الالتهاب الكبدي A مرض فيروسي يصيب الكبد ويمكن أن يسبب أعراضا مرضية تتراوح ما بين البسيطة والوخيمة. وتُقدّر سنويا حالات الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي A في العالم بنحو 1،4 مليون حالة. انتقال المرض يقول الدكتور مصطفى جبريل اختصاصى الباطنة العامة والجهاز الهضمى، إن فيروس الالتهاب الكبدي A ينتقل عن طريق الأغذية والمياه الملوثة بالبراز الحاوي على فيروس المرض، وتحدث الإصابة عندما يتناول شخص غير مصاب بعدوى المرض أغذية أو مياها ملوثة ببراز شخص مصاب بعدواه، وعادة ما تتسبب مياه المجاري الملوثة أو المياه غير المعالجة كما ينبغي في اندلاع فاشيات المرض المنقولة بالمياه، برغم ندرتها، ويمكن أن ينتقل فيروس المرض من خلال الالتماس الجسدي الحميم بشخص مصاب،على أن المخالطة العارضة بين الأفراد لا تنشر فيروس المرض. ويضيف الدكتور مصطفى جبريل أنه تتراوح عادة فترة حضانة الالتهاب الكبدي A ما بين 14 و28 يوما، وتختلف أعراض الإصابة به ما بين معتدلة وأخرى وخيمة، ومنها الحمى والتوعك وفقدان الشهية والإسهال والغثيان وألم في البطن وبول غامق اللون والإصابة باليرقان (اصفرار الجلد وبياض العينين) ولا يبدي كل مصاب بالمرض هذه الأعراض جميعها. ويكمل الدكتور مصطفى جبريل، أنه غالبا ما تظهر بوادر المرض وأعراضه على البالغين أكثر من الأطفال، وترتفع معدلات الإصابة الشديدة بالمرض والوفاة من جرائه بين صفوف فئات الأفراد الأكبر سنا، أما الأطفال المصابين بالعدوى دون سن السادسة من العمر فلا يبدون في العادة أعراضا ظاهرة وتقتصر نسبة من يصابون منهم باليرقان على 10٪، وتتسبب عادة عدوى المرض في ظهور أعراض أشد على الأطفال الأكبر سنا والبالغين وتكون مصحوبة باليرقان في أكثر من 70٪ من حالات المرض. ويوضح الدكتور مصطفى جبريل، أن الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي A، جميع الأفراد غير المطعمين أو الذين لم تنقل إليهم عدواه سابقا، وتظهر معظم حالات الإصابة بعدواه في المناطق التي ينتشر فيها فيروسه على نطاق واسع (الموطونة به بمعدلات عالية) خلال مرحلة الطفولة المبكرة. ويشير الدكتور مصطفى جبريل، إلى أنه لا يوجد علاج محدد ضد الالتهاب الكبدي A، وقد يتسم الشفاء من أعراض الإصابة بعدواه بوتيرة بطيئة ويستغرق عدة أسابيع أو أشهر، ويهدف العلاج منه إلى الحفاظ على راحة المريض وتمتعه بتوازن تغذوي مستقر، بوسائل منها التعويض عما فقده من سوائل بسبب التقيؤ والإسهال. وللوقاية من المرض، لابد من تحسين خدمات الإصحاح والسلامة الغذائية والتحصين من أكثر السبل فعالية لمكافحة الالتهاب الكبدي A.