يصاب شخص واحد على الأقل من بين 10 آلاف شخص سنويا بمرض الفصام. وهو مرض عقلي خطير يجعل صاحبه يسمع أصواتا في داخله تؤثر عليه وعلى سلوكه. غير أن هذا المرض قابل للعلاج عبر أدوية تساعد على التخلص من تلك الوساوس. ولبحث تأثير الثقافة على أعراض مرض الفصام، قامت تانيا نورمان وزملاؤها في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا باستجواب 20 شخصا مصابا بهذا المرض من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالهندوغانا، حسب ما جاء في موقع شبيجل أونلاين. وسجل الباحثون أنواع الأصوات المختلفة التي يسمعها الفصاميون ومدى تكرارها. وأعاد الأمريكيون سبب الإصابة بالمرض إلى تعرض المريض لصدمة أو لأسباب وراثية. كما أن الأصوات التي يسمعونها كانت أكثر وحشية وعدوانية من تلك التي يسمعها المصابون بنفس المرض في غانا أو الهند. علاوة على ذلك أكد خمسة مرضى من العشرين الذين شملهم الاستجواب على أنهم يسمعون أصواتا تدعوهم إلى الحرب، لكنهم يعجزون عن تحديد الجهة التي توسوس لهم بذلك. أما في الهندوغانا فتوجد علاقة شخصية جدا بين المصابين بمرض الفصام والأصوات التي يسمعونها. ويؤكد ذلك 11 مريضا من بين 20 مريضا من هذه الدول شاركوا في الدراسة: ويعتقد هؤلاء أنهم يسمعون أقاربهم يتحدثون إليهم. ويصف أحد المرضى ذلك بقوله "إنهم يتحدثون إلينا وكأنهم كبار يقدمون نصيحة لآخر صغير". أما فئة أخرى من المرضى، فتنظر إلى تلك الأصوات على أنها نوع من اللعب أو السحر، وفقط نسبة قليلة من المرضى تعتبر الفصام مشكلة أو مرض عقلي. وانطلاقا من هذه الدراسة، التي نشرها موقع شبيجل أونلاين، خلص الباحثون إلى أن الهلوسة التي يتعرض لها المصابون بالفصام تختلف في مضمونها باختلاف ثقافة المريض وبيئته. كما أن النظرة إلى المرض في حد ذاته تختلف من مجتمع إلى آخر. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل