سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«مأساة بائعة خضار».. «زينب»: كافحت من أجل أولادها وأوصلتهم إلى بر الأمان ثم باعوها للزمن.. «أحمد» حصل على تربية إنجليزي.. والثاني خريج تجارة.. والأم: لا أتمنى سوى المعاش
ظللت طوال عمرى أبذل قصارى جهدى في تربية أبنائى وعانيت الكثير من أجل مستقبلهم حتى وصلوا لبر الأمان وبعدها باعونى وسافروا وتركونى أعانى ضجيج الحياة. « زينب السيد محمود » سيدة في العقد الخامس من عمرها لديها من الأبناء ثلاثة أحمد ومحمد وخليل وجميعهم تخرجوا في جامعة القاهرة، فالأول حصل على كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، والثانى تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية، والثالث تخرج في كلية التجارة. واستطردت أم أحمد قائلة، توفى زوجى فريد " أزرقى" منذ ثلاثين عامًا وكان يحلم بأن يرى أبناءه خريجى كليات القمة، وبعدها شعرت أنى مسئولة عن استكمال هذا الحلم وقررت أن أنزل سوق العمل، واتخذت من بيع الخضار نشاطا لى لكسب الرزق لكى أستطيع أن أسد احتياجات أولادى الذين كانوا جميعهم في المرحلة الابتدائية. وتصمت صاحبة الخمسين للحظات حتى أن تغرق عيناها بالدموع وبصوت منخفض تقول: "اتخذت من هذه الحجرة البيسطة التي لا يتعدى مساحتها الأربعة أمتار هذه مأوى لى فكنت أسهر الليالى بجوار أبنائى وهم يستذكرون دروسهم طوال الليل وفى فترة النهار أمارس نشاطى في بيع الخضار حتى يعودوا من مدارسهم وظللت على هذا المنوال سنوات حتى أن التحقوا بالكليات وتخرجوا ووصلوا لبر الأمان". وتستكمل بائعة الخضار حديثها قائلة: "بعد تخرج أبنائى في الكليات المختلفة شعرت بأن حلمى وحلم زوجى قد اكتمل ولكن سرعان ما هذا الشعور قد ينتهى حينما قرر أولادى مغادرتى بمفردى في الحياة وتركونى وذهبوا للبلاد المختلفة بحثًا عن الرزق وبالفعل ذهبوا ولن يفتكرونى منذ أعوام حتى ولو بجواب وكأننى لست أما ولى حقوق عليهم". وفى نهاية حديثها قالت: " ليس لدى حلم الآن سوى المعاش حتى أستطيع العيش في الحياة بعدما فقدت صحتى في تربية أبنائى والعمل في سوق الخضار ".