الأجهزة الأمنية تعترض مكالمات هاتفية ل«الاستغاثة من هجمات الجيش» والعناصر الإرهابية تهرب من الملاحقة الأمنية في «خنادق المزارع» (قوس مفتوح على آخره.. لن يغلق قريبًا).. الوصف الأدق ل«مجزرة القواديس» التي راح ضحيتها 31 جنديًا من الجيش المصري، فالمعلومات المتوافرة عن الحادث تؤكد ما سبق وصرح به الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن أنظمة دولية تقف وراء الحادث، خططت ودبرت ومولت ونفذت أيضًا الحادث على الأراضي المصرية.. ورغم محاولات البعض اختصار الواقعة ووضعها في خانة «الثأر الإرهابي» إلا أن التحريات الأولية تؤكد -بما لا يدع مجالا للشك- تصريحات «السيسي»، وتنذر بما هو أكثر إرهابا. «إرهابيو الأنفاق.. سر المجزرة» البداية كانت عند أحد العناصر الذي تم ضبطه بمحيط أحد الأنفاق بعد دخوله الأراضي المصرية قادما من غزة، والذي خضع لتحقيقات موسعة كشفت عن مفاجآت غاية في الخطورة كان أهمها وسائل الاتصال بين تنظيم أنصار بيت المقدس وتنظيم دولة الخلافة المعروف بداعش. جزء من المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية كان سببا رئيسيا في الكشف عن نحو 6 خلايا أسستها بعض الحركات التكفيرية في 4 محافظات بالدلتا وواحدة بالقاهرة واثنتين بالصعيد مهمتها تجنيد الشباب للانضمام للتنظيم في العراق وذلك قبل نحو شهرين. وفي مفاجأة من العيار الثقيل كشفت أجهزة الأمن تمكنها من تعقب محادثات هاتفية تمت بين عناصر إرهابية داخل مصر وأخرى خارجية، وتحديدا بين قيادات من تنظيم بيت المقدس برفح والشيخ زويد وبين عناصر خارج مصر من داعش والتنظيم الدولي ل«الإخوان». ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها «فيتو» فإن غالبية المكالمات كانت تدور في موضوع واحد، وهو أن عناصر بيت المقدس في سيناء تستغيث ب«قيادات داعش» من تزايد حدة العمليات العسكرية ضدهم من جانب القوات المسلحة، وتشديد القبضة الأمنية من حولهم، لدرجة أنهم أصبحوا محاصرين في مدينتي رفح والشيخ زويد تحت الأرض في خنادق حفروها على غرار خنادق حركة حماس في قطاع غزة، وطلبت عناصر تنظيم بيت المقدس تدعيمها بالمال والأفراد المحترفين والذخيرة والسلاح. وكشفت عناصر «بيت المقدس» مكان اختبائهم في إحدى المكالمات حيث اتضح أن العناصر التكفيرية تختبئ تحت الأرض في خنادق حفرتها -في وقت سابق- داخل مزارع تمتلكها قيادات تكفيرية برفح والشيخ زويد، كما كشفت عن تورط بعض المسئولين في محافظة شمال سيناء في مساعدة عناصر التنظيم خاصة بعد أن أكدت المعلومات أن بعضهم يمتلك أنفاقا مع قطاع غزة وشبهات حول امتلاك آخرين لمزارع تختبئ داخلها عناصر إرهابية. وأكدت المعلومات التي توصلت لها أجهزة التحقيق بعد رصد عدد من المكالمات وتحليل بعض الرسائل بين «بيت المقدس» «وداعش» أن عناصر الأولى غادرت منطقة رفح والعريش هربا من المواجهة مع الأجهزة الأمنية، وقالت إن الأنفاق التي تختبئ بها تلك العناصر كثيرة ومتعددة خاصة أن بعضها يقع في منطقة الظهير الصحراوي للشيخ زويد إلى جانب بعض المزارع المملوكة لعائلات بدوية كبيرة وهو ما يصعب مهمة قوات الجيش في الوصول إليهم. المفاجأة الثانية، كانت بعد محاولة استهداف مدرعة تابعة للجيش خلال الأيام القلية الماضية والتي أكدت تطوير العناصر أسلوب هجومها واشتباكاتها مع القوات، فالمدرعة التابعة للقوات المسلحة كانت مهمتها تمشيط طريق مطار العريش الدولي جنوبالمدينة، وكانت تسير على سرعة 90 كيلو مترا في الساعة، ورغم ذلك تمكن العنصر الإرهابي من قنص المدرعة بقذيفة «آر بي جي». واقعة «مدرعة المطار الدولي» دفعت الأجهزة الأمنية لفتح تحقيقات موسعة حول طبيعة العناصر والأسلحة المستخدمة وأفادت المعلومات أن العنصر الإرهابي أصبح يمتلك حرفية كبيرة في إصابة الأهداف المتحركة بقذائف «آر بي جى»، وهو ما يؤكد المعلومات الواردة بوصول عناصر إرهابية من خارج سيناء انضمت مؤخرا إلى تنظيم «بيت المقدس» لدعمه في المواجهة المحتدمة مع الأجهزة الأمنية المصرية. وأكدت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية تواجد عناصر فلسطينية من قطاع غزة وعناصر أخرى من محافظات مصرية تلبية لنداء تنظيم «داعش» الإرهابي إلى سيناء بدلا من العراق والشام. المراحل الثلاث لإعلان سيناء «إمارة إسلامية» مصادر أمنية كشفت ل«فيتو» أيضًا المراحل الثلاث التي وضعها تنظيم «بيت المقدس» -قيد التنفيذ- لإعلان شبه جزيرة سيناء «إمارة إسلامية» وهي مرحلة «الشوكة والإعداد» ثم مرحلة «الشوكة والنكاية» ثم مرحلة «التمكين» وتعتبر بيت المقدس نفسها تخوض غمار نهاية المرحلة الثانية حاليًا وهي مرحلة الشوكة والنكاية للوصول إلى مرحلة التمكين وإعلان إمارة إسلامية في سيناء بعد استقطاع جزء من أرض سيناء في حالة إنهاك الجيش المصري ووصول مساعدات لوجستية من الخارج أو من قطاع غزة ووصول أفراد تمكن التنظيم من توسيع مواجهات مستقبلية مع الأجهزة الأمنية بهدف توسيع الإمارة الإسلامية كما يحدث في العراق وسوريا. وفي السياق ذاته أوضحت المصادر أن التحريات الأمنية لم تتوصل لأسماء قيادات التنظيم الإرهابي في سيناء بشكل كامل، وأنها -حتى وقتنا الحالي- توصلت -فقط- لشخص يدعى أسامة المصري وآخر يكنى ب«أبو أيوب المصري» وتشير المعلومات إلى أن الأخير يقود تنظيم بيت المقدس في سيناء برغم إعلان العراق مقتله خلال 2010. المصادر ذاتها أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية اكتشفت عن طريق تقارير أمنية مفاجأة جديدة تمثلت في أن مطار شرم الشيخ الدولي يعد ملاذًا آمنًا لوصول العناصر الجهادية من الخارج والتي تصل إلى مطار شرم الشيخ الدولي على أنهم سائحون ويرتدون ملابس لا تثير الشكوك فيهم ويحملون جوازات سفر خاصة ويقيمون في شرم الشيخ على أنهم سائحون لمدة ثلاثة أيام أمام الأجهزة الأمنية ثم يختفون ويتوجهون إلى شمال سيناء.