أصدر المجلس القومي لحقوق الإنسان تقريره النهائي الخاص بمتابعة الأداء الإعلامي المصاحب لانتخابات الرئاسة المصرية في الفترة من 3 مايو الماضي وحتى 1 يونيو الجاري، مشيرًا إلى قيام أعضاء اللجنة خلال هذه الفترة بتحليل ورصد المواد الإذاعية والتليفزيونية على القنوات الحكومية والخاصة. وقد قامت اللجنة بعملها على فترتين يوميًا مدة كل منها خمس ساعات حيث تبدأ الفترة الأولى من الساعة 12 ظهرًا إلى الساعة 5 مساءً والفترة الثانية من الساعة 5 مساءً إلى الساعة 10 مساءً، بالإضافة إلى استمرار المتابعة بعد ذلك من خلال المنازل صباحًا ومساءً ليصل إجمالي عدد ساعات الرصد إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم. وصرحت اللجنة أن أداء الإعلام الرسمي المقدم من خلال إذاعات وقنوات اتحاد الإذاعة والتليفزيون إتسم على مدى الأيام العشرة الأولى من التحليل بالمهنية والالتزام والعدالة بين المرشحين بشكل كبير وقدم نموذجًا جيدًا في تناوله للموضوع سواء من خلال البرامج أو الخدمات الإخبارية. وأكد أعضاء اللجنة أن المهنية في الإعلام الرسمي تمثل في مجموعة من العناصر وتشمل عدالة إتاحة الوقت للمرشحين، ومهنية وحيادية معظم المذيعين ومقدمي البرامج وحسن اختيار المتحدثين من الضيوف وتمثيلهم في حالات عديدة للمرشحين، وكذلك حسن التغطية الإعلامية للندوات والمؤتمرات الخاصة بالمرشحين والبدء في بث حملة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات يومي 26 و27 مايو تحت شعار "انزل وشارك..مصر محتاجة صوتك". منوهة إلى وجود بعض الحالات التي خرجت على هذه القواعد المهنية بعد التاريخ المشار إليه، وشارك في هذا معظم الإذاعات والقنوات وقد شمل ذلك بعض الحالات بها وليس كل المضامين. وأوضحت اللجنة إن إجمالي نسبة التحيز شملت نحو 10% فقط من إجمالي المضامين مشيرة إلى أنه بالتالي فإن إذاعات وقنوات التليفزيون باتحاد الإذاعة والتليفزيون قامت بدورها بشكل مهني ومتميز على مستوى معظم البرامج والمواد الإخبارية وهذا شيء مهم يعيد لهذا الكيان مصداقيته وأهمية دوره في تشكيل الرأي العام المصري في المرحلة القادمة. وقد عرضت اللجنة إحصائية بإجمالي مؤشرات التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية لعام 2014 -في الفترة من 3 مايو وحتى 23 مايو 2014 - قبل بدء فترة الصمت الانتخابي وإجراء الاقتراع أيام 26 و27 و28 مايو. وأوضحت أن قنوات التليفزيون خصصت ما يزيد على 19 ساعة يوميًا للتغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية، في حين خصصت محطات الإذاعة نحو 13 ساعة يوميًا للتغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية. مؤكدين أن هذا يعني أن إذاعات وقنوات اتحاد الإذاعة والتليفزيون قد خصصت قرابة 32 ساعة يوميًا لتناول التغطية الإعلامية والإعلانية للانتخابات الرئاسية 2014 وذلك خلال الفترة الموضحة سابقًا، مشيرة إلى أن التغطية الترويجية يقصد بها التغطية الإعلامية لأنشطة المرشحين في الانتخابات بالإضافة إلى استضافتهم في البرامج طبقًا للمعايير. أما الإعلان المدفوع فيقصد به الإعلان الترويجي لمرشح معين ويذاع مقابل دفع القيمة المالية المقررة حسب أسعار الإعلانات. وقامت اللجنة بمراجعة 36 إعلانًا أذيعت بالتليفزيون المصري وتم إجازة 33 إعلانًا ورفض 3 إعلانات وذلك بسبب عدم التوازن في المضمون، وتصوير مصر بشكل لا يليق حيث قدمها الإعلان وهي جالسة على الأرض وتمد يدها تطلب المساعدة. وحول أداء الإعلام الخاص قالت اللجنة إن متابعتها لمستوى البرامج التي تقدمها القنوات الخاصة اتضح من الرصد اليومي وجود بعض القنوات التي حاولت أن تطور من الأداء المهني في بعض برامجها المقدمة خاصة بعد صدور التقريرين الأول والثاني للجنة وإرسالهما لجميع القنوات، وكذلك الاستجابة لبعض الملاحظات التي نقلت لها من خلال الاتصال المباشر مع رؤساء بعض القنوات. وأشارت إلى أن هناك جملة الأخطاء التي وقعت بها القنوات حيث قدمت إحدى القنوات مناظرة افتراضية بين المرشحين استندت إلى آلية انتقاء تصريحات المرشحين بشأن التحديات التي تواجه المجتمع المصري موضحة أن هذه المناظرة كانت غير مهنية حيث أساءت إلى المرشحين معًا وأظهرتهما بشكل سلبي أمام جموع الناخبين المصريين. كما قام عدد من القنوات بمخالفة فترة الصمت الانتخابي وكان في مقدمتها برنامج "مصر تنتصر" على قناة صدى البلد والذي قام فيه مقدم البرنامج بالسخرية من فترة الصمت واستخدم وضيوفه رموزًا مستعارة للتعبير عن كلا المرشحين بدعوى عدم اختراق الصمت ومنها عبارات "عوكل و6 نقط ". وكان من البرامج الأخرى التي اخترقت فترة الصمت الانتخابي برنامج "هنا العاصمة" وذلك من خلال إذاعة أغنية المطرب حسين الجسمي "بشرة خير" على صور أرشيفية لأحداث ثورة 30 يونيو مصحوبة بصور أحد المرشحين، وذكرت أن هذا المرشح سينجح بفارق كبير على منافسه. كما تضمن برنامج "آخر النهار" من خلال استخدام ضيفة الحلقة منال عمر لرموز قالت إنها مستعارة هي رقم (1) إشارة إلى أحد المرشحين ورقم (2) إشارة للمرشح الآخر مع التأكيد بأن النتائج محسومة للمرشح رقم (1)، كما اخترقت قناتا صدى البلد والنهار الصمت الانتخابي من خلال الشريط الإخباري الذي تضمن تصريحات للمرشحين وإبراز متكرر لنتائج تصويت المصريين بالخارج والتي تفوق فيها أحد المرشحين. وقد قامت اللجنة بمخاطبة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وقطاع المناطق الحرة الذي ينظم عمل القنوات الخاصة بشأن هذه المخالفات، ودأبت قنوات المحور 2 وصدى البلد وCBC والفراعين على استخدام ألفاظ خارجة وغير لائقة وتوبيخ حاد للمواطنين وتهديدات مباشرة وضمنية لهم لأنهم أقبلوا بشكل ضعيف على صناديق الاقتراع في اليوم الثاني للانتخابات وهذا خروج عن أبسط قواعد المهنية. وفي ختام تقريرها أعربت اللجنة عن اعتزازها بكافة مكونات منظومة الإعلام المصري الرسمي والخاص، مقدرة الجهود التي قام بها في المعالجة الإعلامية والإعلانية للانتخابات الرئاسية لعام 2014، آملة أن يكون في هذا التقرير معالجة موضوعية لواقع لهذا الإعلام، مناشدة كافة الأطراف بالإعلام الرسمي والخاص بأن يسعوا مستقبلًا إلى إبراز الحقيقة ورفع مستوى الأداء المهني في الرسالة الإعلامية بما ينعكس إيجابيًا على حسن تشكيل وعي الرأي العام المصري. يذكر أن لجنة المتابعة والرصد للمجلس القومي لحقوق الإنسان تكونت من "عدلي سيد محمد رضا رئيسًا، ومجدي ضيف مقررًا، فاطمة فؤاد عضوًا، وعدد من الأعضاء ذوي الخبرة وفي مقدمتهم حمدي الكنيسي، وإبراهيم كامل الصياد، محي الدين جلال، ووفاء عمر أحمد عمر رئيس قطاع المناطق الحرة، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس القومي لحقوق الإنسان هما أمجد محمد فتحي، وبخيت عمر، وعدد من ممثلي القنوات الخاصة أبرزهم وائل مصطفى الشيخ ممثلًا عن قناة دريم، وجمال محمود الشناوي ممثلًا عن قناة ON Tv، وحازم الحديدي ممثلًا عن قناة CBC، ومحمود مسلم ممثلًا عن قناة الحياة.