لا يوجد «عسكري» مصرى واحد يقتل في ليبيا «أبو قطمة» حلقة الوصل بين داعش والإرهابيين في ليبيا ومصر الإخوان مسئولون عن خراب بلادي.. والإرهابى الجزائرى «مختار بلمختار» ممثل تنظيم القاعدة في «درنة» «صوت من أرض المعركة».. أو كما يقولون «شاهد من أهلها».. من هذا المنطلق كان الحوار مع الناشط السياسي والحقوقي ناصر الهواري، رئيس منظمة «ضحايا» الليبية، ومحاولة الوقوف على الشكل الحقيقي لما يحدث على الأراضي الليبية، وكذلك التوصل إلى إجابات حقيقية عن عدة أمور، أبرزها الحديث عن تورط «إرهابيين ليبيين» في قتل جنود «كمين القواديس»، وتفاصيل الإمدادات اللوجستية (المال والسلاح) التي يحصل عليها الإرهابيون في مصر والقادمة عبر الحدود «المصرية - الليبية». «الهواري» تحدث ب«صوت العقل».. و«عين الشاهد» كشف حقيقة الدور الذي يلعبه «إخوان ليبيا» ضد القاهرة وليبيا أيضا، كما تحدث عن الدعم القطري - غير المحدود - الذي تقدمه الدوحة ل«إرهابيي درنة»، وتطرق أيضا إلى الحديث عن قادة التنظيمات الإرهابية التي توجد على الأراضي الليبية، ولها «بصمة واضحة» في الأحداث الدموية التي يشهدها الداخل المصري.. وعن هذه الأمور وغيرها استضاف صالون «فيتو» الحقوقي والسياسي ناصر الهواري وكان الحوار التالي: بداية.. ما حقيقة «البيعة المزعومة» التي أعطاها قادة وعناصر الجماعات الجهادية في ليبيا ل«أبو بكر البغدادي» ؟ هذه البيعة المزعومة لأبي بكر البغدادي يمكن اعتبارها أنها النهاية وليست البداية لما يحدث في درنة الليبية التي أصبحت معقلا للتكفيريين والجماعات الجهادية وتنظيم القاعدة في ليبيا. وللحديث عن الحاضر الإرهابي في ليبيا يجب أن أتحدث عن العوامل التي جعلت من مدينة «درنة» معقلا لتنظيم القاعدة والجماعات التكفيرية والمتمثلة في الطبيعة الجبلية لتلك المدينة التي جعلت من وديانها وغاباتها ملجأ وملاذا لكل الفارين من الجماعات الجهادية من الشمال والجنوب الأفريقي ومن تونسوفلسطين ومالي ومصر وغيرها من الدول. هذا إلى جانب ضعف النظام السياسي الذي أعقب ثورة 17 فبراير، الذي لم يستطع إحكام قبضته وسيطرته على الأراضي الليبية، حيث كان عناصر تلك الجماعات من أوائل المشاركين في العمليات المسلحة، لكن دومًا ما كانت تختلف نظرتهم للغنائم حيث دائما ما كانوا يضعون أعينهم على السلاح والمال، وهو ما سمح لهم بتجميع أكبر قدر من السلاح استخدموه بعد ذلك في العمليات المسلحة. والعامل الأخير والأساسي في توغل الجماعات التكفيرية يكمن في مساعدة الدول الخارجية لها ولعلنا نرى أن في مصاف تلك الدول «قطر» التي أري أنها مقاول الصراعات العربية، وتركيا التي فضلت أن تغض البصر عن كثير من الانتهاكات الإرهابية، وقد تجلى ذلك في دعم قطر وتركيا للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان. وأين يقف «إخوان ليبيا» من كل ما يجري هناك؟ «الإخوان» من أهم أسباب الخراب الليبي وما نعانيه الآن لا يتعدى كونه حصاد الفكر الإخواني الذي تشبعت به الجماعات الإرهابية المتطرفة في ليبيا، وقد ساعدهم في ذلك تجاهلنا لتاريخ الإخوان المتطرف منذ عهد سيد قطب، فقد كان النظام الليبي والمصري أيضًا ينظر لهم على أنهم الجماعة المحظورة ولكنها المعتدلة نوعًا ما، إلا أنه للأسف اتضح بعد ذلك أنهم أكثر الجماعات الإسلامية الموجودة تطرفًا. كما أن «الإخوان» كانوا يمتلكون المال والنفوذ في المنطقة واستغلوا ذلك في دعم القرارات الإرهابية وهذا ما وضح بدعمهم للعملية المعروفة إعلاميًا ب«غرفة ثوار ليبيا» عام 2012، حينما قاموا بتمويل العمليات الإرهابية في ليبيا بنحو 900 مليون دينار ليبي، لمحاربة الجيش والشرطة. ولا يمكن أن ننسى القرار الإخواني، حال وصولها للحكم في ليبيا، بتسريح 6 آلاف جندي بالجيش الليبي للتقاعد، وإحلال بدل منهم عناصر إخوانية وأخرى متطرفة، ويحول دون إقامة جيش وطني قوي منتم للوطن، وهذا نفس المصير الذي كانت تنتظره مصر لولا اندلاع ثورة 30 يونيو. أما في ليبيا فقد قام اللواء خليفة حفتر بمحاولة تجميع ضباط الجيش المضطهدين وكون بهم القيادة العامة للجيش لمحاولة التصدي للجماعات التكفيرية من خلال «عملية الكرامة» التي تمت على مرحلتين الأولى كانت في مايو 2014 وتلتها المرحلة الثانية في 15 أكتوبر 2014، مما أثبت للعالم أجمع أن الشعب الليبي مُصر على إبعاد التطرف والإرهاب. بعد ساعات قليلة من حادث «كمين القواديس» خرجت معلومات تشير إلى تورط عناصر ليبية في التنفيذ.. إلى أي مدى تتفق وهذا الأمر؟ أتفق معه تماما.. فكما ذكرت مسبقًا أن جماعة الإخوان هي الرأس المدبر للتنظيمات الإرهابية في الدول العربية، وتكتفي بإطلاق أسماء عليها للتشتيت ليس إلا، ولهذا لا أستبعد ضلوع هؤلاء القتلة من الجماعات التكفيرية في ليبيا في قتل جنود سيناء، فقد تمت مذبحة القواديس بسلاح ليبي وتخطيط حمساوي، أما عن تورط أنصار بيت المقدس في تلك العملية فهو أمر مستبعد؛ لأن تلك الجماعة ليس لها الباع أو التاريخ في مجال الإرهاب الذي يمكنها من تنفيذ عملية بهذا الحجم. ماذا عن «مساعد أبو أيوب» الفلسطيني أو «أبو قطمة»؟ «أبو قطمة» بمثابة حلقة الربط بين تنظيم «داعش» والعمليات الإرهابية في مصر وليبيا وغزة، فعلى الرغم من صغر سنه لأنه لم يتجاوز الثلاثين لكنه يمتلك من وسائل التخفي ما يجعل القبض عليه أو معرفة هويته الحقيقية أمرا مستحيلا، كما أنه درب عددا من الكوادر الإرهابية في فلسطين لما له من خبرات في مجال السلاح والتفجيرات وكذلك التزوير. وقد كشف لي عضو منشق عن «القاعدة» أن السفارة الليبية شهدت اختفاء أكثر من 100 جواز سفر حصل عليها التنظيم، وقام بتوزيعها على أعضائه لانتحال أسماء وصفات مواطنين عاديين من جنسيات مختلفة تمكنهم من التجول من خلالها في العديد من الدول دون أدنى مساءلة قانونية عليهم، وقد شوهد القيادي الإرهابي سراج العقيد وهو يتجول بمدينة الإسكندرية بالتحديد في منطقة ميامي، حاملا جواز سفر باسم وجنسية مختلفة تمامًا عن حقيقته. هل لك أن تعطينا خريطة تفصيلية لقادة الإرهاب والجماعات التكفيرية في ليبيا؟ بالطبع.. يأتي على رأس القائمة والرأس المدبر لكل الجماعات التكفيرية جماعة الإخوان، ومن قياداتها محمد صوان، على الصلابى، عبد الرازق العرابي، والصادق الغرياني مفتي جماعة الإخوان وأحد داعمي الإرهاب في المنطقة وهو من أفتى بتكفير رجال الجيش والشرطة وساهم بشكل كبير في الحشد ضد نظام الدولة وحشد الرأي العام ضد الجيش. وتلي «الإخوان» الجماعة الإسلامية المقاتلة ومن قياداتها عبد الحكيم بلحاج، وعبد الوهاب القايد، وخالد الشريف الذي عمل وكيلًا لوزارة الدفاع، وغيرهم من القيادات منهم عبد الرحمن السويحلي، محمد الزهاوي، وسام بن حميد أحد قيادات مجلس شوري ثوار بني غازي والذي حرض على قتل 47 من المتظاهرين الشباب العزل، إلى جانب قتل 50 آخرين في طرابلس وغيرهم، في العملية التي قام بها شباب الثورة الليبية والتي عرفت إعلاميًا ب«عملية الكرامة» في ليبيا من أجل الوقوف في وجة التكفيريين والإرهاب. إلى جانب وجود مختار بلمختار، إرهابي جزائري متطرف وأحد القيادات بتنظيم القاعدة والذي يعتبر بمثابة الآمر الناهي في مدينة درنة. كيف ترى الموقف التركي والقطري بشأن ما يحدث في المنطقة العربية وبالأخص ما يحدث في مصر وليبيا؟ موقف «مخز» بكل المقاييس فكيف لدولتين أن تتحولا لمأوى وملجأ للإرهابيين الذين يقتلون الجنود المصريين، وأمام الإعلام العالمي يدينون الإرهاب؟ وهذا ما يطلق عليه بالضبط «الكيل بمكيالين». كما أنهما أمدا الثوار بالسلاح والتدريبات والهدايا والأموال وتجهيزهم على أعلى مستوى للقيام بعمليات عسكرية داخل الأراضي الليبية، حتى أنه تم رصد رئيس الأركان القطري يتجول داخل الأراضي الليبية دون تصريح أو تنسيق مع السلطات الليبية مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين كثرت حولها الأقاويل، كما تم القبض على عدد من رجال وضباط شرطة ومخابرات قطرية وتركية داخل الأراضي الليبية يحملون جوازات سفر لمواطنين عاديين بجنسيات مختلفة. ماذا عن الترويج بأن شهداء حادث القواديس قتلوا على الأراضي الليبية وهم يحاربون مع اللواء «حفتر»؟ هذا كلام غير مقبول وغير عقلاني بالمرة فلا يوجد مقاتل مصري واحد في ليبيا ولا من أي جنسية أخرى، ومن يحاربون في ليبيا هم أبناء الشعب الليبي فقط. ماذا لو أن مرسي ما زال رئيسًا لمصر؟ كان الوضع أسوأ مما يمكن أن يتخيله بشر، وكنا سنرى إعلام القاعدة في الشوارع المصرية، والجماعات التكفيرية أصبحت جماعات رسمية ومصرح لها أن تعمل داخل المدارس والجامعات المصرية، وكنا سنرى أن البلتاجي أصبح رئيسًا للمخابرات. في النهاية هل هناك رسالة تحب أن توجهها لمصر حكومة وشعبًا؟ الشكر كل الشكر لذلك الشعب الذي قرر أن يلفظ الإرهاب، وعليكم شعب مصر أن تلتفوا حول رئيسكم وقائدكم عبد الفتاح السيسي، والأهم أن تنتبهوا لدور الإعلام فالإرهاب يخشى الأقلام أكثر من خوفه من السلاح، وهذا يظهر جليًا في استهدافه منابر الإعلام والكتابة على مر العصور والبلدان.