إذا أردنا أن نفهم العقلية التي تدير جماعة الإخوان الإرهابية فيجب أن نقرأ تاريخهم مع التقية وإيمانهم العميق بها، فتلك الجماعة الفظيعة المفزعة هي المثل الحى لقصيدة الشعر الشهيرة لأمير الشعراء أحمد شوقى التي قال فيها: «برز الثعلب يومًا في ثياب الواعظينا ومشى في الأرض يمشى ويسب الماكرينا» ثم أنهاها شوقى ببيت الشعر الشهير: «مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا» والتقية هي تمام ما فعله ثعلب شوقي، يظهر بصورة طيبة وديعة وهو في الحقيقة يحمل قلبًا غليظًا وفكًا مفترسًا، يريد أن يتحين الفرصة لينقض على فريسته، وأظن أن ما مارسته معنا جماعة الإخوان هو عين التقية، ولكن عيون السياسيين في مصر لم تكن تبصر وعقولهم لم تكن تفهم. ولو قرأوا التاريخ لعرفوا أن جماعة الإخوان حين قتلت الخازندار والنقراشى وثار الرأى العام عليهم، وقتها وأمام هذه المشكلة الكبيرة قام حسن البنا بإصدار بيان يتبرأ فيه ممن قاموا بهذا الفعل وقال في بيانه عنهم إنهم «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» وعندما وصل خبر هذا البيان لعبد المجيد حسن قاتل النقراشى في السجن أصابه الإحباط وانهار واعترف بجريمته، وعن هذا البيان ونفسية القاتل عبد المجيد أحمد يقول محمود الصباغ أحد كبار رجال النظام الخاص (وقد هللت أجهزة الحكومة مدعية أن الغرض كان نسف المحكمة، وبالغت أبواق الاتهام تهييء الجو للقضاء التام على الإخوان المسلمين، مما اضطر المرشد العام إلى إصدار بيانه «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين» ليساعد على تخفيف حدة الضغط على الإخوان، وهو أمر جائز شرعا في الحرب ويعد من خدعه، ولكن الأخ عبد المجيد أحمد حسن لم ينتبه إلى ذلك، وتأثر بالبيان تأثرًا قاده إلى الاعتراف على إخوانه). هذا هو الرأى الذي وضعه محمود الصباغ تبريرًا لبيان حسن البنا «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين» كلماته واضحة بأن حسن البنا استخدم التقية، أو الخداع، لأن الحرب خدعة، ثم يقول إن التقية هنا جائزة لأنه (أمر جائز في الحرب) وأجرى محمود الصباغ القطب الإخوانى التاريخى مقارنة فقهية بين قتل الإخوان لمحمود فهمى النقراشي، المصرى المسلم الوطنى الذي كان من قادة الشباب في ثورة 1919، وبين سرايا أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم لقتل أعداء المسلمين.