فتح باب التقديم لهيئة تدريس جامعة طنطا لشغل مهام مديري وحدات ضمان الجودة ب 3 كليات    تراجع جديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري بختام التعاملات    «أونروا»: 300 ألف فلسطينى نزحوا من شرق رفح الفلسطينية نحو منطقة المواصى    كمال خرازي: إيران قد تغير عقيدتها في امتلاك السلاح النووي إذا تعرضت للتهديد    أخبار الأهلي : اعتذار رسمي من معلق مباراة الأهلي بسبب موديست    أتليتكو مدريد يفوز بهدف في الوقت القاتل أمام سيلتا فيجو في الدوري الاسباني    نوير.. أسطورة حية تكمل 500 مباراة في البوندسليجا    "بطلوا قرف".. أول تعليق من زوجة عصام صاصا بعد دهسه لشاب    افتتاح أسبوع النُقاد ب«كان» بحكايات حقيقة من قلب سوريا بسبب «أثر الأشباح» (تفاصيل)    ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 140 شخصا في فيضانات البرازيل ولا نهاية في الأفق    زوجة ضحية واقعة الكلب: زوج أميرة شنب سلم نفسه للمحكمة كإجراء قانوني    طالبوا بوقف التعامل مع "إسرائيل " ..12 أكاديمياً بجامعة برينستون يضربون عن الطعام دعماً لغزة    إحياء «القاهرة التاريخية».. جهود مكثفة لاستعادة رونق العاصمة الإسلامية    بشأن تمكين.. عبدالله رشدي يعلن استعداده لمناظرة إسلام بحيري    غدًا.. وزير العمل: طرح مشروع قانون العمل على "الحوار الاجتماعي"    يوفنتوس بالقوة الضاربة في مواجهة يوفنتوس بالدوري الإيطالي    بعد تصدرها التريند..تعرف على عدد زيجات لقاء سويدان    "جنايات قنا" تقضي بالمؤبد على سائق بتهمة قتل زوجته    أمينة الفتوى: سيطرة الأم على ابنتها يؤثر على الثقة والمحبة بينهما    رئيس جامعة طنطا يتفقد أعمال تنفيذ مشروع مستشفى الطوارئ الجديد    فرحة في الكامب نو.. برشلونة يقترب من تجديد عقد نجمه    إعلام النواب توافق على موازنة الهيئة الوطنية للصحافة    قائد الجيش الأوكراني: الوضع في خاركيف تدهور بشكل كبير    الدورى الإسبانى.. قاديش يعزز من فرص تواجده فى الليجا بالفوز على خيتافى    موعد عيد الاضحى 2024 وكم يوم إجازة العيد؟    اسكواش.. نتائج منافسات السيدات في الدور الثاني من بطولة العالم    "العيد فرحة وأجمل فرحة".. موعد عيد الاضحى المبارك حسب معهد البحوث الفلكية 2024    الصحفيين تعلن فتح باب الحجز لعدد 75 وحدة سكنية فى مدينة السادس من أكتوبر    «تعليم النواب»: موازنة التعليم العالي للسنة المالية الجديدة 2024/2025 شهدت طفرة كبيرة    الثلاثاء.. مناقشة رواية "يوم الملاجا" لأيمن شكري بحزب التجمع    المفتي يحذر الحجاج: «لا تنشغلوا بالتصوير والبث المباشر»    إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص فى ترعة ببنى سويف    لحماية صحتك.. احذر تناول البطاطس الخضراء وذات البراعم    الصحة: الجلطات عرض نادر للقاح أسترازينيكا    إعلان خلو مقعد الراحل عبد الخالق عياد من الشيوخ وإخطار الوطنية للانتخابات    في العالمي للتمريض، الصحة: زيادة بدل مخاطر المهن الطبية    مجلس الشيوخ يقف دقيقة حدادًا على النائب الراحل عبد الخالق عياد    المشاهد الأولى لنزوح جماعي من مخيم جباليا شمال غزة هربا من الاجتياح الإسرائيلي    هشام آمنة: 256 مليون جنيه لتطوير منظومة إدارة المخلفات بالمنوفية    البورصة تخسر 25 مليار جنيه في ختام تعاملات أول الأسبوع    مواعيد امتحانات كليات جامعة حلوان الفصل الثاني 2024    جامعة الأقصر تخطط لإنشاء مستشفى وكليتي هندسة وطب أسنان    بعد توجيهات الرئيس بتجديدها.. نقيب الأشراف: مساجد آل البيت أصبحت أكثر جذبا للزائرين    ضبط دقيق مدعم وكراتين سجائر قبل بيعها بالسوق السوداء في المنيا    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته في الفيوم لعدم حضور الشهود    تعرف على أماكن اختبارات الطلاب المتقدمين لمعهد معاوني الأمن لعام 2024    مجلس الجامعات الخاصة يكشف قرب الانتهاء من إنشاء 7 مستشفيات    شكري يشيد بمواقف سلوفينيا تجاه القضية الفلسطينية: تتفق مع مبادئ الإنسانية    البريميرليج يقترب من النهاية.. من يحسم اللقب؟    kingdom planet of the apes على قمة شباك تذاكر الأفلام الأجنبية في مصر (بالأرقام)    وزير الخارجية: لن نكتفى بالتحدّث وسنتخذ إجراءات عملية تضمن تنفيذ ما نطالب به    بنك ناصر يطرح منتج "فاتحة خير" لتمويل المشروعات المتناهية الصغر    «الداخلية»: ضبط 4 عاطلين بتهمة سرقة أحد المواقع في أسوان    ل أصحاب برج الثور والجوزاء.. أفضل الأبراج المتوافقة عاطفيًا لتكوين علاقات ناجحة 2024    التضامن: زيادة مكافآت التطوع الشهرية للرائدات المجتمعيات إلى 1500 جنيهًا    أسيوط: إزالة 8 تعديات على أراضي زراعية ومخالفات بناء بمراكز أسيوط وصدفا وحي شرق    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    الصحة: تطوير وتحديث طرق اكتشاف الربو وعلاجه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



500 جنيه ثمن "تغريبة" القطن المصري
نشر في فيتو يوم 28 - 09 - 2014

لم يكن الموظف الصغير في وزارة الزراعة عام 1994 على دراية كاملة بما يدور في خلد اليهود لمصر والمصريين، كي يرتاب من عرض مغرٍ يساوي راتب 40 شهرا لوظيفته المؤقتة آنذاك، حيث عرضت عليه امرأة مصرية عشرة آلاف جنيه ثمنا ل 2 كيلو فقط من بذرة القطن، من صنفين (كيلو لكل صنف).
المصرية التي كانت مهتمة بالزراعة المصرية، أعطت الموظف الصغير عينة لا تزيد على عشرة حبوب، من كل صنف، ووضعت أمام عينيه مكافأة عشرة آلاف جنيه.
عشرة آلاف جنيه عام 1994 كانت تشتري قطعة أرض مساحتها 300 متر في أكثر مناطق مصر ربحا في مجال الاستثمار العقاري، أو شقة محترمة في مدينة الإسكندرية، وربما في أي من تجمعات القاهرة الجديدة، أو سيارة من نوع جيد، تصلح نواة لواحدة من السيارات الفارهة مع مرور الزمن، أو كانت تجنبه على الأقل ركوب أوتوبيسات النقل العام، والمشي يوميا خمسة كيلومترات على الأقل كي يصل عمله في ديوان عام الوزارة.
كانت الريبة والعرق الذي تصبب من جسد الموظف الصغير، وقودا حمله كمكوك أرضي إلى يوسف عبد الرحمن أحد أهم المهندسين النشطين في الوزارة آنذاك، الذي أصبح اسمه أشهر من نار على العلم قبل عام 2004، حين ارتبط اسمه بقضية فاسدة عرفت باسم "المبيدات المسرطنة".
بدوره، لم يتوان يوسف عبد الرحمن، حيث كان الليل قد حل، فحمل الموظف الصغير في سيارته واتجه إلى حيث شقة الدكتور يوسف والي على كورنيش نيل العجوزة، ليستقبلهما الرجل بوقاره المعهود، وليسمع القصة بالكامل.
سأل يوسف والي الموظف الصغير: وأنت ليه ما أخدتش العشرة آلاف جنيه؟
رد الموظف - حسب كلامه: أعمل بيهم أيه يا أفندم.. أنا عارف أن دا ممنوع، وتصدير أي بذرة عليه حظر.
ضحك الدكتور يوسف والي، والعهدة على الراوي أيضا، وقال له إن المرأة صاحبة العرض المغري ستحصل على البذرة و"ببلاش"، وسترسلها للجهة التي طلبتها منها، وأنا عارف كويس أن إسرائيل هي اللي عاوزاها، وعارف كمان هي عاوزاها ليه؟
إلى هنا، تنتهي قصة لقاء الشاب ويوسف عبد الرحمن، ليبدأ تحليلي الشخصي لهذه القضية.
إن القطن المصري، خاصة "الأشموني" شأنه شأن العديد من الأصناف الزراعية التي تمت سرقتها، بهدف تغريبها، ومسح هويتها، ثم إعادتها مرة أخرى كصنف "مستورد" إلى السوق المصرية، والمثال القائم على هذا الأمر، هو قطن "بيما" الأمريكي قصير التيلة، الذي يصلح للجني الآلي، ومصدره "الأشموني" المصري طويل التيلة، الذي لا يتم جنيه إلا بالأيدي العاملة.
ومصيبة القطن المصري حاليا ليست في تغريبته فقط، واستنساخ بذرته وهندستها وتهجينها لإنتاج أصناف قصيرة يتم جنيها آليا، وإنما في تطوير تكنولوجيا الغزل في اليابان وألمانيا وسويسرا وأمريكا، وجميع هذه الدول كانت تستورد القطن المصري طويل التيلة لإنتاج غزول دقيقة تصلح لصناعة أرقى أنواع النسيج.
أصبحت هذه الدول بفعل التكنولوجيا العالية تتعاقد على شراء القطن قصير التيلة قبل زراعته في الهند، والصين، وباكستان، وأيضا من بوركينا فاسو.
ولضيق الفجوة السوقية التي كانت تستوعب القطن المصري، بسبب تعرض أصنافه للخلط، ليس هناك من حل سوى إحكام الحصار على مزارعي القطن بعدم تداول إنتاجه بين المحافظات، لضمان عدم الخلط في التقاوي، وهي الوسيلة الوحيدة حاليا للحفاظ على نقاوة القطن المصري الأصيل، لكي لا تكون هناك حجة أمام هواة "التيلة الأنعم" نوعيا، التي لا تضاهيها "تيلة" في العالم، مهما تعاظمت تكنولوجيا الغزول.
يبقى على التجار المصريين أن يعوا الوطنية المصرية، وبدلا من الإصرار على نسبة أرباح تتجاوز ألف في المائة باستيرادهم القطن قصير التيلة، يقدمون ما يجب تقديمه لمصر حتى لو هبطت نسبة أرباحهم إلى 200 في المائة فقط، بشراء القطن المصري دون ابتزاز الحكومة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.