من المشاكل التى يعانى منها الأطفال قصور الغدة الدرقية، والغدة الدرقية هى غدة من الغدد الصماء (أى تفرز هرموناتها مباشرة إلى الدم بدون قناة). وتشير الدكتورة غادة الشيخ، أخصائية طب الأطفال، أن الغدة الدرقية تقع فى مقدمة الرقبة، وهى تنتج هرمون الثيروكسين الذى عن طريقه تتحكم الغدة فى عمليات الأيض الحيوى لكل خلايا الجسم، بمعنى أنها تدخل فى عمل كل خلية بالجسم وقصور عمل الغدة يؤثر تقريبًا على جميع وظائف الجسم. وتضيف أن قصور الغدة الدرقية إما أن يكون خلقى أى يولد الطفل مصاب بهذا القصور وينتج إما عن نقص خلقى فى نسيج الغدة الدرقية أو نقص فى تصنيع وإنتاج الهرمون الدرقى أو نقص فى إنتاج الهرمون المحفز للغدة الدرقية من الغدة النخامية فى المخ. أو أن يكون المرض مكتسب خلال المراحل العمرية المختلفة، ويأتى نتيجة نقص فى إفراز هرمون الثيروكسين. والأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة هو التهاب الغدة الليمفاوى أو المناعى، استئصال الغدة جراحيًا لأسباب مرضية (الإصابة بالسرطان أو غيره)، المعالجة بالأدوية التى تحتوى على اليود المشع، والمعالجة بالأشعة لأورام أو أمراض أخرى. وبالنسبة لأعراض قصور الغدة الدرقية عند الطفل الوليد فهى غالبًا لا تظهر علاماتها المرضية عند الولادة. وعند الطفل الرضيع تتمثل فى ضعف فى الرضاعة، الإمساك، الخمول والزيادة فى معدل النوم، قلة الحركة وخفوت صوت البكاء، طول مدة الصفراء عند الوليد، اتساع نافوخ الرأس، كبر حجم اللسان، صعوبة فى التنفس. والأعراض فى فترة الطفولة، فهى غالبًا علامات تأخر التطور وقصر القامة، تأخر فى النمو الجسدى والتطور الروحى والحركى والعقلى، والتأخر فى الحركة وكذلك مهارات اللغة واللعب والتعلم، الصوت الأجش مع خمول وقلة الحركة، وتأخر إغلاق نافوخ الرأس، وتأخر البلوغ، برودة الجسم ونقص فى التعرق، وبطء ضربات القلب. وعن سبل الوقاية من إصابة الأطفال بالغدة الدرقية تشير دكتور غادة إلى أنه يجب إضافة عنصر اليود للطعام لأهميته فى تصنيع هرمونات الغدة الدرقية، وتجنب بعض الأدوية عند الحامل مثل الأدوية التى تحتوى على اليود المشع. أما العلاج فيكون بالكشف المبكر بعمل فحوصات للوليد وتفادى تأثير المرض على النمو والتطور حتى ينمو الطفل بصورة طبيعية ولا يصاب بتخلف عقلى أو قصر قامة إذا لم يكتشف المرض مبكرًا ويعالج بطريقة صحيحة، وإعطاء الطفل هرمون الثيروكسين الاصطناعى ومتابعة العلاج تحت إشراف طبى حيث يحتاج الطفل إلى معايرة جرعة العلاج ومتابعة فاعليته.