"جوجل" يحتفل بالذكرى المائة لميلاد مكتشف لقاح "شلل الأطفال".. "يوناس سولك" رفض الحصول على براءة اختراع.. بدأ أبحاثه على فيروس الإنفلونزا.. ديانته اليهودية أعاقت خروج الاكتشاف إلى النور

احتفل محرك البحث جوجل -اليوم الثلاثاء- بالذكرى المائة لميلاد "يوناس سولك" مخترع لقاح شلل الأطفال في لاهويا.
أعظم إكتشاف
"يوناس سولك" هو طبيب أمريكي وعالم وباحث قام بتطوير التجربة الناجحة الأولى للقاح شلل الأطفال (مسمى على اسم سولك) "، وكان نصيب الولايات المتحدة وحدها عام 1916 ما يقرب من 27 ألف طفل مصاب بشلل الأطفال.
وكانت بداية الاهتمام على شكل حملات منظمة لمحاربة هذا المرض مع عيد ميلاد روزفلت 30 يناير 1938، وهو أشهر مريض بهذا المرض في العالم، واستطاعت الحملات في أول عام جمع 1.8 مليون دولار، وظلت محاولات علاج شلل الأطفال فاشلة حتى ظهر العالمان اليهوديان يوناس سولك وبعده ألبرت سابين ،ونجحا في اختراع فاكسين ضد شلل الأطفال، وهو واحد من أعظم الاكتشافات الطبية في تاريخ الطب.
وخلال حياته، كان يعمل يوناس سولك في نيويورك وميتشجان وكاليفورنيا وبيتسبرج في وقت لاحق من حياته الوظيفية، وكرس سولك الكثير من الجهود نحو تطوير لقاح مضاد للإيدز، ولم يسع للثروة أو الشهرة من خلال ابتكاراته الشهيرة، في إحدى المقابلات جاء فيها سؤال: "من يملك براءة اختراع لقاح شلل الأطفال؟" فأجاب :"لا أحد؛ هل يمكنك استخراج براءة إختراع للشمس؟".
الاضطهاد الديني
في بداية حياته، لم يجد سولك بسبب ديانته اليهودية أي وظيفة، ولم ينقذه إلا أستاذه فرانسيز الذي أوجد له وظيفة في معامل أبحاث الجيش الأمريكي، وكانت البداية عدة أبحاث على فيروس الإنفلونزا، أما الباحث سابين فكان لقبه اليهودى وهو "سابرشتين" حاجزًا أمام مستقبله وخروج أبحاثه إلى النور، وكان سابين لايستطيع دخول أي كلية طب بسبب ديانته، ولذلك قرر تغيير هذا اللقب المعوق ،واستعار لقب طبيبة شهيرة هي فلورانس سابين، وبذلك أفلت بأبحاثه وخرجت إلى النور، ولم ينعكس هذا الاضطهاد والظلم والتمييز على توجه سولك أو سابين الإنسانى.
خروج الإكتشاف للنور
حاول سولك في أواخر الأربعينيات تطبيق أبحاثه على القرود، وكان لقاحه عبارة عن فيروس ميت، وفشل في أول تجاربه عام 1954 عندما حقن في البداية 137 طفلًا بلقاحه، وارتفع الرقم إلى 2 مليون طفل تقريبًا، لكن 260 أصيبوا بعد لقاحه التجريبى، وتوفي من بينهم أحد عشر مصابًا.
وظل سولك يطور من حقنة المصل حتى أعلن اكتشافه العظيم على العالم عام 1955، وبعدها طور سابين الفكرة وجعل الفيروس مضعفًا وليس ميتًا وعلى شكل نقط في الفم وليس حقنًا، وخرج اكتشافه إلى النور عام 1957، واقتنع الأمريكان وقتها أن العلم لادين له، وأن هذين اليهوديين أنقذا أطفال أمريكا ومستقبلها.