الخوف هو عنوان قرية موشا بمحافظة أسيوط،مسقط رأس سيد قطب ''، لم يتبق من ذكراه إلا شيئان، شارع صغير يحمل اسمه، وخوف يسكن كل اقاربه ومعارفه، لم يغادر عقولهم ولا افئدتهم منذ إعدامه. عندما تزور قرية موشا الكائنة غربى محافظة أسيوط والتي يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة، وتسأل عن سيد قطب ينصرف عنك الجميع وينفضون من حولك، الخوف يسكنهم بلا منازع، ينظرون بأعينهم ولا يتحدثون، كثيرون من اقاربه ومعارفه اختفوا عندما علموا أننا نعد تقريرًا عن مسقط رأس إمام التكفيريين سيد قطب. ينقسم أبناء عمومة سيد قطب بقرية موشا إلى فريقين، أحدهما يعمل بالوظائف المختلفة مابين مدرسين ومهندسين بشركات البترول، والفريق الأخر يعمل بالزراعة والتجارة ويقطنون على أطراف القرية بعد أن هجروا شارع أولاد حسن بسبب التضييق الأمني في ستينيات القرن الماضي. التقت فيتو أحد أبناء عمومة الشيخ سيد قطب،الذي حاول مرارا وتكرارا أن ينكر قرابته له قائلا:»اهو خرج من البلد وهو صغير وانقطعت علاقته بالقرية وكل اللى نعرفه عنه أنه سافر أمريكا ورجع واتعدم عشان كان تبع الإخوان وأحنا ملناش بيه أي علاقة وهو لم يتزوج ولم ينجب عشان كده ذكره أتقطع لأنه مخلفشى عيل يحمل اسمه». رصدنا بالصور والفيديو شارع أولاد حسن «المنطقة التي كانت تقطنها عائلة سيد قطب «، ومازالت هناك لافتة معلقة على باب منزل قديم متهالك باسم أولاد حسن،وهو اسم عائلة سيد قطب، حيث ينتمى سيد قطب إلى عائلة حسن الشاذلى ويقع وسط قرية موشا، يجاوره من الناحية القبلية سكان القرية من الأقباط وجميعهم رفض الحديث لنا قائلين:» إحنا مش عايزين مشاكل». وذكر أحد أهالي المنطقة أن أبناء عمومة سيد قطب هجروا الشارع الخاص بهم والذي يحمل اسم عائلتهم ( أولاد حسن الشاذلى ) وبنوا بيوتًا أخرى على أطراف القرية للتنصل من سيرة سيد قطب. وأكدوا أن القرية تشهد منذ إعدام سيد قطب، رقابة أمنية مشددة، حول أفراد عائلته وجيرانه، ما دفع الكثيرين إلى هجرة الشارع والإقامة على أطراف خارج القرية. فريق آخر من أهالي القرية رفض الحديث عن قطب، قائلين: « هو عمل إيه عشان نفتكره، وملوش أي أثر أو أي شىء يفكرنا بيه». أما كتب سيد قطب فلا أحد من شباب القرية يعلم عنها أي شىء. رغم تأكيد أهالي قرية موشا على رحيل سيد قطب عن القرية في حداثة سنه،أي عند بلوغه سن الخامسة عشر متوجها إلى القاهرة لاستكمال تعليمه في الأزهر، عقب وفاة والده الذي كان يعمل بالزراعة، وانقطاع علاقته بالقرية إلأ أنه استطاع استقطاب عدد من شباب القرية أنذاك وجرهم معه إلى الفكر الإخواني، ومنهم المعتقل الراحل محمد نصير، والذي اعتقل عام 1966 ضمن 10 أشخاص ينتمون للفكر الإخوانى من قرية موشا، حينما تم القبض على سيد قطب، وقضى محمد نصير 3 سنوات داخل المعتقل حتى توفى عام 1969 ( بحسب ما ذكر لنا أحد أفراد عائلة نصير، وطلب عدم ذكر اسمه ). ذكر أحد أفراد العائلات الكبرى بقرية موشا أن سيد قطب كان ينتمى لعائلة متوسطة الحال والمكانة الاجتماعية، فهو ليس من العائلات الكبري،وليس من عائلات القاع، والده قطب محمد حسن الشاذلي، ينتمى لعائلة حسن الشاذلي، كان يعمل بالزراعة، ليس من ملاك الأراضي، يقطنون بوسط قرية موشا ويمتلكون شارعًا يسمى باسم أولاد حسن، توفى والده وهو في سن صغيرة قبل العاشرة وله شقيق يدعى محمد قطب وشقيقة أخرى رحلت إلى القاهرة بصحبة شقيقها أما محمد قطب فظل في القرية فترة طويلة حتى سافر إلى السعودية للعمل ولم يعد حتى غيبه الموت مؤخرا، وحينما كان يقصده المصريون المقيمون بالسعودية من أبناء قرية موشا في قضاء حاجة كان يردهم ويتنكر لهم. فيما أكدت مصادر من أهالي القرية أن نفرًا من كبار السن يقدرون ويجلون سيد قطب لدرجة أن هناك أحد أصدقاء سيد قطب يحتفظ برسائل ومكاتبات منه وورثها لأبنائه ومازالوا يحتفظون بها،، لكنهم ينكرون معرفة جدهم ب «سيد قطب» خوفا من ملاحقة الأمن لهم.!! عدد آخر من أبناء قرية موشا ذكر أن أجهزة الأمن تتبع عائلة سيد قطب في ستينيات القرن الماضى واستطاعت محو ذكر اسم سيد قطب من كانت القرية وخلقت حالة من الرعب والفزع تصاحب جميع أهالي القرية بلا أستثناء حتى أحداث ثورة 25 يناير، ثم عادت حالة الخوف والفزع مرة أخرى لجميع أفراد القرية. فيما أكدت شخصيات كبرى بالقرية أن «موشا» لم تلق عقابا جماعيا من الحكومات المتعاقبة بسبب سيد قطب، نظرا لدور بعض أفراد العائلات الكبرى من أبناء القرية أمثال العمدة عبدالمجيد تمام عضو مجلس الأمة آنذاك، والذي كان على صلة صداقة مع المشير عبدالحكيم عامر والرئيس السادات ' حيث تم اعتقال جميع أتباع سيد قطب عام 1966 بعد إعدامه. رغم تحديث قرية موشا حتى أصبحت تضم مبانى شاهقة وفيللات وعمارات إلأ انها مازالت تحتفظ بأسماء الشوارع القديمة لشخصيات وطنية امثال أحمد عرابي،وجمال الدين الأفغانى ' وشارعًا الجلاء وشارعًا أولاد حسن، حيث رصدنا أسماء الشوارع داخل القرية،فوجدنا،شارع باسم جمال الدين الأفغانى وشارع باسم شارع أحمد عرابي، وشارعًا باسم شارع الجلاء وشارع أولاد حسن ( عائلة سيد قطب ) كما تضم القرية 3 كنائس،و10 مساجد.