطفية مع صديق شقيقها يوم الحادث كانت على موعد معه.. سارت معه الفتاة إلى ان دخلا إحدى العشش وفيها فوجئت بصديق حبيبها فى انتظارهما.. استغربت ذلك الأمر ولكن صديقها اخبرها بأنه جاء فقط لمراقبة الطريق.. بدأ الاثنان يتبادلان القبلات والاحضان.. فجأة اقتحم شقيق الفتاة العشة.. ما إن شاهده صديقاه حتى فرا هاربين بينما بقيت شقيقته تلملم ملابسها.. أخرج مطواة وبلا تردد وجه لها طعنتين فى الصدر والبطن.. قالت له وهى تكاد أن تفقد الوعى «هاموت يا اخويا.. انقذنى».. لم يستمع إليها وأخرج فرد خرطوش من بين طيات ملابسه وأطلق عليها رصاصتين فسقطت جثة هامدة ثم فر هاربا وبعد ساعتين فقط تم القبض عليه. لم يكتف المحقق بالمعلومات التى حصل عليها من الشاهد، وانتقل الى قسم شرطة الزهور وأجرى حوارا مع المتهم.. سأله عن شعوره بعد قتل اخته فقال: « أنا حزين على قتلها.. ونادم على جريمتى ولكنها هى التى دفعتنى لذلك بعد أن فرطت فى شرفها، وجعلتنى أضحوكة لزملائى السائقين، وكان لابد من قتلها».. قال المحقق: «ولماذا قتلتها بالمطواة وبالرصاص؟».. أجاب: «عندما طعنتها بالمطواة لاحظت أن إصابتها لم تكن قاتلة، فأطلقت عليها رصاصتين من فرد خرطوش وقد تسببت إحداهما فى إخراج أجزاء من أحشائها».. سأل المحقق: « كيف علمت بعلاقة شقيقتك بصديقك»؟.. قال: «كانت لدى شكوكا كبيرة، ويوما بعد يوم ازدادت هذه الشكوك فقررت مراقبتها لأتأكد بنفسى.. راقبتها إلى أن شاهدتها مع اثنين من أصدقائى.. غلى الدم فى عروقى وقتلتها».. ترك المحقق المتهم وتوجه إلى مستشفى الزهور لمقابلة الأم فاكتشف أنها مازالت فى غيبوبة عميقة.