كل عام يسقط فى مصر نحو 30 ألف مواطن ما بين قتيل ومصاب بسبب حوادث الطرق والقطارات أما الخسائر المادية فى العام الواحد، فتكفى لإصلاح حال السكة الحديد,بالكامل، وتشير التقارير الي أن 70% من حوادث القطارات بسبب العنصر البشرى, الذي يتركز في كابينة القيادة والسيمافورات والتحويلات. وهذا ما دفعنا لتساؤلات كثيرة منها كيف يسير القطار؟ وماذا يدور داخل الكابينة؟ وكيف يتعرف سائق القطار على الطريق؟ ومتى يسرع؟ ومتى يخفف السرعة؟ واسئلة اخرى كثيرة حاولنا التوصل لاجابات عليها من خلال رحلة مع سائق القطار بدأ الريس عاطف فى تحريك ذراع السرعة مع ذراع الفرامل، وتحرك القطار بسرعة مضبوطة لعدة امتار، حتى رأى السيمافور به اشارة حمراء، فبدأ يخفف السرعة وسألت الريس عاطف عن وظيفة السيمافور فقال لى إنه عامود من الحديد موجود عند كل مزلقان، وبه ذراعان كبيرتان وهو متصل بغرفة التحويلات المتواجدة على جانب المزلقان . واوضح الريس عاطف ان الذراعين تعرفان السائق أن كان الطريق مفتوح امامه ام لا , فلو كانتا لأعلى يكون الطريق مغلقا والعكس عندما تكونان لاسفل . وقبل السيمافور توجد اشارتان الاولى حمراء وتعنى التوقف والاخرى خضراء او صفراء وتعنى السير , وبدأ السائق فى زيادة السرعة تدريجيا واثناء السير وعلى مقربة من مزلقان، لفت انتباهى الى لافتة بها رمز «بوق» وتعنى اطلاق صافرة انذار , وبجانب المزلقانات توجد غرف صغيرة اضاءة صفراء وظيفتها إعلام السائق بأن التحويل الذى يسير عليه القطار صحيح ، وعلى بعد 500 متر توجد لافتة تعلم السائق بأنه على وشك الدخول لمحطة، وقالى لى الرئيس عاطف ان السائق يقضى مدة سبع سنوات فى وظيفة مساعد , ليتعلم القيادة، ويتعرف على الاماكن ولا يكون قائد قطار الا بعد قضاء تلك المدة، واكتساب الخبرات اللازمة والتى خلالها يتعرف على الاماكن التى يجب عليه فيها تهدئة السرعة او السير بسرعات محددة ، وعرفت من الريس عاطف ان اقصى سرعة للقطار 120 كيلو فى الساعة، ولا يمكن بلوغها وان السرعة المحددة لهم تتراوح بين 60 و80 كيلو مترا فى الساعة، استوقفنى لحظات مدى صعوبة المهمة فحسبما رأيت هي وظيفة شاقة بالفعل، ودفعنى ذلك لسؤال السائق عن الراتب فقال : للسائق راتب اساسي يزيد مع الحوافز والبدلات واهم البدلات بدل الحوادث , وشرط حصول السائق عليها العودة بالقطار سالما فضلا عن مكافأة 500 جنيه للسائق للمسافات الزائدة .. سألت الريس عاطف عن سر عدم وجود اى حمامات فى القطار، فأجاب ان للسائق ربع ساعة فى كل محطة، ويمكنه ابلاغ الوحدات المنتشرة على المزلقانات بإشارة توقف وذلك لقضاء حاجته ! وفى وسط الطريق استقبل جهاز الاشارة اشارة حمراء فهدأ الريس عاطف من السير حتى وصل الى غرفة التحويلات فأعطته الغرفة اشارة فهمت منه انها اشارة تعنى ان هناك قطارا عالقا بالطريق وعليه الانتظار ولفت انتباهى الى ان ذراع السيمافور متجه الى اعلى . استغرقنا فى الانتظار دقائق معدودة بعدها اضاءت الاشارة الخضراء ، واتجهت ذراع السيمافور الى اسفل فتحرك القطار، وكانت مهمة مساعد السائق طوال الرحلة إعداد الشاى فى كابينة القيادة الى جانب مساعدة السائق فى رؤية الطريق . و اجمل ما سمعته من السائق والمساعد هو ان نظر المساعد لابد وان يكون 6/6 اى مثل الطيار خاصة أنه يكون على اتم الاستعداد لقيادة القطار بنفسه فى حالة شعور السائق بالتعب او الارهاق .