سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأسد» يمنع ملايين السوريين من تلقى المساعدات.. منظمات الإغاثة الدولية تلجأ لتركيا لتقديم المعونات للنازحين.. البرلمان الأوربي يناقش تسهيل عمل المنظمات.. و10 ملايين يعانون من نتائج الحرب الأهلية
ينطوي عمل منظمات الإغاثة الدولية في سوريا على مخاطر عديدة من أطراف متعددة. وقد لقى بعض العاملين في هذه المنظمات مصرعهم خلال القيام بعملهم. ويشكل نهج مواقف الحياد السياسي أهم عنصر عند مزاولة مثل هذه المهمات الإنسانية. كانت كلمة وزير التنمية الألماني جيرد مولر بصوت مرتفع عندما تساءل عن دور بروكسل خلال مناقشة للبرلمان الألماني حول المساعدات لسوريا. وطالب الوزير الألماني بضرورة بذل المزيد من الجهود على مستوى الاتحاد الأوربي بأكمله، مشددا على ضرورة تحرك الاتحاد بشكل أكبر في هذه القضية. لكن ما الذي يمكن أن تقدمه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي للسوريين؟ ألمانيا على سبيل المثال قامت باستقبال أول دفعة من اللاجئين السوريين والمكونة من خمسة آلاف شخص. ومن المقرر أن يتم قريبا استقبال دفعة ثانية. وهناك نحو 36 ألف شخص في ألمانيا يمكنهم استقبال أقارب لهم من سوريا ضمن برنامج خاص لحماية أقاربهم الذين يعانون من ويلات الحب في سوريا. لكن منظمات الإغاثة ترى أن هذا ليس سوى قطرة في بحر بالنظر إلى حجم المشكلات وعدد اللاجئين والنازحين وغيرهم من الضحايا. 10 ملايين نازح وتسببت الأوضاع السياسية المتأزمة في سوريا في نزوح نحو عشرة ملايين سوري، يعيش نحو ثلاثة ملايين منهم في الدول المجاورة، بالإضافة إلى أكثر من ستة ملايين نازح داخل سوريا نفسها. ومن بين هؤلاء يعيش نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون في مناطق يصعب الوصول إليها. تركيا كنقطة انطلاق رغم أن هؤلاء النازحين في مقدمة اهتمامات منظمات الإغاثة الدولية إلا أن الوصول إليهم أمر صعب. فحكومة الأسد ترغب في أن تتدفق جميع المساعدات الإنسانية عبر دمشق، لكن ذلك لا يضمن وصولها لجميع النازحين وهو ما دفع بالعديد من المنظمات للعمل انطلاقا من دول مجاورة لسوريا، غير أن حكومة الأسد لا تعترف بهذا الإجراء وبالتالي فهى لا تقدم الحماية الضرورية لموظفي تلك المنظمات. منظمة "مالتيزر" الإغاثية استقرت في تركيا على مقربة من الحدود السورية. وعن ذلك تقول يانين لايتماير من المنظمة في تصريحات لDW: "ليس ثمة اتصالات مباشرة بين منظمات الإغاثة وأطراف الصراع السوري". أكدت لايتماير على أهمية الدور التركي في هذا الموضوع. الصليب والهلال الصليب الأحمر الألماني ينهج استراتيجية عمل مختلفة. فهو يؤدي مهامه من داخل الأراضي السورية بالتعاون مع الهلال الأحمر. ويوضح رينيه شولتهوف أحد موظفي الصليب الأحمر في بيروت: "الهلال الأحمر منظمة شريكة لنا ويعمل بها نحو 11 ألف متطوع. وتقوم الحكومة الألمانية والاتحاد الدولي بتقديم الدعم منذ أكثر من عامين، وتعد هذه المنظمة واحدة من بين عدد قليل من المنظمات التي لها قنوات اتصال إنسانية داخل المناطق المضطربة في مختلف أنحاء البلاد. ومن تم فالهلال الأحمر هو المنظمة الوحيدة التي يمكنها تقديم المساعدات الأولية للمرضى ونقل الجرحى في بعض المناطق". بين الأطراف المتصارعة تقديم المساعدة في المناطق المضطربة يمثل تحديا كبيرا لمنظمات الإغاثة، كما يقول شولتهوف، لاسيما وأن الوصول للمدنيين هناك أمر صعب. ويضيف شولتهوف: "لذا فنحن نناشد دائما جميع أطراف الصراع مراعاة الالتزامات الأخلاقية والقانونية وتأمين عمل موظفي الإغاثة وتمكينهم من الوصول إلى المحتاجين من المواطنين، علاوة على احترام مهمات الهلال الأحمر والصليب الأحمر". تعتمد منظمات الإغاثة إجراءات صارمة للحفاظ على سلامة وأمن العاملين بها كما توضح لايتماير: "طبعا حسب الظروف القانونية، غير أن العنصر الحاسم بالنسبة لنا هو معرفة مدى خطورة القيام بالمهمات". مبدأ الحياد السياسي يلعب مبدأ "الحياد السياسي" دورا مهما في عمل منظمات الإغاثة العاملة في سوريا، ولا يتجلى الهدف فقط في تقديم أفضل مساعدة للشعب السوري بل أيضا في ضمان حماية موظفي تلك المنظمات. وتقول لايتماير: "طالما تحافظ منظمات الإغاثة على مبادئ عدم التدخل في الصراع وعدم تفضيل طرف على آخر في عمليات تقديم المساعدات، فإن ذلك يحميها من تهمة الانحياز لطرف ما في الصراع، إن ذلك هو ما نصبو إليه". يتفق شولتهوف مع هذا الرأي ويقول: "يتم تقديم مساعدات الصليب الأحمر في سوريا لمن هو في حاجة إليها. ليست لنا توجهات تنطلق من مصالح سياسية. فنحن نقوم بتوزيع المساعدات في كامل البلد وفي المناطق أكثر احتياجا". هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل