السقا مات

السقّا مات ولا ما ماتشى
شايِل على ضَهرُه المَحنى قِربة ميّة
ويخُش بيوت في حوارى مَدفونة تَحت الأرض
تِحلَم بالشمس تيجى تزورها وتشوف نورها
شبابيك بِتسلّّم ع الحارة
تِِسرَق أسرار القاعدين ع القهوة
وتشارِك في رصيف حاضِن نُصّ السِّكة
والنُص التانى للجعانين
والقِربة اللى بتدخُل بيت الغلبان وتبوس الزير
في الرُكن المزوى ف آخر الحوش
هيّاها القِربة تخش لقصر السُلطان
وبتسقى أكابِر ومَعالى
ورُتب وعروش
وبتِملا كروش من فيض خيرك
شبابيك عالية
لامسة نجوم السما بإديها
وتمسّى عليها القمراية
وتزورها الشمس
والسقا وضهره هلال مقووس
لسَّاه بيشيل قِرب الميّة
ويروح للنيل
يِِملا يوماتى
مالَك يا عجوز... ؟
طول عُمرَك جار وجاى بالخير
لينا ولِلغير
شاقِق في الأرض الطّين والرّمل
طريق.... أخضر
حاضِن سما أرضَك ونجومها
متغَطّى بقَمرة ليل العشاق
حكاويهم غَرقانة ف جوفك
أسرارهُم
مَحفورة ف ضلّة صِفصاف
صوتها ف حَضنَك..
وهموم الناس
دايبة بتِجرى
وانت الحمّال..وانت الشاهِد
وانت العاشِق
مليان إحساس
شيبتَك
ليه بايتة على شطوطَك ؟
بتعِدّ اليوم اللى يفوتَك
وولادك واقفين عاصيينك
مستنيين..لحظة موتَك
أنا ضَهرى يموت
لجلن ما أعيش
كُنت استقوى بعِزّ شَبابَك
على ضَعف ايّامى
وهمومى بفضيها ف قَلبَك
واملا الشّهد اسقيه للناس
وانا باشرب مُرّ
وبردو سعيد
ليه دلوقتى باحِسّ أن انتَ
زيّى...عَجوز
فضفَض مرة وطلّع هَمّك
نشِّّف ريق مِن نَشِّّف ريقَك
زوّد هَمّك0... وصَبَغ غمّك
ولا أقولك......؟
يِظهر شِبنا انا وانت يا صاحبى
لا انا قادر على شيل القِربة
ولا حتى الكوز
وانت يا صاحبى ناكرين خيرك
مَزّعوا أحشاءك يا عجوز
خُدنى ف حُضنَك
نام وارتاح
يِمكِن نلقى ف موتنا بَراح
فََكّ القِِربة
رماها ع الشَّط
ودع كل السما والأرض
غَمَض عينُه
فَرَد دِراعاتُه
خَدُه بالحُضن
كروان سارِح
عَدّى وقال
أموات في احضان الأحياء
أحياء وبيِحضنوا أموات
ولا تعرف مين فيهم حى..؟
ولا تعرف مين الأموات
كل الناس بتعَدّى يوماتى
واللى يصَبّح واللى يمَسّى
واللى يقول يا اسمَر يا جَميل
دى حكاية واحدة م الحكايات
السّقّا اللى سقانا كتير
بقى واحِد ضِمن الأموات
النيل حَّى
هَيِفضَل يِجرى
والسقا هو اللى مات