دكتور كامل عبدالجواد، هو المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية بالجيزة والقيادى فى حزب الوطن، والذى أكد فى حواره ل"فيتو"، أن قرار الرئاسة بإقالة د. خالد علم الدين مستشار الرئيس لشئون البيئة لم يكن له أى أبعاد سياسية، مشيرا إلى أن تأخر بيان الرئاسة لمدة ثلاثة أيام أثار اللغط والبلبلة بين جموع الشعب المصرى، وفى الوقت نفسه انتقد أداء "جبهة الإنقاذ الوطنى"، واتهمها بأنها "جبهة خراب"، مشددا على أنها تحرض على العنف فى الشارع المصرى، ورفض دعوات بعض قيادات أحزاب تيار الإسلام السياسى التى تدعو الرئيس لاستخدام العنف ضد المتظاهرين، مؤكدا أن أداء الشيوخ المحسوبين على التيار الإسلامى مثل الشيخ أبوإسلام والشيخ عبدالله بدر والشيخ صفوت حجازى غير موفق، ويسىء للإسلاميين، وطالبهم بأن يسألوا أنفسهم عن مدى تأثير تصريحاتهم وفتاويهم على الشعب المصرى.. إلى نص الحوار: -كيف ترى قرار الرئاسة بإقالة مستشار الرئيس د. خالد علم الدين، وهل تعتقد أن هذا القرار له أبعاد سياسية؟ أولا: لابد من المصارحة والمكاشفة، فهذا الرجل كان يعمل من أجل الشعب، فلابد أن يعلم الشعب الحقيقة، وكان لابد ألا يتأخر البيان لمدة ثلاثة أيام، لأن تأخيره أثار بلبلة وفتنة، وعلى "علم الدين" أن يتقى الله ولا يتباكى، بل يصمد فإن كان محقا فليظهر رده، لا أن يبكى، فهذا الفعل ليس من شيم الرجال، والرئاسة لابد أن تظهر الأسباب، وهو لابد أن يتكلم بما يعلم، وأنا أقول لعلم الدين أنت فى الكادر الجامعى، وعليك أن تفخر بذلك، وإن كنت أعيب عليك رفضك للمنصب الوطنى من قبل ك "وزير"، فدائرة الوطن أولى وأشمل وأوجب من أى دائرة أخرى، وأقول للمحرضين الزموا العقل والحكمة، ودعوا التعصب المقيت والحزبية البغيضة التى ستودى إلى هلاك الأمة كلها، فلا أظن أن إقالة علم الدين تمت لأسباب سياسية. -وكيف ترى أداء جبهة الإنقاذ الوطنى؟ لابد أن يكون لجبهة الإنقاذ من اسمها نصيب، فجبهة الإنقاذ تتصرف وكأن معها توكيل رسمى من الشعب المصرى، وللأسف جبهة الإنقاذ هى جبهة خراب، والمتابع الجيد لتصريحات جبهة الإنقاذ المصرى يرى أنها تطلب حوارا بشروط مسبقة، وهذا غريب، وفى تقديرى أنها ليست جادة، بل آراها محرضة للشعب المصرى على العنف، ولم تقدم حتى الآن أى حلول، ودائما ما تثير المشاكل والقلاقل فى البلاد، بل آراهم محرضة، وحينما يسقط بعض الشباب المتظاهرين، سواء أمام قصرالاتحادية أو فى أحد ميادين المحافظات لا نجد أيا من قيادات جبهة الإنقاذ موجودًا بينهم، ولم يسبق أن رأينا حمدين صباحى أو عمرو موسى أو البرادعى أو أحد أبنائهم، فأعضاء جبهة الإنقاذ يستغلون الأحداث لحسابهم الخاص ويستثمرونها لتحقيق مكاسب سياسية على حساب دماء المصريين. -هل تعتقد أن أعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى لها دور فى تصاعد العنف فى التظاهرات؟ بالتأكيد لهم دور رئيسى فى تصاعد أعمال العنف فى القاهرة والمحافظات، من خلال تصريحاتهم التحريضية للمواطنين -وكيف ترى دعوات البعض من المعارضين بتنحى الرئيس مرسى؟ أرفض هذه الدعوات الباطلة وغير المشروعة، فالرئيس محمد مرسى جاء بالطريق الديمقراطى فى فترة صعبة جدا، ونحن قبلنا بآليات الديمقراطىة، وعلينا أن نسلم بها، وهى التى أتت بالرئيس محمد مرسى، ويجب ألا تكون الديمقراطية "صنم عجوة" نأكلها وقتما نريد، وعلى من يرغب فى إسقاط الرئيس أن يسقطه، لكن بأسلوب ديمقراطى، وللأسف هناك خطة ممنهجة لإسقاط الدولة وليس الرئيس، والمشكلة ليست فى الإخوان، بل المشكلة فى أن تسقط الدولة، وللأسف يسعى البعض لاستغلال بعض الحوادث للمزايدات السياسية، كره البعض فى أعمال الإخوان لمصلحة مصر. -وما تعليقك على اختطاف بعض النشطاء السياسيين المعارضين للرئيس، وعودتهم جثث بلا حراك؟ الوحيد من النشطاء السياسيين الذى اختطف هو محمد الجندى فقط، وأنا شخصيا لا أؤيد عمليات اختطاف النشطاء السياسيين، ولابد من المكاشفة والمصارحة، والاختطاف تصرف مرفوض والفكر لا يواجه إلا بالفكر. -وبماذا تنصح الرئيس مرسى لإنهاء حالة الانقسام، فى ظل الصراع الذى تشهده مصر بين المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين؟ الآن لابد على الرئيس محمد مرسى أن يحتوى الجميع، بمعنى الاستعانة بكل أهل الخبرة والكفاءة والعطاء، وأن يشارك جميع طوائف الشعب، ولا يتم توزيع الحقائب الوزارية على أساس فكرة المحاصصة، وعلى الرئيس ألا يستعين فقط بأهل الثقة، بل بأهل الخبرة، ولا بد من إنهاء حالة الإقصاء أو التهميش. -وما رأيك فى كثرة الفتاوى التى يطلقها بعض الشيوخ بقتل المتظاهرين المعارضين للرئيس، وهل توافق على فتوى الشيخ محمود شعبان بقتل قادة جبهة الإنقاذ؟ أرفض مثل هذه الفتاوى التى تزيد الفوضى فى البلاد، وهذا الأسلوب مرفوض، ولابد أن يتحمل الجميع المسئولية، ود. محمود شعبان خرج وقال، إنه لم يفت بقتل أعضاء جبهة الإنقاذ، وأنا أقول له أنت لم تفت تصريحا، لكنك أفتيت تلميحا، وهذا أمر مرفوض، والبلد فى حاجة إلى الأقوال والفتاوى التى تصدر من الحكيم المتزن، لأن حالة الانقسام الموجودة الآن خطر جدا، ولسنا فى حاجة لمثل هذه الفتاوى، خاصة فى هذه الفترة. -وهل تعتقد أن "جبهة الضمير" التى دشنها سياسيون إسلاميون أنشئت لمواجهة جبهة الإنقاذ الوطنى؟ هذا السؤال يوجه لهم، لكننا نطالب الجميع بأن يكون لهم مساهمة فى إنهاء الأزمة الراهنة، والعمل على إنهاء حالة الانقسام التى يعيشها المصريون. -وما رأيك فى أداء جبهة الضمير؟ هذه جبهة حديثة ولم تفعل شيئًا، لكن التصريحات التى تصدر منهم معقولة. -وكيف ترى تصريحات بعض قيادات تيارات الإسلام السياسى التى تطالب الرئيس باستخدام العنف ضد المتظاهرين؟ هذه التصريحات نرفضها تماما، ونقول لا بد من استخدام الحزم بما يتوافق مع القانون والحق والعدل، وبجانب كل ذلك أن يؤخذ فى الحسبان – كمثال - نطالب بعودة الشرطة المصرية، لكن لا تعود على دماء المصريين. -وما رأيك فى دعوات العصيان المدنى التى دعا لها ألتراس المصرى فى بورسعيد، وهل هذه الدعوات قد تضر بالاقتصاد المصرى؟ هذه دعوات غير مسئولة، ومصدرها لا يقدر المسئولية الوطنية، والاقتصاد المصرى يمر بمرحلة حرجة ومنعطف خطير، الاقتصاد المصرى الآن فى التصنيف الإنمائى "B-"، والمرحلة القادمة "C+"، هذا معناها اقتصاد غير متعافى فى مناخ غير قابل للاستقرار، وتوقيت مثل هذه الدعوات غير مناسب. -وما رأى الدعوة السلفية فى أداء بعض من بالقنوات الفضائية، خاصة الشيخ أبوإسلام والشيخ عبدالله بدر والشيخ صفوت حجازى؟ بعد الحلقات التى شاهدتها للشيخ محمود شعبان أو أبوإسلام أحمد عبدالله، أقول لهم: "نقطة من أول السطر، قف للتفتيش، شوف إنت بتقول إيه وشوف مدلول ما تقوله للشعب"، فبعض التصريحات من شيوخ الفضائيات غير مقبولة على الإطلاق، والدعوة تكون بالموعظة الحسنة. -وكيف ترى الحوار الذى جرى بين كل من د. محمد سعد الكتاتنى ود. محمد البرادعى، وهل تعتقد أنه حوار إيجابى؟ نعيب على الطرفين أن هذا اللقاء كان متأخرا جدا، ثانيا إحاطة اللقاء بالسرية والكتمان أمر غريب جدا، ومن حق الشعب المصرى أن يعرف ماذا يجرى، والأمر كأنه يسير للبحث عن مصلحة شخصية، وليس لمصلحة مصر. -وهل ترحب الدعوة السلفية بتطبيق حالة الطوارئ، فى ظل تصاعد أحداث العنف بين المصريين؟ نحن نطالب بتفعيل القانون وتطبيق العدالة، مع الحفاظ على كرامة المصريين، نحن مع تطبيق القانون، لكن دون المساس بكرامة المصريين. -وما رأيك فيما تردد فى الفترة الأخيرة عن وضع بعض رموز المعارضة للرئيس على قائمة اغتيالات من قبل أتباع تيار الإسلام السياسى؟ أولا، أنا شخصيا أرفض الاغتيال، ثانيا منتصر الزيات يمكن سؤاله عن هذا التصريح، إن كان قد أصدره فعلا، وهناك مراجعات تمت من قبل، والجميع يلتزم بها. -أخيرا: هل أدى اشتغال السلفيين فى السياسة إلى التقليل من دورهم الدعوى؟ طبعا، وهذا أمر طبيعى، لأنه لم يكن أحد من السلفيين يمارس السياسة من قبل، والإسلاميون كغيرهم من المصريين.