بمجرد فوز المشير عبدالفتاح السيسي بمنصب رئاسة الجمهورية -ستتجه الانظار خلال الأيام الأولى من تنصيبه رئيسًا صوب «حاشية الرئيس الجديد» أو الفريق المحيط به داخل الاتحادية. فما بين مجموعة أولى تحيط بالمشير الآن في حملته الانتخابية، وثانية من بينهم رجال كان لهم دور بارز في رسم ملامح خارطة المستقبل بعد 30 يونيو، وثالثة وجدت نفسها ترفع شعار مجبر أخاك لا بطل وتتولى مناصب إستراتيجية بعد الإطاحة بالإخوان.. ومن دائرة المجموعات الثلاث سيجد السيسي نفسه يشكل فريقًا جديدًا للعمل يدير الأمور مع رئيس الجمهورية الجديد داخل الاتحادية. ومن خلال الدائرة الواسعة المحيطة ب«الجنرال» حاليًا، رصدت «فيتو» أبرز الأسماء التي ستتولى مناصب مختلفة، خلال فترة حكم المشير عبدالفتاح السيسي حال فوزه برئاسة الجمهورية، في الجولة الأولى 26 و27 مايو الجاري، أو في جولة الإعادة يونيو المقبل. «مستشارو الرئيس» من أهم الأسماء المطروحة على الساحة، لتكون ضمن الفريق الرئاسي لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، «المستشار عدلي منصور»، وتتجه الأنظار نحو تكليفه بمنصب المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، على أن يتم تقليده بأحد الأوسمة المصرية لما قام به من دور في حكم مصر، خلال المرحلة الانتقالية لكونه رئيسًا للمحكمة الدستورية، وأثبت نفسه خلال فترة الحكم بعد 30 يونيو. وتشتعل المنافسة على منصب المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، بين العقيد أركان حرب أحمد على، المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، ضابط المشاة المتفوق ضمن كل أبناء جيله، إذ كان ترتيبه الأول على دفعته في الكلية الحربية عام 1991. الحاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ليصبح أيضًا الأول على دفعته خلالها، ما رشحه للدراسة في كلية القادة والأركان البرية بالولايات المتحدةالأمريكية، إلا أن مستقبله العسكري يمكن أن يحول دون توليه منصب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. أما الاسم الثاني فهو الدكتور عبد الله المغازي، المتحدث الحالي باسم حملة السيسي الانتخابية، ومن المتوقع أن يلعب دورًا ملموسًا في قصر الرئاسة ورشحته دوائر مقربة من المشير لرئاسة ديوان رئيس الجمهورية، في إطار حرص السيسي على الاستعانة بالشباب وتقوية وجودهم وانتشارهم في مؤسسات الدولة. وكان نجم «المغازي» بزغ بقوة عقب اختياره عضوًا في المجلس الاستشاري المصري، الذي أنشأه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كمجلس استشاري مساعد للمجلس العسكري الحاكم للبلاد في أعقاب ثورة 25 يناير، وعقب أحداث «محمد محمود الأولى» تم تعيينه من قبل المجلس العسكري، في أول برلمان بعد ثورة يناير والذي قررت المحكمة الدستورية حله فيما بعد. «الملف الخارجي» كما يأتي عمرو موسى عضو الهيئة الاستشارية لحملة السيسي الانتخابية، لتولي أحد المناصب الرفيعة لظهوره كرجل دولة عقب خسارته للانتخابات الرئاسية أمام محمد مرسي في 2012، ومع رئاسته لأول حزب مصري دشن من اندماج مجموعة من الأحزاب «حزب المؤتمر» كواجهة سياسية حزبية، ثم كمعارض لحكم الإخوان ورئيسهم محمد مرسي، خلال وجوده في جبهة الإنقاذ ثم رئاسته للجنة الخمسين التي أجرت تعديلات على دستور 2012، أصبح اسم موسى مرشحًا بقوة لتولي منصب رئاسة مجلس النواب بتكليف من رئيس الجمهورية. ولن يتحقق هذا التعيين قبل التشاور مع رئيس حزب الأغلبية بالمجلس، في حال إجراء الانتخابات البرلمانية بنظام يسمح بوصول أي من الأحزاب لأغلبية مقاعد المجلس النيابي على أن يكلف من السيسي بالمنصب، أو ربما يتم منحه رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، كونه دبلوماسي محنك، في حال عدم رغبته في تولي رئاسة البرلمان. بينما يأتي اسم «محمود كارم - المنسق العام لحملة السيسي الانتخابية» كدلالة على كونه أحد الأسماء المطروحة ليصبح عضوًا فعالا بالفريق الرئاسي داخل قصر الاتحادية أو بتعيينه كوزير للخارجية، لتقلده عدة مناصب بالدبلوماسية الخارجية من بينها سفير مصر في الاتحاد الأوربي وسفيرًا لمصر في كل من اليابان وبلجيكا ومساعدًا لوزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية ومساعدًا لوزير الخارجية للشئون الآسيوية. كما تولى «كارم» منصب ممثل مصر لدى الأممالمتحدة بنيويورك وعضو اللجنة السياسية الأولى للأمن ونزع السلاح، وممثل لمصر بمجلس الأمن واجتماعات حركة عدم الانحياز، كما عين عضوًا لمجموعة الخبراء الدوليين الخاصة بالطاقة النووية. «رحلة كفاح» في حين ينفرد المهندس تامر وجيه، أحد أعضاء المكتب التنفيذي لحملة السيسي الانتخابية وصاحب نظرية «لا تكتمل المواطنة إلا بخدمة المجتمع، وأن خدمة المجتمع هي التي تؤدي إلى الرضا العام، ومزيد من الاستقرار، وتقود لزيادة الاستثمارات الخارجية ونمو الاقتصاد وزيادة الدخل القومي ودخل المواطنين»، بترشحه لعضوية الفريق الرئاسي للمشير أو البرلمان المقبل. ويحظى «وجيه» بسمعة طيبة داخل المجتمع المصري فيما يتعلق بالعمل التطوعي والسيرة الذاتية المتميزة، على الرغم من عدم شهرته قبل مشاركته بحملة السيسي الانتخابية، وهو حاصل على بكالوريوس الهندسة الإنشائية من جامعة عين شمس، بالإضافة إلى العديد من شهادات ما بعد التخرج بينها ماجستير إدارة الأعمال المتقدمة من جامعة كامبردج. وحصل كذلك على عدد من الدبلومات والدورات أهمها في علم الأولويات، وإنجاز الأعمال فائق السرعة، ودبلومات عديدة في الإدارة والتحكيم الدولي والملكية الفكرية والتنمية بمختلف أنواعها والمشاركات السياسية والمناظرات الرئاسية والعديد من الشهادات. كما شارك في وضع الإستراتيجيات الدولية للعمل التطوعي وخدمة المجتمع في مؤتمر الأممالمتحدة، وعمل كمحاضر في عشرات المؤتمرات المحلية والدولية عن التنمية المجتمعية والمشروعات فائقة السرعة. ولدى «وجيه» خبرة تزيد على ال20 عامًا في العمل العام والمجتمعي، وتحديدًا في التخطيط الإستراتيجي والتنمية الشاملة، فيما يخص المشروعات الشبابية وتطوير الفكر والمشروعات سريعة الإنجاز والمتناهية السرعة، بالإضافة إلى مشاركات متعددة في المؤتمرات الدولية وورش العمل العالمية بمجالات تنمية وخدمة المجتمع والعمل التطوعي وتنمية الشباب والنشء في مصر ومعظم الدول العربية والأوربية والولايات المتحدةالأمريكية، عن طريق رئاسته مجلس إدارة الجمعية المصرية للعمل التطوعي، وعضويته للمكتب التنفيذي للاتحاد العربي، ومشاركته عن مصر في مؤسسة كلينتون التنموية الأمريكية. «مصريون دخلوا العالمية» ويعد فاروق الباز العالم المصري «76 عامًا» أحد أهم الشخصيات المؤهلة للوجود داخل حملة «السيسي» كمستشار علمي لرئيس الجمهورية، خصوصًا عقب إعلان المشير تبنيه مشروع «الباز» المسمى ممر التنمية والتعمير الموازي لوادي النيل، والذي يعتبر طريقًا أو ممرًا يبدأ من منطقة العلمين في الشمال حتى حدود السودان في الجنوب يوازيه خط ماء يبدأ من بحيرة ناصر في جنوب مصر حتى مدينة العلمين بالشمال يحتوي على خط للسكة الحديد يربط شمال مصر بجنوبه. ويهدف الباز إلى التوسع العمراني والزراعي والصناعي والتجاري والسياحي لمصر، بالإضافة إلى كونه عالم فضاء بتخصص جولوجيا الأرض بوكالة ناسا الأمريكية، والمساعد الرئيسي في التخطيط للاستكشاف العلمي للقمر بخلاف حصوله على ما يقارب 30 جائزة دولية بمجالات مختلفة من بينها جائزة إنجاز أبولو، والميدالية المميزة للعلوم، وجائزة تدريب فريق العمل من ناسا، وجائزة فريق علم القمريات، وجائزة فريق العمل في مشروع أبولو الأمريكى السوفيتى، وجائزة ميريت من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات، وجائزة الباب الذهبى من المعهد الدولى في بوسطن. كما يأتي الدكتور مجدي يعقوب، أحد أبرز وأفضل جراحي القلب في العالم، والملقب ب«ملك القلوب»، من بين المرشحين لدخول الفريق الرئاسي للسيسي بمنصب المستشار الطبي لرئيس الجمهورية ليكن أول من ينال هذا المنصب. ولد «يعقوب» في 16 نوفمبر 1935 ببلبيس محافظة الشرقية لعائلة قبطية أرثوذكسية، ودرس بكلية الطب جامعة القاهرة وتعلم في ولاية شيكاغو الأمريكية، وبعد انتهائه من دراسته انتقل إلى لندن عام 1962 ليعمل بمستشفى للصدر هناك، ثم انتقل بعدها ليصبح إخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد من 1969 إلى 2001. وتقلد جراح القلب عددًا من المناصب المهنية، خلال تاريخ عمله، من بينها مدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم عام 1992، وعين أستاذًا في المعهد القومي للقلب والرئة في 1986، كما اهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب، وفي 1980 أجرى عملية نقل قلب للمريض دريك موريس والذي عاش حتى يوليو 2005 ليصبح أطول مريض نقل قلب أوربي يبقى على قيد الحياة. وحصل يعقوب من الملكة إليزابيث الثانية لقب «فارس» في عام 1966، كما تم منحه جائزة فخر بريطانيا في 11 أكتوبر 2007 والمقدمة على الهواء مباشرة من قناة أي تى في البريطانية بحضور رئيس الوزراء البريطاني حينها جوردن براون والجائزة تمنح لأشخاص أسهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء أو ممن أسهم في التنمية الاجتماعية والمحلية. «شباب الرئاسة» وفيما يخص دور الشباب داخل الفريق الرئاسي لعبد الفتاح السيسي يظهر وبقوة محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر، على الرغم من صغر سنه، فإنه واجه منذ توليه منصب رئاسة الاتحاد مواقف صعبة من بينها محاولات تسييس الجامعات وجعلها ساحة للمعارك السياسية، الأمر الذي رفضه بدران بالمرة. وإضافة إلى ما سبق، دخول بدران في حرب مع «الإخوان» بعد أن استغل طلاب الجماعة اسم الاتحاد وأعلنوا رفضهم 30 يونيو من على منصة اعتصام رابعة وتبعه إصدار عدد من البيانات المؤيدة للرئيس المعزول، وحينها بدأ بدران في تشكيل لجنة للتحقيق انتهت مؤخرًا بإسقاط عضوية 5 من أعضاء الاتحاد، وواجه هجومًا من طلاب الإخوان الذين اتهموه بالذاتية والبحث عن المصالح الشخصية ناهيك عن السب والقذف، وهناك توقعات لتوليه موقعًا مميزًا في صفوف رجال الاتحادية مع رئاسة السيسي. «جمال الدين في الصورة» في الوقت نفسه، يأتي دور اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق، داخل الفريق الرئاسي للسيسي، ليصبح أبرز المرشحين لتولي منصب المستشار الأمني لرئيس الجمهورية، لما له من خبرات سابقة بالداخلية وبالجزء الأمني للبلاد، فضلا عن كونه وزيرا سابقا في حكومة هشام قنديل. وتولى جمال الدين وزارة الداخلية في الفترة من أغسطس 2012 وحتى يناير 2013، خلفًا للواء محمد إبراهيم، كما عين في منصب مساعد وزير الداخلية للأمن العام في عهد وزير الداخلية الأسبق منصور عيسوي. ووجود وزير الداخلية السابق في الحياة السياسية كان من خلال بوابة جبهة مصر بلدي كمنسق عام لها والتي تعد أحد أبرز الائتلافات السياسية الداعمة المشير، خلال فترة الانتخابات الرئاسية، إلا أن صلة قرابته بعبد الأحد جمال الدين، وزير الشباب والرياضة السابق وأحد رموز نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كفيلة بإبعاده عن المشهد.