نسخة من مصر المحروسة.. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو».. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق بعد أن كدت أستغرق في النوم عقب صراع مع عينى "المفنجلة" وأفكارى المتلاحقة، ورغم أننى حولت نظام الهاتف المحمول إلى "صامت" بهدف عدم الإزعاج إلا أن ضوءه قد أعلن عن مكالمة تليفونية لم أستطع منع نفسى من الرد عليها بعد أن لمحت اسم صاحبها.. فقد جاءتنى أمس الأول مكالمة تليفونية من صديقى "باراك أوباما".. كانت الساعة تقترب من الثالثة فجرا فالتقطت الهاتف وقلت أهلا أوباما.. إزيك ياسيد عمك ! قال: أهلا عمو أبو طقة.. إزيك وإزى أحوالك واحشنى ياعمنا ! قلت: يعنى حبكت على سيادتك تكلمنى في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟! قال: أووووووه "سورى" ياعمنا.. أنا نسيت فرق التوقيت.. فالساعة عندنا الآن العاشرة صباحا.. أنا آسف من جديد لكنه أمر مهم لم يجعلنى ألحظ هذه المسألة ! قلت: خيرا إن شاء الله.. وما هو هذا الأمر المهم ياسيد عمك ؟! قال: إسرائيل وفلسطين ياعمنا ! قلت: وماذا بهما غير أن الإسرائيليين ولاد عمك لم يكفوا عن قصف الأبرياء بغزة ؟! قال: الإسرائيليون ليسوا أبناء عمى وأنت تعلم ياعمنا أن جذورى تقول عكس ذلك لكنه المنصب ولعبة السياسة ! قلت: المهم.. هات من الآخر وماتنساش أنى عايز أنام ! قال: الأطراف كلها تدخلت لوقف الاقتتال ولم تستطع إلا وقفه لمدة 12 ساعة.. فما بين تعنت حماس وإصرارها على قبول شروطها وتعنت إسرائيل في رفض أي شروط وعودة الضابط المأسور لدى الفصائل الفلسطينية نحن لا نقوى على إقناعهم بالتهدئة ! قلت: وما شأني أنا بتلك المفاوضات الدولية ! قال: نريد تدخلك ياعمنا.. فقد قال لى "بان كى مون" سكرتير الأممالمتحدة إن التفاوض لابد أن يكون عقب وقف إطلاق النار.. ولن يستطيع أحد وقف إطلاق النار سوى أنت.. فأنا قلت له دع التفاوض مع العم أبو طقة يكون من خلالى فأنا لى دلال عليه.. فما رأيك ياعمنا ؟! قلت: "روح نام يا باراك وكلمنى الصبح" ! قال: "لا والنبى ياعمنا.. لا تنهى المكالمة إلا بعد أن تطمئننى.. فالعالم كله ينتظر موقفا حاسما من الرئاسة الأمريكية ! قلت: ولم لا ترسل هذا الجون كيرى وزير خارجيتك كى يتفاوض معهم ! قال: لقد ذهب بالفعل لكنه عاد بخفى حنين ! قلت: طب هات من الآخر وقول عايز إيه يعنى ! قال: أنت علاقاتك ممتدة مع الجميع والكل يعرف قدرك ويهابك ويخشى غضبك فيحاول إرضاءك سواء في إسرائيل أو فلسطين أو أي دولة حول العالم ! قلت: ماشى ياسيد عمك مش هنختلف.. كمل كلامك ! قال: سنعلن أن العم أبو طقة كبير فشاري مصر والعالم سوف يقوم بجولة تفقدية لساحة المعركة بين حماس وإسرائيل وساعتها لابد أن الطرفين سوف يعلنون وقف القتال احتراما لهيبتك.. وتخرج أنت لتعلن أن زيارتك ستستغرق 24 ساعة وهذه الفترة ستكون كفيلة لتدخل جميع الأطراف لوقف العنف ! قلت: ماشى يا أوباما.. هذا سهل واعتبره حصل ! قال: وياريت ياعمنا تكمل جميلك وتلتقى هناك بقادة الفصائل الفلسطينية وقادة الجيش الإسرائيلى وتطلب منهم وقف القتال حالا وأنا أعلم أن الطرفين سيستجيبون لك لأنهم منهكون ! قلت: لكن أين شروط الفلسطينيين.. وأين تعويضات أبناء غزة من القتلى والجرحى.. وأين تعويضات المبانى التي هدمت ! قال: كل طلباتك مجابة ياعمنا.. حدد الرقم المطلوب وسوف نطالب جميع الدول بالمشاركة وسيكون المطلوب في حساب السلطة الفلسطينية بالبنك خلال يومين من وقف القتال ! قلت: اعتبر أننى سأتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية للتوصل لهدنة دائمة واعتبرهم سيوافقون رغم أنفهم "أنا ماسك عليهم كذا ذلة" ما تقلقش.. واعتبر أن العيال بتوع حماس والفصائل في جيبى.. لكن لى شرط واحد ! قال: أأمر ياعمنا ! قلت: أن تتدخل أنت لفك الحصار الإسرائيلى عن غزة وفتح الستة معابر وإنهاء هذا السجن المفتوح للغزاوية الذي استمر لما يقرب من سبع سنوات ! قال: الإسرائيليون لن يوافقوا على هذا ياعمنا وأنت تعلم ! قلت: وأنا لن أتاجر بالقضية الفلسطينية وأطالب بوقف العنف نظير مبالغ للإعمار الله أعلم من سينتفع بها ! قال: إذن نجعل أموال الإعمار في حسابك الشخصى حتى لا يعبث بها أحد ! قلت: كدا تماااااااااااااااام.. عداك العيب ياسيد عمك ! قال: لكن لى رجاء خاص ياعمنا.. أريدك أن تنسب كل هذا لى شخصيا لتحسين موقفى لدى العالم.. وأنا سأبدأ في إجراءات التواصل مع رؤساء الدول كى يتم تحويل مبالغ الإعمار في حسابك ! قلت: جرى إيه يا أوباما..أنت كده بترشينى بطريقة غير مباشرة! قال: العفو ياعمنا ما عاش اللى يرشيك ! قلت: طب بما أن الساعة الآن العاشرة في أمريكا والبنوك مفتوحة فلتحول لى مبلغا تحت الحساب من طرفك كى أتحرك به في تلك الفترة حتى يتم تحويل مبالغ الإعمار ! قال: من عينيا ياعمنا سوف أحول لك خمسين ألف دولار ! قلت: مليون دولار أخضر لا ينقص دولارا.. فلا تنسى أننى سأنسب لك كل هذا ! قال: أنا مستعد لكن لا تنسانى في فلوس الإعمار التي قد تصل إلى مليار دولار.. دا أنا حبيبك ياعمنا ! قلت: سوف أعيد لك هذا المليون لأننى ناوى أعمر غزة فعلا.. اطلع بأى من دماغ أمى ! قال: طلعت ياعمنا وبالتوفيق ياكبير فشارى العالم ! قلت: ولماذا لم تتصل بسطوطة الفنجرى التي اخترتها لمنصب نائب الرئيس الأمريكى للفشر ! قال: برضو الكبير كبير ياعمنا ولا تنسى أن سطوطة تلميذتك وهذا هو سبب اختيارنا لها ! قلت: تلميذتى أم هي الجو بتاعك ياض يانمس ؟!! قال: ماتحرجنيش ياعمنا ! قلت: عموما سطوطة دى بنتى وتلميذتى النجيبة وأنا معجب بقصة الحب التي بينكما وأباركها من زمان ! قال: أنت الخير والبركة ياعمنا ! قلت: طب يللا سمعنى بودعك علشان عايز أنام في أم الليلة دى ! قال: نوم العواف ياعمنا يللا باى ! قلت: باى ياروح الست الوالدة ! انتهت مكالمتى مع أوباما ووضعت تليفونى جانبا واستغرقت في نوم عميق حتى صباح غد، وجلست لأكتب لكم مادار قبل أن أذهب إلى البنك وأتأكد من وصول المليون دولار في حسابى.. وفى الحلقة القادمة سوف أقص عليكم ماستسفر عنه الأحداث.. فإلى لقاء.. عمكم أبو طقة !