سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية: نسعى للتواصل مع «حماس» للتهدئة ولسنا طرفا في «حصار غزة».. واشنطن لم تعلم ب«المبادرة المصرية» قبل طرحها.. لا صحة لوجود 40 ألف محتجز في بلادنا.. ولم نهتم بأفريقيا منذ «حادث أديس أبابا»
كشف وزير الخارجية، سامح شكري، أن مصر تسعى للتواصل مع حركة «حماس» الفلسطينية عبر عناصر قيادية، لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرا إلى أنه تم التشاور مع كل الأطراف العربية والأوربية قبل إعلان مبادرة وقف إطلاق النار. وقال «شكري»، خلال حفل الإفطار الذي أقامه لرؤساء تحرير الصحف الحكومية والخاصة والحزبية، اليوم الخميس، إن «العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني أقدم من كل التيارات، ومهما حدث فإن دورنا تاريخي ومحوري ولابد أن نساهم في رفع المعاناة عن شعبنا في غزة» وأكد وزير الخارجية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تكن تعلم بالمبادرة المصرية الخاصة لوقف إطلاق النار، إلا بعد نشرها، لافتا إلى أنه تم التواصل مع الجانب الإسرائيلى والفلسطينى قبل طرح تلك المبادرة. وأوضح «شكري»، أن الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها ليست لها شروط، لكن لها مطالب محددة وواضحة، نافيا ما يتردد حول أن مصر طرفا في حصار قطاع غزة، مؤكدا أن إغلاق معبر رفح يرتبط دوما بإجراءات أمنية. كانت مصر وضعت مبادرة لوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل نصت على أن: «تستقبل القاهرة وفودا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية للتباحث بشأن تثبيت وقف التهدئة، على أن تجرى المباحثات مع كل طرف بشكل منفصل، وكذلك تضمنت المبادرة أن يتم فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض». في سياق آخر، قال «شكري»، إن الإعلام الغربي يتعامل مع ما يحدث في مصر وفقا ل«معلومات مغلوطة»، مؤكدا أن «الإعلام الغربي يتناقل معلومات حول وجود 40 ألف محتجز في مصر، ونتحدى من يقرر لنا مصدر هذه المعلومة». وأشار إلى أن «استعادة الاستقرار ومقومات الدولة هو الرد البليغ والمنطقي على الحملة الموجهة ضد مصر». وعن العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال: «العلاقات المصرية الأمريكية تعرضت لأزمات طوال تاريخها، ولكنها لم تنقطع في يوم من الأيام، وعلاقاتنا قائمة على مصالحنا والاحترام المتبادل بيننا»، مؤكدا أنه لا يمكن إغفال واشنطن عند الحديث عن قضية الشرق الأوسط. وأضاف: «التقارب المصري الأمريكي لا يزال تحكمه رؤى من الشد والجذب بين دوائر ومصالح في الداخل الأمريكي، والثبات على مواقفنا ووضوح الرؤية يؤديان إلى تقارب مصري أمريكي أكثر قدرة على التواصل». وفي الشأن الأفريقي، قال وزير الخارجية، إنه على مدى العقود الأربعة الأخيرة لم تعط مصر لأفريقيا اهتماما كافيا، مشيرا إلى أن «حادث أديس أبابا كان مقدمة لإهمال مصر للقارة السمراء». وأضاف: «عزوف الرئيس الأسبق حسني مبارك، عن التواصل مع دول أفريقيا وعدم تواصلنا المباشر معها كان سببا رئيسيا في جفاء العلاقات». وأكد «شكري» أن هناك دولا كبرى وصلت إلى أفريقيا في الوقت الذي خرجت فيها مصر منها متجهة إلى الشمال، متصورة أن ذلك يحقق أهدافها. وقال: «الحقائق تؤكد أن العمق الأفريقي هو الأهم ويكفي أن يكون الرأي العام المصري كان دوما أكثر وعيا بأهمية الملف الأفريقي». وأكد وزير الخارجية أن عودة مصر للاتحاد الأفريقي خطوة مهمة، مضيفا: «سنبذل جهودا دبلوماسية لإقامة بعثات دبلوماسية بأفريقيا تواكبا مع العودة للعمق الأفريقي». وتابع: «نتجه حاليا لإنشاء مقار لسفاراتنا في أفريقيا توفيرا للنفقات، خاصة أننا لدينا أراض مخصصة لإنشاء السفارات لم تستغل حتى الآن». وعن أزمة سد النهضة، قال «شكري»، إن مصر تناقش ملف سد النهضة بعقلانية، ووفق ما يمكن تحقيقه من مصالح مشتركة، والتعامل بواقعية حول كيف يمكن للجانب الإثيوبي أن يكون إيجابيا بعدم المساس بحق مصر التاريخي في المياه. وأضاف: «من المهم أن يكون التناول الإعلامي المصري واقعيا وعقلانيا حرصا على الرأي العام، وخوفا من تحولنا إلى إدارة الرأي العام بدلا من إدارة ملف التفاوض».