أكد الشيخ عادل نصر عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ومسئول قطاع الصعيد بالدعوة، أن فتاوى قتل أعضاء جبهة الإنقاذ ومعارضى الرئيس محمد مرسى مرفوضة تماماً، داعياً الجميع للتعبير على رأيه بصورة سلمية والعمل لصالح البلاد، مؤكداً أن الحكم على الناس له ضوابطه، ومن ثم فإن فتاوى القتل أو التكفير لا يقرها الدين. وقال فى حوار ل«الوطن»: إن المصلحة العامة تقتضى تحديد العلماء الذين يفتون، وينبغى أن ترد الفتاوى لأهلها من العلماء الذين لهم قدم راسخة فى العلم الشرعى ومشهود لهم بالتأصيل، ودعا الرئيس مرسى لتنفيذ وعوده وبرنامجه الانتخابى برفض المد الشيعى. * كيف ترى فتاوى قتل أعضاء جبهة الإنقاذ ومعارضى الرئيس مرسى؟ - تلك الفتاوى مرفوضة تماماً ولا نقبلها وندعو الجميع للتعبير عن رأيه بصورة سلمية والعمل لصالح البلاد، فالحكم على الناس له ضوابطه، فتاوى القتل أو التكفير لا يقرها الدين، لأن هذه المسائل لها ضوابطها الشرعية والتسرع فى التكفير خطأ كبير، فعلماء أهل السنة حريصون على الضوابط المشددة والصارمة التى توضع فى هذا الباب، كما أن الشريعة تشددت فى سفك الدماء. * لكن صاحب هذه الفتوى الشاذة قال إنه اعتمد على الأصول الشرعية التى تبيح ذلك؟ - لا أدرى أى أصول شرعية تبيح ذلك، وهذا الكلام نرفضه ولا ينبغى أن يتوسع الناس فى التكفير أو إباحة الدماء، لأن الشريعة شددت فيهما، وينبغى الالتزام بضوابطها، ولا توجد فتاوى تبيح الدماء لأن لها شروطها وضوابطها. * هل تعتقد أن تلك الفتاوى قد تؤدى لاغتيالات سياسية؟ - لا أعتقد ذلك.. والعلماء المعتمدون فى مصر لا يقولون مثل هذا الكلام، ومشايخ الدعوة السلفية يدعون أصحاب تلك الفتاوى لإمساك لسانهم وعدم التسرع فى تلك الأقوال، والسلفية بريئة منهم، لأن المنهج السلفى معروف بحرصه على صد التكفير ورفض إباحة الدماء، فنحن حاربنا من قبل المتشددين، ومن يبيحون الدماء المحرمة، وأطالب العلماء بعدم السكوت على مثل تلك الفتاوى، ويجب أن يبينوا خطأ أصحابها للناس ويطالبوهم بعدم التحدث فى مثل تلك الأمور. * هل معنى ذلك اقتصار الإفتاء على الأزهر وعلماء السلف المشهود لهم؟ - قد تقتضى المصلحة تحديد العلماء الذين يفتون، فالعلماء الذين لهم الأهلية فى هذا معروفون، وينبغى أن ترد الفتاوى لأهلها من العلماء الذين لهم قدم راسخة فى العلم الشرعى ومشهود لهم بالتأصيل. * ماذا عن القنوات الفضائية التى تذيع مثل تلك الأقوال التى تشوه الإسلام؟ - أطالب القنوات الفضائية بتحرى الدقة فيما يصدر على شاشاتها وبرامجها، وأن تأتى بالعلماء الذين يوصلون رسالة الإسلام الصحيحة، بعيداً عن الاندفاع والتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا أعتقد أن تلك الأفعال تشوه التيار الإسلامى فمن لا ينضبط فى فتواه لا يسىء إلا لنفسه فقط، وعلماء الإسلام منضبطون ولا يقرون بخطأ من أحد، فنحن ندور مع الحق فى أى مدار، وعلماء الدعوة الربانية لا يقفون على خطأ، والناس تقف وراء العلماء الأكابر. * ما حكم البلطجة والخراب فى الأرض؟ - لا شك أن من يقطع الطرق ويعرقل حياة الناس ويحرق ويدمر ويخرب يطبق عليه الحد، لكن من خلال سن قانون «الحرابة»، الذى يتولى وضع شروطه وضوابطه العلماء، حتى نضمن تطبيقه بصورة صحيحة، ثم تطبقه الشرطة والقضاء بالضوابط وليس لأى أحد أن يقيم حداً، لكن ذلك يكون من خلال سلطات الدولة فقط. * كيف ترى المشهد السياسى الحالى؟ - فى الحقيقة، نحن نشهد حالة قاتمة فى الحياة السياسية، وأدعو الجميع للعمل على مصلحة مصر والخروج من عنق الزجاجة، وأن نرتضى بالآلية التى ارتضيناها للتحاكم بيننا وهى «الديمقراطية والصندوق»، وأن نبتعد عن التخوين والتكفير والعنف وغيرها وننأى عن تلك اللغة ولغتنا تكون الحوار البناء الذى يصل بنا للشاطئ الآخر. * ماذا عن التقارب الإيرانى المصرى؟ - سبق وحذرنا كثيراً من نشر التشيع فى مصر، ونذكر الدكتور مرسى ببرنامجه الانتخابى الذى أقر فيه برفض المد الشيعى لأنه خطر على مصر والأمن القومى للبلاد وعلى المسلمين، ونرفض فتح الثغرات فى هذا الباب. * ماذا عن فتح سياحة العتبات المقدسة فى مصر؟ - دعوات زيارة العتبات المقدسة «جريمة نكراء»، ولا يجوز بأى حال فعل ذلك، لأنها ستفتح باب شر على الأمن القومى المصرى لا يقل خطورة عن إسرائيل، فإيران تحارب السنة وأياديهم ملطخة بدماء سوريا والعراق وغيرهما، وتلك الدعوات مرفوضة لأنها تفتح بابا لن يسُد نهائياً وسنقف فى وجهها بكل قوة. * ماذا عن تظاهرات أمس، والمطالبة برحيل الرئيس مرسى؟ - الرئيس مرسى هو الرئيس الشرعى للبلاد، ومن يدعو لغير ذلك مرفوض، لأنه جاء بالانتخابات، والمطالبة بإسقاطه تعنى دخول الدولة فى فوضى، والحاكم الذين سيليه سيتعرض لنفس الأمر، لذلك يجب اللجوء للصندوق.