علامات استفهام كثيرة خلفتها الإستقالة المفاجئة لوزير الثقافة المصري الدكتور عماد أبوغازي من الحكومة احتجاجا على فض اعتصام ميدان التحرير بالقوة من قبل السلطات الأمنية أمس، وهو ما خلف مصابين وشهداء . الروائي إبراهيم عبد المجيد قال أن من يعمل في ظل هذه الحكومة والمجلس العسكري "متواطئ" ، واصفا الاعتداء على مصابي الثورة وفض المظاهرات بالقوة، بالتصرف المنحط من المسئولين والذي لا يليق بالثورة. وبخلاف الآراء السابقة قال عبدالمجيد أن أبوغازي لم يقدم تغييرا حقيقيا للثقافة سوى محاولة رأب الصدع وتنظيم أعمال الثقافة .
الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة أعرب عن سعادته لتقديم "تلميذه" الدكتور عماد أبو غازي استقالته من الوزارة بشكل نزيه خال من المزايدة، بسبب الأداء الرخو للحكومة، ووصف وزير الداخلية منصور العيسوي بأن أداءه في أحداث أمس لا يقل إجراماً عن حبيب العادلي.
وأكد تليمة أنه شاهد أبوغازي حينما كان طالبا جادا ومستقيما في آداب القاهرة قسم التاريخ، ووالده هو بدر الدين أبوغازي أحد كبار النقاد التشكيليين والكاتب في مجلة "الهلال"، كما أن الوزير ينحدر من عائلة فنية كبيرة حيث أن خال والده هو فنان مصر الكبير محمود مختار .
وحول أداء أبو غازي في وزارة الثقافة قال الناقد الكبير أن الجو البيروقراطي القاتل المحيط به، والتدخلات الأمنية لم تجعل مشروعه الثقافي يكتمل، ولم تجعل يده حرة أو قراراه نافذا.
وتعليقا على الاستقالة ، اعتبر الناقد الكبير شعبان يوسف أن الاستقالة خسارة جسيمة، وموقف يحسب لأبوغازي في مواجهة حكومة رخوة غير قادرة على إنجاز شيء، وقال أن الاستقالة جاءت احتجاجاً على سلبيات المجلس العسكري، وعدم قدرته على احتواء الأزمات أو قطع دابر الفساد السياسي الذي كان قائماً. وجاءت الاستقالة استباقا لإقالة الحكومة، لذا فهي قرار حكيم من رجل أحسن الأداء في قيادة وزارة الثقافة حتى أننا نريده وزيرا لمرة ثانية للثقافة .
من جانبه علّق دكتور شاكر عبد الحميد الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على خبر استقالة الوزير بأنها خسارة للوزارة، قائلاً أن الوزير كان يعمل بأقصى طاقته وعلاقاته طيبة بالجميع ، ولكنه تمنى أن تحل الأزمات بالحوار وليس بالاستقالة والمظاهرات .