سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيروس "سي" وباء صامت يهدد أبناء كفر الشيخ.. "أدوات الحلاقة والبلهارسيا" أهم مسببات المرض.. 44 قرية بها 3928 مصابًا بالمرض.. القوافل العلاجية هي الحل الأسرع.. ومواطن: "سوفالدي" هو الأمل الوحيد
سجلت محافظة كفر الشيخ أعلى نسبة إصابة بمرض فيروس "سى وبى" بحسب بعض التقارير الأهلية، قرى كاملة يحمل أبناؤها "الفيروسات الكبدية"، وتمكن المرض من نسبة كبيرة من أبناء المحافظة وأنهى "أكبادهم"، فوصل المرض عندهم إلى أخطر مراحله وهى "f4"، والتي تعنى أن الكبد قد انتهى وأنه لابد من علاج تلك الحالات فورا دون انتظار، "برج مغيزل وبرج البرلس ودمنكة وشابة" قرى كاملة يحمل أبناؤها المرض ولم يكتشفه أحد إلا بعد فوات الأوان بسبب الإهمال الشديد في قطاع الصحة. انتشار الفيروس الدكتور أشرف الحايس، مسئول القوافل العلاجية المختصة بفيروس "سى وبى" يؤكد أن أهم أسباب انتشار مرض فيروس "سى وبى" بتلك القرى، هو وجود البلهارسيا منذ سنوات، وعدم وجود توعية صحية، قائلا: "إن حلاق القرية سبب في تفشى المرض إذ إنه يستخدم طرقًا بدائية في التعامل من خلال أدوات غير معقمة في الختان وكذلك عيادات الأسنان حيث يتم استخدام الأدوات في خلع الضروس والأسنان وإعطاء الحقن للمرضى بعيدا عن التعقيم لأدواته التي يستخدمها لأكثر من شخص وينقل الأمراض إضافة إلى تلوث مياه الشرب والرى والاستحمام في مياه الترع والمصارف دون الوعى بخطورة المرض". وأشار "الحايس" إلى أنهم يحاولون مواجهة المرض من خلال عمل قوافل طبية مخصصة للكشف عن الأمراض الكبدية الأكثر خطورة، وإصدار قرارات علاج على نفقة الدولة لمن يتضح أنه حامل للمرض ويتم تحويل الحالات الأخرى لمركز أبحاث الكبد، موضحًا أن أكثر من 73% من أبناء كفر الشيخ يحملون المرض بدرجات متفاوتة فمنهم من يعيش بالتليف الكبدى ومنهم من يحمل مرض فيروس سى وبى بمراحله. اكتشاف المرض مختار عبدالسلام، البالغ من العمر (42 عاما)، أصيب بفيروس «سى» منذ 8 أعوام دون أن يشعر، كان لا يذهب للأطباء إلا للضرورة القصوى وذات يوم أصيب بارتفاع في درجات الحرارة وآلام بالبطن وعندما توجه لأحد الأطباء طلب منه إجراء عدة تحاليل منها "أنزيمات الكبد" وبعد إجرائه التحاليل كانت الصدمة - على حد قوله - إذ اكتشف إصابته بفيروس "سى" ووصل إلى درجة "f3"، أي من ثانى أشد درجة خطورة، وظل يعالج بحقن إنترفيرون من 3 أعوام وحتى الآن، ويقول إن أمله الوحيد فى الشفاء من المرض هو العلاج الجديد "سوفالدى"، قائلا: «أنا خايف أموت وأسيب أطفالى قبل أن يأتى دوري في العلاج". الأمل أحمد دسوقى، 28 عاما، قال بصوت مجهد: «فقدت أمى وأبى بسبب المرض حيث أصيبت والدتى بفيروس (سى) منذ أكثر من 12 عاما ولم نعلم إلا متأخرا بعد انتهاء الكبد، فبدأنا في تلقى علاج الإنترفيرون على نفقتنا الخاصة بمعهد الكبد بكفر الشيخ رغم ارتفاع تكلفته وبسبب الروتين الحكومى لم نحصل على قرار علاج على نفقة الدولة فماتت والدتى، أما والدى فظل يعالج من الفيروس عند أحد الأطباء المشهورين بمحافظة الشرقية لأكثر من 5 سنوات، وكل مرة يطمئننا على الحالة إلا أنه فجأة ودون سابق إنذار، فوجئنا بأن الكبد وصل لحالة التدهور بسبب غياب الضمير عند الأطباء» على حد قوله، مشيرا إلى أن آلاف المرضى يحملون المرض ولا يعرفون. العقار الجديد الدكتور محمد جلال، مدير مركز الكبد وأبحاث الدم بكفر الشيخ، أكد أن العلاج الجديد "سوفالدى" هو أمل أبناء كفر الشيخ في الشفاء من تلك الفيروسات، لافتًا أن الأمور تتحسن، قائلًا: "ووصلنا لمعدلات جيدة في نسب الشفاء بالنسبة لمرضى الإنترفيرون ونتوقع أن يختفي مرض فيروس سى عام 2017". يذكر أن قوافل طبية تابعة لحزب النور وقعت الكشف الطبى على نحو 3928 حالة مرضية في 44 قرية حاملين لفيروس "سى"، واكتشفت أن أكثر من 30% من المواطنين ببعض القرى مصابون بالمرض.