انقطاع الكهرباء صداع في رأس المستشفيات..« 8 » وفيات بمستشفى حكومي بالزقازيق.. وإهمال ينهي حياة أستاذة جامعية ب« طنطا» وفي « مطروح » شهود عيان: الدكتور شاف المريض وقال "دا بيخلص أعمله إيه؟"

تسبب الانقطاع المستمر في التيار الكهربائى عن عدد كبير من مستشفيات الجمهورية في وفاة الكثير من المواطنين البسطاء الذين لا يملكون المال للجوء للمستشفيات الخاصة ما أدى إلى حالات من الفوضى وزيادة فى المعاناة التى يلقاها المرضى والتى تتمثل فى عدم اكتراث الأطباء وإهمالهم وعدم وجود أكياس للدم أو أدوية.. " فيتو" رصدت عددا من هذه الحالات فى بعض المحافظات.
في محافظه الزقازيق، توفى 8 أطفال بقسم العناية المركزة بمستشفي صيدناوي التابع لجامعة الزقازيق وسط إنكار وتكذيب من المسئولين.
إهمال بالمستشفيات
تقول «سميرة خليل »، إن شقيقتها وضعت مولودا بمستشفى الجامعة قسم النساء وكان في حالة سيئة تستلزم وضعه في حضانة وأكد لها الأطباء والممرضون أنه لا توجد حضانات فارغة بمستشفى صيدناوي، وطلبوا منها البحث في المستشفيات بالشرقية دون تحديد أي مستشفى تذهب إليه بحجة عدم علمهم.
وظلت على مدى 24 ساعة تبحث عن مستشفى به حضانات حتى مستشفى « الأحرار» بالزقازيق، الذي يفترض أنه مليء بالحضانات ولم يقابلوا إلا بالإهمال.
5 آلاف جنيه
وبالنهاية توجهت «سمية» إلى أحد المستشفيات الخاصة والتي اكتفت بتعليق محلول للطفل مقابل 200 جنيه ثم نقلته لعدم الرعاية إلى مستشفى خاص آخر تكلفة اليوم به 400 جنيه، وظلت «سمية» حائرة بالمولود بين المستشفيات وأنفقت 5 آلاف جنيه ولما نفد ما معها من أموال لم يكن أمامها اإا الذهاب إلى "صيدناوي " ونجحت بعد مشقة في الحصول على موافقة بإلحاق الطفل بها وكانت الحجة عدم وجود أماكن فارغة ما أدى إلى وفاة المولود في الحال.
يذكر أن هذا المولود ليس هو فقط ضحية الإهمال بل هناك عدد آخر من النماذج منها حاث الطفل« سمير عبد الحفاظ »، والذي قال والده خالد، إن ابنه كان داخل قسم العناية المركزة وكان يعاني تسمما في الدم ناتجا عن الصفراء ولما ساءت حالته قرر له الأطباء مضادا حيويا اسمه «ميرونيم » وفوجئ بعدم وجوده بالمستشفى وأن البديل غير فعال وطلبوا شراءه من الخارج ولكنه فوجئ بأن ممرضي المستشفى يبيعونه في الخارج وبالفعل قام بشراء الأمبول الواحد ب 120 جنيها.
مأساة أستاذة جامعية
وفى محافظة «طنطا »، نرصد مأساة جديدة يعيشها المرضى في مستشفى الأساتذة وضحيته هذه المرة دكتورة شابة تدعى أماني البساط.. الأستاذ المساعد بكلية التربية جامعة طنطا، فكانت تعاني الهزال نتيجة عملية توسيع قناة مرارية أجرتها من قبل، وما صاحبها من فقدان الشهية في الطعام.
ففى 30 أغسطس وفى تمام الساعة الرابعة، استكمل زملاؤها إجراءات دخولها أحد أقسام مستشفى « الأساتذة » ثم تركوها. في الخامسة ومعها أسرتها في إيد أمينة وهم على يقين بوصول أحد الأساتذة بعد قليل ليحدد بروتوكول علاج مناسب لحالتها.
وظلت الحالة في المستشفى دون أن تلقى أي اهتمام واستمر الإهمال حتى مر اليوم الثانى ودخلت في حالة غيبوبة ثم توفيت على الفور.
سكرات الموت
وفى محافظة « مطروح» دخل أحد الشباب إلى مستشفى رأس الحكمة ثم إلى مستشفى مطروح العام مصابًا، ولم يدر بخلده أنه سوف يخرج جثة هامدة على يد الأطباء الذين من المفترض أنهم يقومون بعلاجه.
فأثناء دخول الشاب لمستشفى "رأس الحكمة" لم يقم الأطباء بعلاجه من الجروح ووقف نزيف الدم وإجراء الإسعافات الأولية له.
وأكد شهود العيان "أن الشاب كان بغرفة الأشعة المقطعية بالمستشفى ينزف ويعانى سكرات الموت ولم يقم أحد من الأطباء والممرضين بعلاجه، بينما كانت أدوات العلاج ملقاة على الأرض متسخة بالدماء".
وأوضح شهود العيان أنه كلما جاء طبيب ينظر للمصاب ويقول " دا بيحتضر هعملو إيه ؟! " تركه وغادر.
مفيش أكياس
وقال الشهود: "إنه عندما رأوا الأطباء كثرة الصراخ والزعيق قاموا بطلب منا متبرعين بالدم وتبين أن فصيلة الدم التي يحتاجونها هي "A"، وبالصدفة كان أحد شهود العيان فصيلة دمه نفس الفصيلة المطلوبة فتبرع بالدم، لكن فوجئوا أن الأطباء قالوا لنا إنه لا يوجد أكياس للدم ".