الرئيس أوباما يصف علاقته بالحكم السعودى بالشراكة القوية . بعبارة أخرى فإن النظام الأكثر قمعًا فى تلك المنطقة هو أيضًا أقرب حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية فيها. والقادة السعوديون استغلوا خطاب الربيع العربى لتقويض قادة يكرهونهم فى المقام الأول فى سورية وإيران فكان رد فعلهم المباشر الوحيد إرسال قواتهم إلى البحرين لوأد ثورة شعبية ودعم الملكية فى البحرين، وأمام كل هذا الدعم السعودى للاستبداد ظل البيت الأبيض صامتًا. ومع قتل النظام البحرينى وتعذيب وسجن مواطنيه، بشكل منظم، بسبب جريمة المطالبة بالديمقراطية، قامت إدارة أوباما مرارًا وتكرارًا بتسليحه، وزكت النظام بأنه شريك الولاياتالمتحدة فى المبادرات الحيوية الدفاعية والحليف الرائد من خارج حلف الناتو، وهو ما يطرح سؤالاً يحتاج إلى إجابة من جانب الرئيس الأمريكي، وهو لماذا لا تعترف أميركا بواقع دعمها للحكم المستبد فى السعودية؟ إن المدافع الحاسم عن النظام السعودى سيكون الحرس الوطني، ذلك أن الملك عبد الله قضى حياته فى بناء هذه القوة النخبوية الإمبراطورية، وقد دربتها الولاياتالمتحدة وجهزتها بعشرات المليارات من الدولارات من طائرات الهليكوبتر والعربات المدرعة. والرئيس أوباما أكد على مدى أهمية تحالفه مع السعودية بشكل عملي، وذلك ليس باستضافة رئيس دولة مثله، ولكن مجرد وزير هو وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز فى المكتب البيضاوي، وهذا نادرًا ما يفعله رئيس أمريكي. لقد أغدقت إدارة أوباما بشكل مستمر على المملكة العربية السعودية بكمية هائلة، وغير مسبوقة، من الأسلحة بمختلف أنواعها، وفعلت الشيء نفسه مع الحكام فى البحرين. وقد صنعت كل هذا حفاظًا على تحالف أوثق من أى وقت مضى مع حكام الخليج الذين سحقوا الحركات الديمقراطية فى بلدانهم، أما الولاياتالمتحدة فليس لديها اعتراض على أى استبداد كان، بل أكثر من ذلك، فهى تدعم المستبدين ووفية لمصالحهم . ولك أن تستمع إلى الخطاب المخادع الذى يتقيأه قادة الولاياتالمتحدة السياسيين وخدمهم فى مجموعة السياسة الخارجية عندما يأتى وقت الطعن فى الأنظمة المعارضة للولايات المتحدة فى وسورية وإيران بأن الولاياتالمتحدة وحلفاءها فى الناتو يعارضون هذه الأنظمة حرصا على الديمقراطية وحقوق الإنسان. ليتبين لك مدى زيفه وغروره بشكل صارخ جدًا. * نقلاً عن الجارديان