ندرا على لو كسبت الانتخابات لأعمل زفة بالخيول والجمال والدبايح وأوزعها على أهل الله من السيدة زينب لسيدنا لحسين، هكذا قال حمدين صباحي المرشح الرئاسي للمطرب الراحل عبد المطلب عندما جاءه زائرا في المنام.. ليرد عليه عبد المطلب غاضبا: خلي بالك يا جدع.. إنت كده بتسرق الغنوة المشهورة بتاعتي وهذا موضوع أنا لا أقبله فاهم ولا لأ، ثم مسألة فوزك في الانتخابات دي حاجة من رابع المستحيلات وأنا كمان عن نفسي مش هاديك صوتي أبدا.. فيبادره حمدين منزعجا: ليه يا عم عبد المطلب ؟ هو إنت معترض على في إيه ؟!! عبد المطلب ناظرا إليه من فوق لتحت: إنت مين أصلا ؟ وشغلانتك إيه ؟ إيه تاريخك ؟ يقفز حمدين من نومه صارخا: كابوس...... كابوس.. ثم ينظر إلى شاشة التلفاز المفتوحة أمامه جاحظ العينين ومفغور الفم تتملكه حالة من الذهول غير مصدق لما يتلوه القاضي المسئول عن الانتخابات الرئاسية الذي كان يقول: أعلن فوز المرشح الرئاسي حمدين صباحي في انتخابات رئاسة جمهورية مصر العربية لعام 2014.. فيصرخ حمدين بأعلى صوته قافزا من فوق السرير طائرا من الفرحة وهو يقول: أنا الريس.. أنا الريس.. غصب عنك يا عبد المطلب وهاعمل زفة من السيدة لسيدنا الحسين وكمان مرتين.. يذهب حمدين لتلقي التهاني من جموع مؤيديه الذين أعطوه أصواتهم الانتخابية غير مصدق لما حدث، حيث ظل يهتف بحماس منقطع النظير: أنا الرئيس.. أنا الرئيس.. وظل يحتضن كل من يقابله ويقبلهم، إلى أن وجد أمامه قردا وقرداتي فتردد في السلام عليه، ووفقا لما درب القرداتي عليه القرد فإن من يرفض السلام على ولي نعمته يقفز القرد فورا من على الأرض ويقوم بالسلام على قفاه دون تردد.. وهذا هو ما حدث لحمدين بالفعل، إذ قفز القرد قفزة عالية وقام بضرب حمدين ضربه موجعة على قفاه، صرخ حمدين إثرها صرخة ألم قوية، وانتظر الناس ردة فعل الرئيس على هذا القفا غير المتوقع ليجدوه وقد حدث نفسه بصوت عال قائلا: إيه ده.. أول القصيدة كفر ؟!! قرد يضربني على قفاي وأنا الرئيس.. لا لن أسمح بهذا التهريج بتاتا البتة.. قرار رئاسي رقم 1.. اعتقال جميع القرود والقرداتية ومحاكمتها جميعا محاكمة عسكرية ثم إعدامهم ضربا بالجزم.. يقفز حمدين من نومه فزعا ليصرخ مرة أخرى: كابوس... كابوس.. ثم يهدأ قليلا قائلا لنفسه: ده كتير 2 في واحد، كابوسين في منام واحد ده فعلا كتير وأنا لسه ما بقتش ريس.. أومال لما أبقى ريس هاعمل إيه ؟! يأتيه اتصال من مدير حملته الانتخابية قائلا: صباح الخير يا ريس.. يارب النهارده نسمع خبر حلو.. لأنه سيتم إعلان النتايج الانتخابية ع الساعة خمسة كده.. حضر نفسك للفرحة الكبيرة.. حمدين متفائلا: يارب يا حبيبي يارب.. أنا هالبس دلوقتي ونتقابل في لجنة الانتخابات الرئاسية وعايز المؤيدين بتوعي يحصلوني.. يذهب حمدين إلى مقر لجنة الانتخابات الرئاسية التي تقوم بإعلان النتائج، حيث تعلن فعلا فوز حمدين صباحي الذي يظل غير مصدق لنفسه قائلا في سره: دا كابوس ثالث ده ولا إيه ؟!! ليلتف حوله مؤيدوه الذين يحتضنونه غير مصدقين لفوزه. يستعد حمدين لإلقاء أول خطاب له وهو رئيس، حيث يشعر أنه غير متوازن نفسيا بسبب عدم تصديقه لهذا الفوز اعتقادا منه أنه يحلم بكابوس ثالث، فيمسك بمكبر الصوت، ويحتشد حوله أعضاء حملته ومؤيدوه من الشعب ليخطب فيهم قائلا: ياجماعة أنا عايزكم تصارحوني بالحقيقة.. اللي أنا فيه دلوقتي دا كابوس ولا حلم ولاحقيقة ؟ ليفاجأ بعدها بشخصين يصعدان إلى جانبه فوق المنصة فيفرك عينيه غير مصدق لما يرى قائلا: مش معقول.. مش ممكن.. ده صدام والقذافى !! - ثم ناظرا إلى الجموع الحاشدة ومكملا - مش دول ماتوا ياجدعان !!!.. إيوه ماتوا.. صدام شنقوه، والقذافى قتلوه..يا ساتر يا رب.. ياجدعان أنا هاتجنن دا كابوس أيوه أكيد كابوس.. يقفز حمدين من نومه للمرة الرابعة قائلا: كابوس.. كابوس.. يا نهار أسود إيه اللي بيحصلي النهاردة ده ؟ ثم ينظر إلى ساعته ويقول: أنا اتأخرت قوي.. ده باقي ساعتين بس على إعلان النتائج.. لازم أستعد وأروح بسرعة.. ربنا يستر.. يتم إعلان فوز حمدين بالرئاسة فعلا هذه المرة، فيظل يصرخ كابوس خامس.. لا مش هاقدر أتحمل كابوس خامس. ولكنه يقرص ذراعه ويضرب نفسه قلما على وجهه فيتأكد من حقيقة الأمر، ويدرك أنه أصبح فعلا رئيسا للجمهورية وأن ما يحدث له ليس كابوسا، فيفرح فرحا هستيريا ويمسك بمكبر الصوت قائلا: قرار رئاسي 1: منع جميع أغاني المطرب الراحل محمد عبد المطلب لإهانته غير المقبولة لرئيس الجمهورية.. قرار رئاسي 2: منع مهنة القرداتي منعا باتا والقبض على كل قرد متشرد واعتقاله خوفا من الضرب على القفا.. قرار رئاسي 3: إضرام النيران في قبري صدام حسين ومعمر القذافي خوفا من عودتهما إلى الحياة.. تأتي قافلة من أطباء مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية لتقبض على حمدين وتلبسه قميص المجانين... فيصرخ صرخة هائلة مدوية: كابوس خامس.. كابوس خامس.