سعيت لاستكمال تعليمي ووصلت للصف السادس الابتدائي اهتميت بتربية ابنتي ، وعانيت في بداية تربيتها لأنه لا يوجد لدينا دخل أو مصدر رزق الشئون الاجتماعية خصصت لنا معاش شهري ، ولكن لا يكفي حرصت علي تربية ابنتي وتعليمها ، علي وجود مصدر الرغم من عدم رزق لجأت في العمل كبائعة ترابيزات ، وحصر وملابس ، والمنتجات السودانية سعيت لاستكمال ابنتي تعليمها بكلية الهندسة بجامعة أسيوط ، وتحويلها لهندسة أسوان ابنتي حصلت علي بكالوريوس الهندسة ، واتمني توفير فرصة عمل لها ، لأنها سبب حصولي علي الأم المثالية بعد مشوار طويل من الكفاح والتحدى لمواجهة مختلف صعوبات الحياة من أجل تربية أبنتها الوحيدة التى أصبحت "مهندسة" تفتخر بها أمام الجميع حصلت السيدة سميرة محمد أحمد يوسف علي لقب الأم المثالية عن محافظة أسوان والتي تبلغ من العمر 51 عاماًحيث أنها من مواليد عام 1963 بمدينة الرديسية بمركز ادفو شمال أسوان . وفي سبيل التعرف عن قصة كفاحها التقت "المسائية " بالأم المثالية للتعرف على قصتها التى توجت بنجاح وفرحة عوضتها عن تعب سنوات طويلة حيث بدأت عندما تزوجت في عام 1988 وبعد عام رزقت بابنتها "سلوى" وعندما بلغت عام ونصف من عمرها ترك زوجي المنزل وسافر ليعمل فى الخارج ولم تعلم عنه شئ حيث أنه تركنا دون دخل أو مصدر رزق يعيشون منه . وتروي " سميرة " قصة كفاحها حيث تقول أنها عندما كان عمر أبنتها عام ونصف ، قام زوجها بالتوجه إلي دولة السعودية للعمل هناك ، وقد انقطعت أخباره ، وهي كانت تعلم أنه موظف فى مجلس المدينة بمدينة قوص التابعة لمحافظة قنا ، وعندما توجهت إلى مكان عمله بعد اختفائه لاستخراج مفردات مرتب لتحصل على معاش علمت أنه مفصول من العمل . وتستطرد سميرة في رواية قصتها حيث تشير إلي أنه عندما التحقت أبنتي بالمدرسة لجأت إلى المحكمة للاستدلال علي زوجي ، ولكنني فشلت ، وقدمت فى الشئون الاجتماعية لاستخراج استمارة تثبت هجرة الزوج لها و عدم وجوده فى مصر لأنها ليس لديها وثيقة طلاق لتساعدها فى الحصول على معاش من التضامن الإجتماعى يعينها على تربية أبنتها. وقالت " سميرة " بأن التحريات التى أجرتها الشئون الإجتماعى أثبتت أنه لم يستدل على مكانه ولا تعلم هي وأبنتها أحد من عائلته لأن كل أشقاؤه كانوا متوفيين ، ثم صرفت لهم الشئون معاش شهري بدأ من 55 جنيه ، ثم وصل إلى 85 جنيه ، وتدريجياً أصبح 125 جنيهاً ثم 160 جنيهاً ، وبعدها 215 جنيهاً ، إلى أن وصل هذا العام إلى 315 جنيه . وأوضحت بأن ذلك المعاش لم يكفى احتياجاتهم كأسرة أو لتعليم أبنتها ، لذلك لجأت إلى العمل فى التجارة ببيع الترابيزات والحصر ثم الملابس ، وكانت تأخذ بضائعها من تاجر سوهاجي بنظام دفع المقدم ، وتقاسمه فى المكسب ، ثم لجأت لبيع المنتجات السودانية فى السوق السوداني بميناء السد العالى ، كما توجهت لبيع بضائعها فى مدينة الأقصر لتوفير ما يساعدها على تربية أبنتها وتعليمها . وتابعت " سميرة يوسف " بأنها كانت تترك أبنتها فى أوقات العمل مع والدتها لأنها تخاف عليها جداً ، ولم تستطيع أن تؤتمن أحد عليها ، ولكنها تتابع مواعيد عودتها من المدرسة وتجهز لها كل احتياجاتها لتجد الراحة فى المنزل عندما تعود من المدرسة حيث استمر ذلك لحين دخولها الكلية ، ثم عملت فى تجارة العطور التى اختتمت بها مشوارها ، لتتخرج أبنتها وحصلت على بكالوريوس هندسة اتصالات وأضافت الأم المثالية بأنها حاولت الالتحاق بفصول محو الأمية للحصول على الشهادة التى حرمت منها بسبب ظروف أسرتها ، لكنها وصلت إلى الصف السادس الأبتدائى لأنها فضلت دفع ثمن الدروس الخصوصية التى كانت تكلفتها 10 جنيها لاستكمال تعليمها لأبنتها"سلوى" . وعن أصعب المواقف التي واجهتها فى حياتها أوضحت سميرة بأنه عندما التحقت أبنتها بكلية الهندسة بجامعة أسيوط كانت معاناة حقيقية بالنسبة لها لتوفير سكن ، وخاصة أنها لا تعرف أحد فى تلك المحافظة ، كما واجهت تعنت من رئيسة المدينة الجامعية فى وقتها ورفضت التحاق أبنتها بها ، وظلت معها فى أسيوط حوالى أسبوعين يقيمون فى استراحة مقابل أجر مادى كان يشكل عبء إضافي عليها مما دفعها في التفكير لسحب أوراق أبنتها من الكلية والرجوع إلى أسوان مرة أخرى لأنها لم تستطيع دفع أجر لسكن خارجي . كما أنها لن تكون مطمئنة عليها خارج المدينة الجامعية ، وخلال هذه الأحداث ظهر لهم نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب أثناء تواجدهم بالمدينة وحل المشكلة ووفر سكن لأبنتها . وقالت سميرة أنها حاربت كثيراً من أجل الوصول بابنتها إلى بر الأمان وتسليحها بشهادة تعليم عالي من أحدى كليات القمة بالرغم من وقوف العديد من المحيطين بها فى وجهها لتخريج أبنتها من التعليم لعدم توافر الماديات ، ومنهم شقيقها الذى قاطعهم ولم يزور والدته التى تعيش معهم حتى لا يساعدهم بمبالغ مادية يعتقد أنها تساهم فى تعليم "سلوى" . ولكنها تحدت كل العقبات وظلت بجوارها وعندما قضت عام دراسي فى أسيوط كانت تحمل جدول محاضرات أبنتها لمتابعتها يومياً حتى تم نقلها إلى جامعة أسوان حيث ظلت تساندها حتى تخرجت من الكلية . وعقب تخرج ابنتها سلوي ظلت فى المنزل دون عمل و تولت أبنتها المسئولية بالرغم من قلة الدخل لكنها"مستورة" ، وتتمنى الأم المثالية أن توفر الدولة فرصة عمل لأبنتها الوحيدة بشهادتها لتشعر بالأمان ، وخاصة أنها ليس لديها أحد يساعدها . وعن فوزها بجائزة الأم المثالية تؤكد أنها لم تتوقع ذلك أبداً ، ولكن الفضل يرجع لله وأبنتها "سلوى" التى قدمت لها أوراقها وأصرت على ذلك مبررة أنه يعد أقل رد لجهدها التى بذلته فى السنوات الماضي .