زرت غزة بدعوة لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان الشباب والحرية الدولى للأفلام التسجيلية فى ديسمبر 2011، ولا أستطيع وصف سعادتى بدخول غزة ولقاء أهلها وهى الأمنية التى لم تتحقق إلا بعد ثورتنا العظيمة. وبعد انتهاء أعمال المهرجان تم تأجيل العودة لمصر يومًا من أجل لقاء إسماعيل هنية رئيس الوزراء بغزة الذى استقبلنا بحفاوة رائعة وتحدثنا فى كثير من الأمور إلى أن صارحته بما أزعجنى أثناء تجولى فى شوارع غزة الحبيبة خاصة عندما اصطحبنى المرافقون من شباب حماس إلى ساحة الاحتفال بذكرى تأسيس الحركة الذى كان سيحل بعد بضعة أيام، وشاهدت الاستعدادات للاحتفال، حيث رأيت أعلام حماس الخضراء ترفرف فى أرجاء الساحة وغياباً كاملاً للعلم الفلسطينى، وهو ما يتكرر فى أرجاء شوارع غزة، فصمت الرجل قليلًا ثم استدار موجهًا حديثه للشباب المرافقين قائلًا لهم ما دام ضيفنا قد لاحظ ذلك إذن هناك خطأ، فرد أحد الشباب المسئولين عن الاحتفال بأن ذلك من أجل عملية التزيين والديكور فأرض الساحة خضراء والأعلام خضراء، ليس أكثر. لم أرد عليه ووجهت حديثى إلى إسماعيل هنية، هل تقتنع معالى رئيس الوزراء بهذا الرد؟ فقال للشاب إنه يجب مراعاة ذلك وهى ملحوظة شديدة الأهمية. غادرت غزة اليوم التالى إلى مصر، وأثناء مشاهدتى للاحتفال فى التليفزيون لم أجد شيئًا قد تغير، فأعلام حماس وحدها ترفرف فى الساحة. هى تلك عقيدتهم، جماعتهم وحركتهم فقط لا الدولة ولا الوطن . واستمعت من بسطاء غزة عن الأدوية وألبان الأطفال التى تصل مساعدات لأهل غزة وتباع بالصيدليات بأسعار مرتفعة لأهالى غزة، وأن هناك أسعاراً خاصة لأعضاء حماس، ناهيك عن الكثير من المميزات لأعضاء حماس، بينما الآخرون يعيشون فى حالة متردية بسبب الفقر، وهم من يعانون حقيقة من الحصار، لا حكامهم من حركة حماس. وهى نتيجة طبيعية ما دام علم حماس أهم من علم فلسطين ومادامت الحركة أو الجماعة أهم من الوطن. حركة حماس جزء من التنظيم العالمى للإخوان المسلمين.