- مافيا التنقيب عن الذهب والهجرة غير الشرعية سبب انتشار المرض.. أهالي إدفو: ننتظر الموت والإعلام مشغول بالسياسة أصبحت الملاريا شبحا يطارد أهالي أسوان، وخاصة بمركز إدفو، بعد أن انتشر بسرعة البرق بين الأهالي، خاصة بعد أن قفز عدد الإصابات من حالتين إلى 26 مصابا في أيام قليلة، تلك الكارثة ألمت بمصر في اليوم الأول للانتخابات الرئاسية، لذلك لم تحظ باهتمام إعلامي ولم يسلط عليها الضوء كما ينبغي، كما أن وزارة الصحة لم تتخذ هي الأخرى إجراءاتها سريعا، مما أدى إلى ارتفاع الحالات، ومن المثير للدهشة أن المسئولين لم ينظموا حمالات توعية سريعة سواء عبر وسائل الإعلام أو في قرى مركز إدفو، حتى يأخذ المواطنون الاحتياطات اللازمة تجاه المرض، وتم التعامل مع الملاريا على أنها نزلة «البرد العادية»،.. «فيتو» ترصد أسباب انتشار المرصد وطرق الوقاية منه. خلال الأيام القليلة الماضية استقبلت مستشفى إدفو عشرات الأهالي من قرى «شرق إدفو والرديسية والعدوة وخور الزق» يشتبه في إصابتهم بالملاريا، كما سيطر وهم المرض على أهالي تلك القرى وأصبح يطاردهم ليل نهار، ولم تؤثر استغاثتهم في الأجهزة المعنية، ورددوا: «إحنا منتظرين الموت والحكومة مشغولة في الانتخابات.. الحقونا». وارتفع عدد المصابين ب»الملاريا» في أسوان إلى 26 حالة، بعد التأكد من إصابة 12 حالة مؤخرا، منهم 10 حالات بمستشفى حميات إدفو، وحالتين بمستشفى أسيوط الجامعي، فيما يخضع 14 حالة محتجزة بمستشفى حميات إدفو تحت الملاحظة لم تتأكد إصابتهم بعد، وتم أخذ عينات من 670 شخصا، وأظهرت إيجابية 10 حالات منهم، وتخضع 14 حالة أخرى تحت الملاحظة. وكشفت مصادر ل«فيتو» عن الأسباب الحقيقية لانتشار الملاريا بمركز إدفو، التي ترجع إلى تواجد السودانيين بكثافة في تلك المناطق. حيث يتمركز في المناطق المحيطة بمركز إدفو المئات من السودانيين الذين دخلوا البلاد بطرق غير شرعية للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية، وبعضهم يحمل مرض الملاريا، ومع وجود آبار مياه جوفية وكثرة المستنقعات في منطقة العدوة بجوار مقام الشيخ مصطفى، نتيجة أعمال المحاجر وتركها دون ردم، انتشر الباعوض حول هذه المستنقعات. ومن أشهر الأنواع وأخطرها ناموس الأونوفيل، الذي ينقل الملاريا من المريض إلى الشخص السليم، وتضع تلك الحشرة بيضتها في المستنقعات وتتكاثر ثم تنتشر بالمنطقة، ويبدأ نقل المرض من لدغة الباعوضة للسودانى المصاب بالملاريا، ومنه إلى شخص آخر غير مصاب، ومن هنا بدأ انتشار الملاريا في مركز إدفو، مما يهدد المراكز والمناطق المحيطة به ومن أكثرهم عرضة لانتشار المرض مركز إسنا التابع لمحافظة الأقصر لقرب المسافة، وتظهر أعراض المرض بالإصابة بارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وصداع. ويحمّل أهالي إدفو المسئولية في انتشار المرض إلى المجالس المحلية والتنفيذيين؛ لأنهم قصروا في ردم المستنقعات والآبار الناتجة من حفر المحاجر، والتي تسببت في انتشار المرض، بالإضافة إلى الأمن الذي يتقاعس عن مطاردة السودانيين الذين دخلوا البلاد بطرق غير شرعية، وليس لديهم جوازات سفر ودخلوا أسوان في غفلة من الأمن. كما أن هناك عصابات تهريب تأتى بالسودانيين والإثيوبيين والإريتريين لتوصيلهم إلى إسرائيل. وأغلب المهربين في جنوب مصر من قبائل العبابدة والبشرية، المنتشرة في جنوب مصر وشمال السودان، يجلبون مجموعة من السودانيين ليقيموا في الصحراء والمناطق الحدودية للتنقيب عن الذهب بأجهزة كشف المعادن التي تدخل معهم من السودان ومحظور تداولها في مصر، ومن أشهر المناطق التي يتمركزون فيها للتنقيب البرامية وجبل الدهب في طريق إدفو مرسي علم ومنطقة وادى العلاقي، أما العصابات فهى منتشرة في مركز نصر النوبة وإدفو وكوم أمبو وأبو سمبل، يسلكون طريقهم بواسطة خبير يحدد اتجاهه بالنجوم ليصل إلى المنطقة المستهدفة. وظهر مرض الملاريا في مصر قديمًا وتمت مكافحته عام 1948 من وزارة الصحة التي حاولت بدورها ولكن نظرًا للانفلات الأمني وغياب الوعى ودور التنفيذيين ظهر المرض مرة أخرى في الأيام القليلة الماضية، والذي يعد المتهم الأول والرئيسى في ذلك جميع الجهات الرسمية. وللوقاية من الإصابة من مرض الملاريا وضع الأطباء عدة نصائح أبرزها تجنب لدغات البعوض، ارتداء ملابس طويلة وتغطية معظم الجسم، وخاصة أثناء الليل، استخدام مواد طاردة للبعوض وصواعق الحشرات بأنواعها المختلفة، النوم تحت شبكة واقية، استخدام أسلاك واقية ضد الحشرات توضع على النوافذ، تجنب استعمال الملابس الداكنة لأنها تجذب البعوض، تجنب استعمال العطور وكريمات ما بعد الحلاقة لأنها تجذب البعوض ».. إضافة إلى مراقبة ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، وكمية إخراجه للبول، ومستوى السكر بشكل دوري وإعداد صورة كاملة للدم ووظائف الكلى والكبد لسكان المناطق المنتشر بها المرض. كذا يمكن استعمال خليط من زيت الليمون والكافور أو زيت السترونيلا لدهان المناطق المكشوفة بالجسم، وعدم المشي على المسطحات الخضراء عقب حلول الظلام، وتكثيف الأدخنة لطرد البعوض من حدائق المنازل ليلا..