- بناء 20 مفاعلا نوويا يغطى قدرات الشبكة الحالية - زيادة أسعار الكهرباء حتمى ولكن ليس على حساب الغلابة.. تأخير مشروع الضبعة يسبب خسائر فادحة وننتظر القرار السياسي لتنفيذه.. الطاقة الشمسية حل غير واقعى لأزمة الكهرباء الحالية..تخفيف الأحمال يخفض معدل الإنتاج بالمصانع للثلث أكد الدكتور يسرى ابوشادي، كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، أن أسباب أزمة انقطاع التيار الكهربائى تعود إلى عدم توافر الوقود اللازم للمحطات، وعدم كفاءتها وتحديدا خلال الصيف لوجود مشكلات في الصيانة، وعدم وجود رؤى مستقبلية للوزراء السابقين بشان احتياجات الكهرباء، لافتا إلى أن الأزمة الحالية تتحملها وزارات «الكهرباء والبترول والتخطيط». وقال خلال حواره مع «فيتو»، إن حلول الأزمة تكمن في ضرورة قيام المواطنين بترشيد الاستهلاك باعتباره الحل السريع، والتصدى لسرقة التيار الكهربائى لتقليل نسبة الفاقد، وضرورة البدء في تنفيذ المشروع النووى بالضبعة، والاهتمام بالطاقة المتجددة، وإلى نص الحوار: - كيف ترى أزمة انقطاع التيار الكهربائى حاليا؟ شيئ متوقع لأن قدرات المحطات النظرية تصل إلى 31 ألف ميجاوات تعطى قدرات إنتاج تتراوح من 25 إلى 26 ألف ميجاوات، وبالتالى فإن هناك عجزا في إنتاج الكهرباء يقدر من 5 إلى 6 آلاف ميجاوات، وظهر تأثيره خلال شهر رمضان مع وصول معدلات الأحمال على الشبكة القومية إلى 27 ألف ميجا وات تقريبا في أوقات الذروة نتج عنها انقطاع للتيار الكهربائي. - وماهى أسباب وجود الأزمة من وجهة نظركم؟ هناك عدة أسباب للأزمة الحالية وتتمثل في عدم توافر الغاز الطبيعى للمحطات خاصة وأن 80% من كهرباء مصر يتم إنتاجها من الغاز الطبيعى الذي لا يكفى للاستهلاك المحلي، بجانب السولار والمازوت اللذين يتم استخدامهما في المحطات بنسبة تصل إلى 10%، على الرغم من التأثيرات السلبية للأخير على المحطات. - البعض يرى أن تفاقم الأزمة ناتج عن سوء تخطيط الوزارة..ما تعليقك؟ أسباب وجود الأزمة الحالية يعود إلى عشرات السنين الماضية، وعلى الرغم من نجاح وزراء الكهرباء السابقين في فتح محطات جديدة إلا أنهم كانوا مجرد موظفين يؤدون فترتهم دون النظر إلى احتياجات المستقبل البعيد، والأزمة الحالية من وجهة نظرى تتحملها وزارات «الكهرباء والبترول والتخطيط»، بجانب عدم إعطاء الفرصة للشركات المصرية للتنقيب عن البترول وإقامة محطات الكهرباء - هل ترى أن هناك عدالة توزيع في عمليات تخفيف الأحمال بين المواطنين؟ عمليات تخفيف الأحمال تحدث اضطراريا من قبل مركز التحكم خاصة وأنه مرتبط بمعدلات الاستهلاك على الشبكة، ولا ادرى إذا كان هناك عدالة في التوزيع ام لا، لكننى قمت بزيارات لعدد من المصانع كثيفة الاستهلاك التي تعمل بنظام 3 ورديات، وأدت عمليات تخفيف الأحمال إلى إلغاء وردية مما يؤدى لخفض معدل الإنتاج للثلث. -ماهى حلول أزمة انقطاع التيار الكهربائى من وجهة نظركم؟ هناك مجموعة من الحلول لكن على المستوى السريع قيام المواطنين بعمليات ترشيد الاستهلاك بقدر المستطاع، أما الحلول الأخرى فهى الاستمرار في منع سرقات التيار الكهربائى لتقليل نسبة الفاقد التي وصلت إلى 15% تقريبا، مع الاستمرار اضطراريا في استيراد الوقود من الخارج، مع البدء سريعا في اللجوء للمشروع النووى بالضبعة خاصة وأن بناء 20 مفاعلا نوويا يغطى قدرات الشبكة الحالية، والاهتمام بالطاقة المتجددة على المدى البعيد بالترتيب «طاقة الرياح، طاقة الفضلات، الطاقة الشمسية»، فألمانيا أكثر الدول المهتمة بالطاقة المتجددة، لديها 8% من الكهرباء منتجة بطاقة الرياح، 7% من طاقة الفضلات، 1% من الطاقة الشمسية، نهاية بضرورة دعم مشروع المفاعلات النووية الصغيرة لتعمير المناطق النائية والصحراوية في مصر. - كيف ترى قرار زيادة أسعار الكهرباء الذي أعلنه مؤخرا الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء؟ القرار حتمى وضرورى وطالبت أكثر من مرة برفع الدعم ولكن ليس على حساب محدودى الدخل وأرى أن رفع الدعم على 5 سنوات مناسب والزيادات محدودة بالنسبة لمحدوى الدخل. - كيف ترى المشروع النووى بالضبعة؟ المشروع النووى له أهمية كبيرة خلال الوقت الحالى خاصة وانه أحد الحلول لمواجهة الأزمة الحالية، لكننا ننتظر القرار السياسي للبدء في تنفيذه، ومتفائل بالخير والجدية في المشروع بعد تأكيد المشروع عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية على أهميته خلال خطاب تنصيبه. - كيف ترى تأخير تنفيذ مشروع الضبعة؟ تأخير تنفيذ المشروع ليس في المصلحة العامة فإجمالى قدرات المشروع تصل إلى 6 آلاف ميجاوات، وتأخيره يسبب خسائر فادحة، فالمفاعل الكبير ينتج كهرباء في حدود 20 قرشا لكل كيلو وات ساعة، والعمر الافتراضى للمحطة النووية يصل إلى 60 عاما وينتج طاقة بنفس القدرة التي بدأها ويتوقف فقط كل عامين مرة واحدة لتغيير الوقود، وفى حال بدء تنفيذ المشروع خلال الوقت الحالى ستبدأ المحطة النووية الأولى في العمل خلال 5 سنوات، وفى أقل من 10 أعوام سنمتلك 4 محطات نووية بالضبعة تعادل ربع إنتاج الكهرباء المنتجة حاليا. - كم تصل تكلفة بناء المفاعل النووي، وكم تستغرق من الوقت؟ تكلفة بناء المحطة النووية تتراوح من 4 إلى 5 مليارات، وتستغرق عمليات البناء نحو 5 سنوات من بداية الإنشاء الخرسانى حتى تشغيله، والتأخير في تنفيذ المشروع يؤدى إلى ارتفاع التكلفة التي وصلت في أوائل الثمانينيات إلى مليار دولار تقريبا. - هل هناك كميات مناسبة من الوقود النووى لتشغيل المفاعل النووي؟ لا توجد أي كميات من الوقود النووى وسيتم استيراده من الخارج خاصة وأن الوقود المستخدم في المفاعلات النووية من اليورانيوم المخصب 5:3%، والأسواق الخارجية مفتوحة لهذا النوع من الوقود ومنها «روسيا وكوريا الجنوبية وأمريكا». - البعض يرى أن الطاقة الشمسية أفضل الحلول لمواجهة أزمة الطاقة الحالية ما تعليقك؟ حل غير واقعى وباهظ التكاليف ولن يحدث خاصة وان الطاقة الشمسية تنتج ربع قدراتها، وأكبر محطة لها في العالم توجد في أمريكا بقدرة 350 ميجاوات، فالطاقة الشمسية لن تستطيع أن تعطى 30 ألف ميجاوات، لكن من الممكن استخدام الخلايا الشمسية فوق أسطح المنازل وستكون تكاليفها أقل من بناء المحطات الشمسية. - هل موقع الضبعة صالح لإقامة المشروع النووي؟ الموقع حتى الآن صالح خاصة وان الدراسات التي أجريت عليه على مدى ال 30 سنة الماضية أثبتت أن الأرض ليست منطقة فوالق أو زلازل وتصميم المشروع اخذ في الاعتبار امكانية حدوث زلازل، بخلاف نوع المفاعل وسيكون من نوع الماء الخفيف المضغوط وهو أكثر أمانا في جميع مفاعلات العالم. -حدثنا عن المفاعل النووى الذي قمت بتصنيعه؟ استطعت بصحبة مجموعة من الطلبة تصميم نموذج لمفاعل نووى قدرته 50 ميجاوات ويستعمل كمية محدودة من مياه التبريد وقابل للإنشاء في مناطق نائية أو صحراوية، وهذا المفاعل يخدم نحو 200 ألف أسرة ومن الممكن استخدامه في تحلية المياه.