استضاف نادي سيدات الشارقة أمسية سيمفونية من القلب، وهو الحدث السنوي الذي يحتفي من خلاله النادي بالمواهب الفنية الصاعدة في مجال العزف على البيانو، ويشارك فيه عدد من الأطفال والفتيات المنتسبين إلى مركز الفنون والفصول التعليمية في نادي سيدات الشارقة. وأبدع الأطفال والفتيات الذين شاركوا في إحياء الأمسية بعزف أشهر المقطوعات العالمية لعدد من أكبر الموسيقيين المعروفين ومن أبرزهم بيتهوفن، وشوبان، وموتسارت، وفيفالدي، وباخ، وتمكنت أناملهم الصغيرة من بث الحياة في آلة البيانو، حيث قدموا عزفًا بديعًا أظهروا من خلاله أن الموسيقى ستظل لغة عالمية، تتجاوز الاختلافات الثقافية بين الشعوب والحضارات، وتثبت أن العزف الجميل قادر على صياغة لغة مشتركة يفهمها الحضور ويتفاعل معها بحماس كبير. وعلى مدى ساعتين متواصلتين، استلهم 29 عازفًا وعازفة من أرواحهم قطعًا موسيقية تجمع بين الرقة والعمق، فبدت للوهلة الأولى كأنها حكايات شخصية لرواد الموسيقى العالمية، وهم ينسجون بالأنغام أفراحهم وأتراحهم في لحظات جمعت بين براعة الذات الإنسانية في العطاء، وقدرات جهاز البيانو على التفاعل بين ضربات الأنامل الصغيرة، لتقديم أصوات تنوعت بين الرومانسية والحزن، في معزوفات كلاسيكية بثت في ذاكرة الحضور كثيرًا من الحنين إلى أماكن وأحداث وشخصيات لم تفارق الذاكرة الإنسانية. وفيما أدى بعض العازفين الصغار مقطوعاتهم الموسيقية فرادى، وقدموا الواحد تلو الآخر، معزوفات قصيرة أمتعت الحضور، فضل بعضهم تقديم المقطوعات مع أحد زملائه أو أصدقائه، فبدت معزوفاتهم أشبه ب"دويتو" لكبار الموسيقيين العالميين، واستحقوا تصفيق الجمهور الذي استمتع بالأمسية في أجواء عائلية، تخللها الكثير من التشجيع للعازفين من قبل الآباء والأمهات والأخوة. وقالت سارة المرزوقي: "تعتبر أمسية سيمفونية من القلب من الفعاليات السنوية التي نحتفي من خلالها بالمواهب الفنية الصاعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتيح من خلالها لأفراد المجتمع فرصة التعرف على هذه المواهب، والاستمتاع بعزفها الجميل، كما تسهم هذه الفعالية في تشجيع الأطفال المشاركين على اكتساب مزيد من الخبرات، والانطلاق من المشاركات المحلية إلى العالمية. وأشارت إلى أن مركز الفنون والفصول التعليمية في نادي سيدات الشارقة.يحتضن عددًا من الصفوف في شتى المجالات الفنية للأطفال والسيدات مثل دروس البيانو، والباليه، وأخرى في الرسم والفن وغيرها، سعيًا منه وراء صقل وتنمية المواهب والهوايات الصاعدة في المجتمع الإماراتي. وأتاحت الأمسية لأولياء الأمور من الآباء والأمهات اكتشاف المزيد من مواهب أطفالهم، والتعرف على جهود مركز الفنون والفصول التعليمية في صقل هذه الهوايات منذ الصغر، ودعمها للوصول بها إلى المسارح الموسيقية في مختلف أنحاء العالم. وفي ختام الأمسية، تم توزيع الشهادات التقديرية على كافة الأطفال والفتيات المشاركين، اعترافًا بمواهبهم وقدراتهم الإبداعية، وتشجيعًا لهم لمواصلة تطوير هواياتهم في مجال العزف على البيانو.