نبيل عبدالعزيز هو صاحب إحدى السيارات التى التهمتها النيران بميدان التحرير فى «جمعة كشف الحساب»، يبلغ من العمر 34 عاما، وقرر أن يشترى أتوبيسا بالتقسيط حتى يستطيع مواجهة أعباء الحياة بعد فشله فى الحصول على وظيفة تدر عليه عائدا يستطيع الإنفاق منه على أسرته، وبالفعل غامر بشراء الأتوبيس منذ العام الماضى بمبلغ 250 ألف جنيه قام بدفع مقدم 100 ألف جنيه استدانه من والده الذى باع أرضه الزراعية كى يساعده، وتبقى مبلغ 150 ألف جنيه يقوم بتسديدها بأقساط شهرية بمعدل 2000 جنيه شهريا، قام بتسديد منه 20 ألف جنيه فقط، على 10 أقساط، وبالتالى يتبقى عليه 130 ألف جنيه حاليا. عبدالعزيز أكد ل«فيتو» أنه فى تمام الساعة الخامسة صباحا من يوم الجمعة الموافق 12 / 12 /2012، تلقي اتصالا هاتفيا من «محمد الغرباوى» صاحب مكتب الغرباوى للرحلات بمنطقة الحسينية بمحافظة الشرقية، الذى يتعامل معه بصفة مستمرة لنقل عمال بمنطقة العاشر من رمضان، ليطلب منه تأجير الأتوبيس الخاص به فى «مشوار» إلى ميدان التحرير، لينقل عددا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الشرقية إلى ميدان التحرير، واضاف أنه نظرا لظروفه الصحية استعان بأحد السائقين ليقود الأتوبيس خلال هذا اليوم، مشيرا إلى أنه فوجئ باتصال هاتفى من سائق الأتوبيس الخاص به ليقول له إن الأتوبيس اشتعلت فيه النيران واحترق بالكامل بعد أن قام عدد من الشباب بالتعدى عليه بالضرب، وإلقاء بنزين وزجاجات مولوتوف داخل الأتوبيس، خلال أحداث الاشتباكات التى تمت بميدان التحرير، وأشار إلى أنه تم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة قصر النيل برقم 10937/ جنح/بتاريخ 12 / 12 /2012. وأضاف عبدالعزيز أنه بعد الحادث حاول اللجوء إلى جماعة الإخوان المسلمين التى كانت سببا فى ضياع مصدر رزقه، عن طريق التواصل مع أعضاء الجماعة الذين كانوا يستقلون سيارته، حيث أكدوا له أنهم سوف يساعدونه فى جمع مبلغاً من المال يساوى قيمة سيارته التى اشتعلت فيها النيران، مؤكدا أنه اتفق معهم على أن يجمعوا مبلغا يشتروا به سيارة مماثلة لسيارته، وأشار عبدالعزيز إلى أن الإخوان نقضوا عهدهم معه بمرور الوقت، حيث جاءوا بعد مرور أكثر من شهرين ليقدموا له 30 ألف جنيه فقط، فى الوقت الذى تبلغ قيمة سيارته 250 ألف جنيه، موضحا أنه علم من مصادر قريبة من أعضاء الجماعة، أن الإخوان لم يكن لديهم نية فى الأصل لتنفيذ الاتفاق بينهم، وإنما أصروا على مسايرته وطمأنته بأنه سيحصل على سيارة مماثلة لسيارته، حتى لا يلجأ إلى وسائل الإعلام المختلفة ويقوم بفضحهم، عقب الحادث مباشرة. وتساءل عبدالعزيز ماذا سيفعل مبلغ مثل «30 ألف جنيه»، مقابل ضياع سيارته التى كانت قيمتها 250 ألف جنيه ولم يكن مؤمنا عليها نظرا لأنه قام بشرائها من تاجر سيارات، ومن أين سيقوم بتسديد باقى أقساط قيمة السيارة، التى تبلغ قيمتها 130 ألف جنيه فى ظل عدم وجودها؟