فى 26 فبراير عام 1961، توفّى الملك محمد الخامس ملك المغرب الأسبق. ولد الملك محمد الخامس سنة 1911، وتولّى السلطة سنة 1927، ومنذ ذلك التاريخ ساس شئون ملكه زعيمًا قبل أن يكون ملكًا، حيث سجَّل له التاريخ أنه ناصر الحركة الوطنية فى بلاده سنة 1947، وتزعّمها وطالب باستقلال بلاده وجلاء المحتل الفرنسى عنها، ومضى يجاهد فى سبيل ذلك، فنفاه الفرنسيون إلى مدغشقر سنة 1954، وبقى فى المنفى إلى أن أعاده الفرنسيون إلى بلاده وملكه سنة 1955، نتيجة الثورة التى استمرت فى أثناء نفيه، وكان من أول أهدافها الإفراج عنه، فاستقبله الشعب المغربى استقبالًا تاريخيًّا. وتبنَّى الملك محمد الخامس الحركة الوطنية التى حصلت على ثمرات كفاحها بحصول المغرب على استقلاله فى مارس 1956. وتفرَّع الملك الزعيم للنهوض ببلاده فى جميع مجالات التعليم والصحة وجميع المرافق. كان الملك محمد الخامس يؤيّد سياسة الحياد وعدم الانحياز، وفى عهده عُزّزت العلاقات بين المغرب والدول العربية والإفريقية المستقلة "خارج نطاق الرابطة الفرنسية". وقد دعا قبل شهر من وفاته إلى مؤتمر الدار البيضاء الذى حضره أقطاب دول إفريقيا، واتخذوا فيه قراراتهم المهمة بشأن بعض المشكلات الإفريقية الملحّة، وكذلك إدانة إسرائيل والعمل على وقف تسللها فى إفريقيا. وقد تلقَّى الملك محمد الخامس تعليمه طبقًا للنظم الفرنسية، لكنه ظل يفضل حتى آخر حياته أن يرتدى الملابس الوطنية، وكان يتمتع بتأييد شعبه وحبه، وظل على اتصال مع زعماء البلاد العربية، ورؤساء أحزابها السياسية. وقد وافته المنية فى ذلك اليوم، فى أثناء جراحة عاجلة أُجريت له فى العيادة الخاصة الملحقة بالقصر الملكى، وأعلنت الحكومة المغربية تنصيب ابنه الحسن الثانى ملكًا على البلاد إثر اجتماع تم عقده بعد ساعتين من وفاته فى فبراير 1961. وكان الملك قد عيَّن ولده الحسن الثانى وليًّا للعهد فى يوليو 1957.