أثناء تجولى فى شوارع نبروه بحثا عن المزيد من تفاصيل مملكة الترامادول.. التقيت رجلا فى نهاية العقد السادس من العمر، سألته عن حكاية الأقراص المخدرة فى المدينة، فكر الرجل للحظات ثم أجاب: منذ 10 سنوات تقريبا، سافر عدد كبير من شباب المدينة إلى دول أوروبا للعمل هناك فى مجال تجارة الأقمشة وغيرها، ومن خلال عملهم بدأوا فى جلب الأدوية المخدرة وتهريبها إلى المدينة وبيعها للمدمنين، ثم توسع النشاط واستطاعوا تهريب كميات ضخمة من المخدرات، فنسوا تجارتهم الأصلية وتعرفوا على كبار المهربين فى الموانئ المختلفة وأغرقوا البلاد بالأقراص المخدرة، ومع زيادة الإقبال على الشراء تحولوا لمصنعين لتلك السموم، واستطرد الرجل موضحا: ماكينات التغليف والأفران الخاصة بالتصنيع يتم تهريبها هى الأخرى من أوروبا، أما عملية التصنيع نفسها فتبدأ بإعداد عجينة من الدقيق أو الجبس والجير، ثم يضاف إليها مقدار قليل من الأقراص الأصلية، بحيث أن قطعة العجينة التى تنتج 50 قرصا، يضاف إليها قرصان فقط من الأصلى، بعد ذلك تدخل العجينة على ماكينة خاصة تسمى ماكينة «التقريص» ووظيفتها تشكيل العجينة إلى أقراص ووضع العلامات المميزة عليها، ثم تدخل الأقراص فى أفران خاصة لتجفيفها، ومن ثم تبدأ عملية التغليف والتعبئة، وهنا تنتهى مرحلة التصنيع ومن ثم تبدأ مرحلة التوزيع أو التهريب وللعلم فإن المصنع الواحد ينتج نحو 100 ألف قرص يوميا، حاول الرجل الاكتفاء بهذا القدر من المعلومات وطلب الانصراف ولكننى استوقفته وطلبت منه أن يوضح لى طرق التوزيع فقال: كل موزع له طريقته الخاصة، فهناك من يعمل سماكا أو تاجر فسيخ، وهؤلاء يخفون الترامادول المضروب داخل صفائح إعداد الفسيخ، وهناك تجار الأقمشة الذين يخفون بضائعهم داخل «أتواب القماش».