حالة من الجدل العنيف أثارتها تصريحات الأنبا بفنتيوس أحد المرشحين للكرسى البابوى والتى خرج فيها عن إجماع كثير من المسيحيين عندما وصف القرعة الهيكلية بأنها بدعة وعبث ولعب عيال. بفنتيوس أكد كلامه ل»فيتو» قائلا : إن إجراء القرعة الهيكلية بإحضار طفل للاختيار العشوائي بين أوراق الأسماء ليس لها أي أساس روحي كنسي ، بل بدعة وتدخل في نطاق العبث المعتمد على الحظ والصدفة . الأنبا المعروف ب»قلب الأسد» شدد على أنه لا يوجد أي سند قانوني كنسي لهذه البدعة ، مقترحا في نص المادة 30 من مشروع اللائحة أن يقام قداس إلهي يقتصر حضوره على أعضاء المجمع المقدس ويجري الاقتراع السري على أشخاص المرشحين الثلاثة الحاصلين على أعلى درجات التقييم من حيث الأهلية والصلاحية على أن يكون الحائزعلى أكثر الأصوات من المرشحين هو الفائز بكرسي البطريرك . الأنبا بفنتيوس يرى فى تعليقه على المادة رقم 16 من لائحة عام 1957 ان عمل القرعة الهيكلية وهو اسم مُختلق لا أساس له لاهوتياً وعقائدياً ولا يوجد نص قانوني كنسّي يُبرر إجراء مثل هذه القرعة ولا يمكن ان نفهم إرادة الله عن طريق إيقاف عقلنا عن التفكير السليم الذي يكون بالصلاة وإرشاد الروح القدس الذي يعمل في إظهار من يحصل علي أكثر أصوات للمؤمنين. التصريحات المثيرة التى أغضبت قطاعا كبيرا من المسيحيين لاقت هوى عند التيار العلمانى الذى وافق عليها ورحب بها . بينما فى المعسكر الغاضب..قال الأنبا بسنتى ل»فيتو» :إن القرعة الهيكلية اختيار إلهى بحت لا ينبغى تجريحه أو التشكيك فيه لمصالح دنيوية. وأضاف : حاول كثيرون من قبل تجريح قاعدة القرعة الهيكلية من قبل وادعو كذبا أن الدولة تتدخل لاختيار البابا وهذا غير صحيح ،لأن صناديق الاقتراع تكون مختومة وبعد صلاة الشعب والكنائس يتم فتح الصناديق عن طريق طفل يتيم يتم اختياره بشكل عشوائى . واتفق معه الراهب نوفيل السريانى الذى قال ل»فيتو» : إن القرعة الهيكلية مبدأ إلهى ومعترف به ، ومن خلاله تم اختيار البابا أكثر من مرة،رافضا التشكيك فيه من قريب أو بعيد . فى المعسكر المقابل ..قال المفكر العلمانى كمال زاخر ل»فيتو» : إن القرعة الهيكلية لا تتسق مع فلسفة الانتخاب، بل تهدد العملية الانتخابية برمتها لعدم توافر العدل عند اختيار المرشح الذى يجب أن يحصل على أعلى الأصوات بناء على اختيار المجمع الانتخابى وليس بناء على اختيار طفل. ويتفق معه اسحق حنا «أحد مؤسسي فريق العلمانيين» الذى طالب بضرورة حذف مادة القرعة الهيكلية من لائحة انتخاب البطريرك مشيرا إلي أن قانون 52 في المجموعة الثانية من قوانين الرسل يقول :فإذا اختاره الشعب اختاره الله، مؤكداً أن القرعة لم تستخدم إلا منذ عام 1957 عند اختيار البابا كيرلس السادس في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لأسباب سياسية.