سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المثقفون يصبون غضبهم على وزير الثقافة بعد عودته لمنصبه.. الغيطانى وعصفور: لا تعليق.. أبوغازى: كل واحد حر فى قراراته.. حجاب: "عرب" فشل فى تقليد أبوغازى..غريب: "راجل بيسوق دلاله"
شهدت وزارة الثقافة الأيام الماضية ارتباكا شديدا، بعد أن قدم وزير الثقافة، دكتور محمد صابر عرب، استقالته احتجاجا على أعمال العنف ضد المتظاهرين، ولكنها بقيت معلقة فى مكتب رئيس الوزراء، وحدثت بعض التدخلات من رؤساء القطاعات الثقافية كالشاعر سعد عبدالرحمن، والدكتور أحمد مجاهد، والدكتور سامح مهران وغيرهم، ممن طالبوا رئيس الوزراء، بعدم قبول الاستقالة، وبعد أسبوع أو أكثر من المماطلات والتدخلات، عاد وزير الثقافة ثانية إلى منصبه، ما أحدث صدمة للمثقفين الذين عبروا عن استيائهم لعودته ثانية. وفى ذلك، قال الكاتب الكبير جمال الغيطانى، رافضا التعليق على الموقف "أعفينى .. الوضوع مش محتاج تعليق"، أما وزير الثقافة الأسبق، دكتور جابر عصفور، رد بعبارة واحدة "لا تعليق"، وبنفس الجملة بداء الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة الأسبق: " كل واحد حر فى قرارته". وأضاف الشاعر الكبير سيد حجاب، أنه أرسل إلى دكتور صابر عرب، رسالة نصية عبر هاتفه الشخصى عقب تقدمه بالاستقالة من منصبه كوزير للثقافة، تقول: "صباح الخير والحق والجمال أحييك على موقفك النبيل فى مواجهة الفاشية الإخوانية". وأوضح حجاب، أن الموقف بدا نبيلا وشريفا واحتجاجيا يمثل اعتراض وزارة بأكملها على سقوط شهداء جدد، مضيفا: "فى الحقيقة موقف "عرب" يذكرنى بموقف وزير الثقافة الأسبق، عماد أبوغازى، ولكن الأول فشل فى الصمود مما وضع حوله ألف علامة استفهام". وتابع "حجاب": " الآن وبعد عودته للوزارة وعدوله عن استقالته، استشعر حرجا وندما كبيرا على ما أرسلته له وهناك حالة من الدهشة تجعل من استقالته فعل مفبرك وتلويحا بها من أجل مركز ما ". أما الروائى أسامة غريب، قال: إن دكتورصابر عرب، يمارس سلوك "الدلال" على الحكومة، لأنه يعلم جيدا أن استقالته سترفض، مستطرد فى لهجة ساخرة: "ده راجل بيهزر وميبقاش راجل كبير ويسوق دلاله بالشكل ده". وأضاف غريب، أن هناك تمسك من جانب الحكومة بشخص "عرب"، لأسباب يراها تتمثل فى قوله: " عرب بيمشى أموره ومحدش غيره هينفع مع الإخوان"، مؤكدا أن الاستقالة تكتب وتترك دون انتظار رد. ومن جانبها، أوضحت الروائية أمينة زيدان، أن استقالة وزير الثقافة جاءت لامتصاص الغضب وتهدئة الشارع، مؤكدة أن هذا الأمر اتضح جيدا بعد عودته لمنصبه فى أقل من أسبوع بعد تقديم الاستقالة. وتابعت "زيدان"، أن تفسير قرار الاستقالة يعنى أنه لا نية ل"عرب" لترك منصبه، وأن الأمر عبارة عن احتيالات إخوانية تدفع صاحبها لمستوى البطولة والفعل القومى لإجبار الناس على احترامه، مؤكدة أنه بهذا السلوك أصبح ينطبق عليه وصف "رجل الغرف المغلقة". وفى لهجة ثائرة، قالت "زيدان"، إن الحكومة فى طريقها إلى نشر الثقافة الإخوانية بفضل جماعة الإخوان المسلمين وباقى التيارات المتشددة، لأنها أنظمة مخترقة وليس هناك تشابه بينها وبين النظام السابق. فى الوقت ذاته، أكد الشاعر صلاح الرواى، أن أداء وزير الثقافة منذ توليه غير مقبول وينطوى على عقيدة مستقرة تفسر قبوله لمنصب كهذا فى حكومة الإخوان المسلمين، لأن من يقبل منصب كهذا فى تلك الظروف يضع العديد من علامات الاستفهام حول نفسه. أما عن استقالته الأخيرة والعدول عنها فى أسبوع واحد، قال "الراوى"، إن الموقف مرفوض والأمر فيه ما يريب من جانب الوزير والحكومة لأن الاستقالة تعنى تقديمها وترك المنصب. وأضاف "الرواى"، أن وزارة الثقافة أصبحت مستنقعا للفساد ما يجعلها أخطر بكثير من وزارة الداخلية، موضحا أن الموقف العام فى عرف تقديم الاستقالات يقول بأن لاعودة إلا فى حالة الاستقالة المشروطة.