«تموت الحرة ولا تأكل بثدييها» ولكن جماعة الإخوان المسلمين،لا تأبه كثيرا بهذه القاعدة الأخلاقية، ربما لاعتناقها الفكر الميكافيللى، وشعاره الخالد:«الغاية تبرر الوسيلة»،فمن أجل المرور إلى أهدافها، وتحقيق أطماعها،لا تخجل من أن تدهس جميع الاعتبارات الوطنية. فالجماعة التى كانت تهدد وتتوعد إسرائيل،يوما ما،وتدعوعليها فى صلواتها،أن يمزق الله شملها،أصبحت طرفا فى محور يضمها مع دولة الكيان الصهيونى،ودويلة قطر الباحثة عن دور، بدأت تحققه فى زمن «مرسى والذين معه». وفى التفاصيل.. اعترافات تسيبي ليفنى بتمويل قطر لحملة نتنياهو الانتخابية اثارت مخاوف بين الاوساط السياسية المصرية، بسبب التقارب المثير بين جماعة الاخوان وساسة قطر الرسميين، خاصة ان البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية قد تشهد دورا كبيرا للمال القطرى، في تحديد ملامح العمل السياسي بالقاهرة، خلال الفترة المقبلة. كانت تسيبى ليفني -وزيرة خارجية اسرائيل السابقة- اعترفت في تصريحات خاصة للقناة الاولى الاسرائيلية «مؤخرا» بأن أمير قطر مول الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو، وحركة اسرائيل بيتنا. وقالت : ان الاموال التي تلقاها نتنياهو من امير قطربلغت ثلاثة ملايين دولار، بينما حصلت حركة «اسرائيل بيتنا» علي مليون ونصف المليون دولار، واشارت الي ان مفاوضات سرية جرت بين حماس والاسرائيليين بالدوحة في حضور وزير خارجية قطر. يأتي الاعتراف الاسرائيلى فى وقت تراقب فيه الاوساط السياسية في مصر، ماتحمله الايام القادمة بعد اقرار قانون الانتخابات الجديد ومطالبات المعارضة بتجريم عمليات الإنفاق المبالغ فيها، فى اشارة واضحة الى مخاوف قيادات جبهة الانقاذ من اختراق قطرى، بات واضحا اصرار جماعة الاخوان عليه، باستسلامهم للدوحة بشكل مهين. فى سياق ذلك..اعربت مصادر سياسية ل فيتو عن قلقها من الربط بين تمويل الحملة الانتخابية لبنيامين نتنياهووتمويل الحملات الانتخابية لجماعة الاخوان المسلمين في مصر من جانب قطر، وماتناولته وسائل الاعلام حول تمويل انتخابات مرسي رئيسا. وقالت المصادر إن تصريحات «ليفنى» أكدت بشكل قاطع الشكوك التى تحيط بالدور القطرى فى المنطقة، ويفضح العلاقة غير المشروعة بين إسرائيل وجماعة الإخوان المسلمين. من جانبه قال الدكتور عماد جاد -خبير الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- ل«فيتو»: إن دعم أمير قطر لحملة بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلى- فى انتخابات الكنيست يواكب محاولات قطر لتجسيد دور إقليمى فى المنطقة، مشيرا إلى أن العلاقات بين أمير قطر وإسرائيل قوية، فالأول له قصر هناك ودأب على الذهاب إلى اسرائيل، كما إن إسرائيل لها مكتب تمثيل تجارى فى الدوحة. وأضاف أن قطر تلعب الآن دورا استراتيجيا أكبر من وزنها عشرات المرات، امتد لاسرائيل فى الوقت الذى لا تستطيع مصر فيه معارضتها، لأنها تتحكم فى الشئون الداخلية المصرية، مقابل دعمها لنظام الإخوان، حتى وصل الأمر لطمع قطر فى شراء قناة السويس من خلال مشروع الصكوك السيادية،الذى يمكن وصفه بأنه «مؤامرة لتخريب مصر». وأكد«جاد» على أن مصر الان أضعف من أن تواجه قطر أو تقف أمامها، مرجحا احتمالية وصول الدعم القطرى لانتخابات البرلمان المقبلة. وبعتقد الدكتورمحمد قدرى سعيد -رئيس وحدة الشئون العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن الدوحة تهدف من وضع مالها فى خدمة إسرائيل، إلى إتمام المصالحة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، وهوما سيدعم تواجد قطر إقليميا ودوليا إذا نجحت فى هذه الخطوة، لأنه سيضعها فى عالم الكبار، خاصة بعد تواجد فلسطين فى الأممالمتحدة، وهو ما يسهل مهمة قطر، وبالتالى يتراجع دور مصر الإقليمى بشكل كبير. وأشار إلى أن قطر لا تضع أموالها فى مكان إلا بعد تأكدها من أن لها مصلحة بتلك الدولة، ليست بالضرورة مصلحة مالية، وإنما علاقات سياسية. وأضاف"قدرى" أن القانون لدينا يمنع دخول أموال خارجية فى الانتخابات البرلمانية، ولكن فى زمن الإخوان،"كل شيْ وارد" لا سيما ان الجماعة تريد تحقيق أغلبية برلمانية كاسحة، تضمن لها نفوذا مطردا فى التحكم فى جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية،لأنه لا يشغلها إلا نفسها،أما الأبعاد الوطنية،فلا وجود لها فى قاموسهاالسياسى والأخلاق.