يعانى "حمادى الجبالى" رئيس الوزراء التونسى حالة من الإخفاقات المتوالية فى تشكيل حكومته الجديدة، التى أدت إلى تشاحن كبير بينه وبين زعيم حركة النهضة، برغم كونه أمينا عاما للنهضة. وتؤكد الموشرات على وجود بوادر انشقاقات كبيرة فى صفوف النهضة، عبر عنها الموقف الأخير من جانب الغنوشى من الجبالى، واتجاهه لتشكيل حكومة التكنوقراط، فى حين انحاز نائب رئيس حركة النهضة "عبدالفتاح مورو" إلى جانب الجبالى، مؤكدا فى لقاء مع مجلة ماريان الفرنسية، على أنه من نصح الجبالى بتكوين حكومة كفاءات غير متحزبة من أجل إنقاذ البلاد، بل وطالب الغنوشى بالاستقالة، وترك النهضة، لأنه يحرك البلاد والحزب نحو الهاوية. وقد بدأ حمادى الجبالى مشواره الجديد المختلف مع مسار حركته، حتى لا تعم الفوضى تونس، مؤثرا الوطن على مسار حركته أو جماعته السياسية. وحمادى الجبالى والذى كلفه الرئيس المؤقت المنتخب المنصف المرزوقى رئيساً للوزراء فى 13 ديسمبر 2011، هو مهندس وصحفى تونسى، من مواليد مدينة سوسة فى 1949، من قيادات حركة الاتجاه الإسلامى التى غيرت اسمها فيما بعد إلى حركة النهضة، وقد قضى عقدا ونصفا فى السجون ثم أفرج عنه عام 2006. نشط الجبالى فى الحركة الإسلامية بتونس منذ ثمانينيات القرن الماضى، وبرز اسمه على الساحة السياسية خلال عام 1981 إثر اعتقال ومحاكمة القيادات التاريخية لحركة الاتجاه الإسلامى فى أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. تولى خلال هذه الفترة إدارة شئون الحركة برفقة المهندس على العريض، ثم انتخبه مجلس شورى الحركة عام 1982 رئيسا لحركة الاتجاه الإسلامى التى تولى قيادتها حتى عام 1984 تاريخ إطلاق قياداتها، ليصبح الجبالى عضوا فى عدد من هياكلها مثل المكتب التنفيذى والمكتب السياسى ومجلس الشورى. وفى نهاية الثمانينيات تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر الناطقة باسم الحركة، لكنه حوكم فى 1990 على خلفية نشر مقالات كتبها نشطاء الحركة ورأى نظام زين العابدين بن على أنها تنال من مؤسسات الدولة وتحرض على العصيان. وفى عام 1990 حوكم الجبالى مجددا مع قيادات حركة الاتجاه الإسلامى التى أصبحت تحمل اسم النهضة بتهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم، وحكم عليه ب16 سنة سجنا نافذة. وقضى الجبالى أكثر من 15 سنة فى السجن منها 10 سنوات فى الحبس الانفرادى، وخاض خلال عام 2002 إضرابا عن الطعام احتجاجا على ظروف سجنه، ثم أطلق سراحه فى فبراير2006. ولا زال الجبالى يواصل مشاوراته التى بدأها لتشكيل حكومة تكنوقراط تخرج تونس من أزمة سياسية غرقت فيها منذ أشهر، وزاد من تأثيرها اغتيال "شكرى بلعيد"، وسط مخاوف من تهديده السابق بتقديم استقالته إلى الرئيس منصف المرزوقى، حال فشلت مشاوراته مع الأحزاب فيما يخص تشكيل حكومة التكنوقراط.